كانت لنجم المنتخب العراقي أيمن حسين المهاجم الفارع الطول (189 سم) اليد الطولى في ضرب العراق لأكثر من عصفور “بحجرة واحدة” في ثاني مبارياته في المجموعة الرابعة، إذ نجح في إلحاق الخسارة الأولى باليابان بعد 26 مباراة خاضتها في دور المجموعات في النهائيات القارية، فضلاً عن تحقيقه الفوز الاول على المنتخب عينه منذ عام 1982 خلال دورة الألعاب الآسيوية.
وفيما حاول أيمن (27 عاماً) تعليل ذرفه للدموع لإصابته بالانفلونزا، قال النجم العراقي السابق نشأت أكرم إن دموع أيمن تُعبّر عن “قهّر الرجال، نظراً لما تعرض له من تنمّر وضغط وإساءة خلال مسيرته الكروية”.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمكالمة هاتفية جمعت أيمن بوالدته بعد المباراة إذ ظهرت وهي تقول “ان شاء الله دائما تفوزون، دَعَوت لكم يوم الخميس قبل الفطور، وبقيت أدعي واقول يا رب ايمن وربعه (زملاؤُه) يفوزون، وسأظل دائما أدعي لك وللمنتخب”.
وفيما أكّد أيمن حسين متصدر ترتيب الهدافين بالتساوي مع القطري أكرم عفيف (3)، أن الجوائز الفردية جيّدة، لكن الأهم يبقى اللقب الجماعي، قال نجم القوة الجوية العراقي لوكالة فرانس برس إنه لا يفكر في الاحتراف في أوروبا، “كل ما أفكّر به حالياً هو إسعاد الشعب، المهم العراق يفوز”.
وكان “أسد الرافدين” قد زأر مرتين، في بداية الشوط الاول ونهايته، حاسماً تأهل العراق إلى دور الـ16 من المسابقة القارية التي توج بلقبها مرة وحيدة عام 2007.
وتعليقاً على هدف أيمن المبكر، قالت صحيفة أساهي اليابانيةإن العراقيين “لم يمنحونا الـ 15 دقيقة التي نريدها، فسقطنا بسيناريو الصدمة، وباغتنا في الدقيقة الخامسة”. وكانت الصحيفة قد نقلت عن “مدرب ولاعبي اليابان قولهم إنهم بحاجة إلى 15 دقيقة في بداية أي مباراة ليتعرّفوا واقعياً على المنافس.
جهد وكفاح ومثابرة لإثبات نفسه!
يقول أيمن “، لكن قبل المباراة قلنا لأنفسنا نحن العراق”!. ويضيف “لا يمكن وصف الشعور بعد تحقيق الفوز. قدّم اللاعبون مباراة كبيرة وكانوا أبطالاً”.
عاش أيمن، إبن مدينة الحويجة في محافظة كركوك الشمالية، طفولة صعبة، بعد مقتل والده الذي كان من عناصر الجيش العراقي على ايدي تنظيمات مسلحة عام 2008.
كما تعرّض خلال مسيرته لانتقادات حادة في الإعلام المحلي وصلت إلى حد المطالبة بإبعاده عن المنتخب، لكنه كان دائماً يردّ على منتقديه بزيارة الشباك وقيادة أسود الرافدين إلى تحقيق الألقاب، وآخرها كأس الخليج في البصرة العام الماضي، وهو ما يُظهر بحسب نشأت أكرم “قوة شخصية أيمن في اللحظات الصعبة”.
بعد مسيرة طويلة في الاحتراف الخارجي بدأت صيف 2019 مع الصفاقسي التونسي، وتلتها تجارب مع أم صلال والمرخية القطريين والجزيرة الإماراتي والرجاء البيضاوي المغربي، استقر أيمن منذ بداية الموسم الحالي مع ناديه الأسبق القوة الجوية، فحقق انطلاقة مميزة متربعاً على صدارة ترتيب الهدافين في الدوري العراقي بعشرة أهداف، علماً أنه أنهى موسم (2020-2021) في الصدارة بـ 22 هدفاً، حين قاد الجوية أيضاً إلى التتويج باللقب.
ورغم خوضه 75 دقيقة فقط في مباراتين، خطف أيمن أنظار المتابعين، بفعاليته العالية، وتمكن من حجز مكان وازن بين صفوة اللاعبين العراقيين، ما دعا كثيرين إلى تشبيهه بالنجم العراقي السابق يونس محمود الذي قاد العراق إلى لقبه الوحيد في بطولة كأس آسياعام 2007.
مساندة الجماهير
لكن “الإسقاط” الأهم، جاء على النجم السابق جعفر عمران الذي حرم اليابان عام 1993 من التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها بتسجيله هدف التعادل (2-2) في الوقت البدل عن ضائع من المباراة التي أقيمت في الدوحة وقتذاك، واستحضرها مدرب “الساموراي” هاجيمي مورياسو، بقوله “إن معظم اللاعبين الذين يلعبون اليوم لم يكونوا قد ولِدوا خلال تلك المباراة”
وردا على سؤال إذا ما كان الفوز على اليابان، بوصفها المرشح الأبرز، سيُمهّد طريق العراق للوصول إلى اللقب، قال أيمن إن “كل مباراة لها حساباتها، ونحن نخوض هذه البطولة، كل مباراة على حدة”.
وأشار أيمن الذي شق طريقه الصعب أول مرة مع ناد مغمور في كركوك من الدرجة الثالثة يعرف بنادي الطوز لموسمين قبل تنقله بين العديد من الأندية المحلية، وصولاً إلى عام 2019، إلى أن التركيز سينصّب على تحقيق الفوز في المباراة المقبلة على فيتنام، “لأنه سيضمن لنا صدارة المجموعة، والذهاب بمسار بعيد في البطولة، نحو إحراز اللقب”، علماً ان التعادل يكفي العراق للتصدّر.
وأشاد هداف النسخة السابقة من بطولة كأس الخليج بمؤازرة الجماهير في المباراة “مساندة الجماهير العراقية والعربية كان لها الأثر البالغ .. ونعدهم بتحقيق المزيد”.
ع.ج/ ع.ج.م (أ ف ب)