ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) (الثلاثاء 30 يناير/ كانون الثاني 2024) أن ما لا يقل عن نصف المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب هناك قبل نحو أربعة أشهر. وتشير بيانات الأقمار الاصطناعية التي حللتها جامعات أمريكية واطلعت عليها (بي.بي.سي) إلى أن ما بين 144 ألفا و175 ألف مبنى في جميع أنحاء الشريط الساحلي قد تضررت أو دمرت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويعادل هذا ما بين 50% و 61% من مباني غزة. وتظهر الصور، التي حللها كوري شير من جامعة مدينة نيويورك وجامون فان دن هويك من جامعة ولاية أوريغون، أن القصف على جنوب ووسط قطاع غزة قد اشتد منذ بداية كانون الأول/ديسمبر.
ووفقا للتحليل، تضررت مدينة خان يونس، وهي المدينة الرئيسية في جنوب غزةحيث يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن قادة حماس العسكريين لديهم معاقل بها، بشكل خاص. وأكدت إسرائيل مرارا أنها في حالة حرب مع حماس، وليس مع المدنيين الفلسطينيين. وتتهم حماس بتنفيذ هجمات من مناطق سكنية ومستشفيات ومبان مدنية أخرى، وباستخدام المدنيين كدروع بشرية. وتنفي حماس ذلك.
وفي جميع أنحاء قطاع غزة، دمرت مناطق سكنية، وتحولت شوارع التسوق المزدحمة سابقا إلى أنقاض، ودمرت الجامعات واختلطت الأراضي الزراعية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. وأظهرت الصور أن أكثر من 38 ألف مبنى في خان يونس قد دمرت أو تضررت. وفر آلاف الأشخاص من المدينة الواقعة في الجنوب بسبب القتال العنيف.
ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده، خلال القتال في غزة أمس الثلاثاء. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى، بين الجنود الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري ضد حركة “حماس” إلى 223 قتيلا، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، في موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه في قطاع غزة لتحقيق أهدافها التي تشمل القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس ، وتحرير الرهائن الذين احتجزتهم الحركة خلال هجومها على جنوب إسرائيل ونقلتهم إلى القطاع بحسب القادة الإسرائيليين.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، صنفتها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) ، “لا يزال أكثر من ثمانية آلاف مواطن في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات، حيث تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف إليهم”. ووفقا للأمم المتحدة، يعيش الآن أكثر من 3ر1 مليون شخص من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2ر2 مليون نسمة، أو أكثر من نصف سكان قطاع غزة، في رفح على الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر.
إلى ذلك طالبت الولايات المتحدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)بإجراء “تغييرات جوهرية ” قبل استئناف تمويلها للوكالة الذي أوقفته بعد اتهامات إسرائيلية بأن بعض موظفيها شاركوا في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ورحبت ليندا توماس غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بقرار المنظمة إجراء تحقيق ومراجعة لأنشطتها. وقالت أيضا إن الولايات المتحدة تسعى للحصول على مزيد من التفاصيل من إسرائيل بخصوص هذه المزاعم.
وقالت غرينفيلد عن “التغييرات الجوهرية” بالقول “نحن بحاجة إلى النظر في أنشطة المنظمة وكيفية عملها في غزة، وكيفية إدارتها لموظفيها، وضمان محاسبة الأشخاص الذين يرتكبون أعمالا إجرامية، مثل هؤلاء الأفراد الاثني عشر، حتى تتمكن الأونروا من مواصلة عملها المهم الذي تؤديه”.
وظهرت هذه الاتهامات على السطح يوم الجمعة عندما أعلنت الأونروا أنها فصلت بعض الموظفين بعد أن زودتها إسرائيل بالمعلومات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأحد إن تسعة من بين 12 شخصا متورطين فصلوا من العمل، وتوفي واحد، ويجري توضيح هوية الاثنين المتبقيين.
وأوقفت الولايات المتحدة، أكبر مانح للأونروا، تمويلها مؤقتا، إلى جانب عدد من الدول الأخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أمس الثلاثاء إن واشنطن تقدم ما بين 300 و400 مليون دولار سنويا.
وتوظف الأونروا 13000 شخص في غزة، حيث تدير مدارس القطاع وعيادات الرعاية الصحية الأولية وغيرها من الخدمات الاجتماعية، وتوزع المساعدات الإنسانية.
وقال دوجاريك “في كل عام، تشارك الأونروا قائمة موظفيها مع الدول المضيفة التي تعمل فيها… بالنسبة للعمل الذي تقوم به في غزة والضفة الغربية، تقوم الأونروا بمشاركة قائمة الموظفين مع كل من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، باعتبارها القوة المحتلة في تلك المناطق”.
كان مجلس الأمن الدولي قد عبر في وقت سابق من أمس الثلاثاء عن قلقه بشأن “الوضع الإنساني الخطير وسريع التدهور” في قطاع غزة، وحث جميع الأطراف على التعاون مع منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاج.
وقالت كاج للصحفيين بعد إحاطة مجلس الأمن “لا يمكن لأي منظمة أن تعوض هيكل الأونروا وقدراتها الهائلة وإمكانياتها ومعرفتها بالسكان في غزة”.
ع.أ.ج/ ح ز(د ب ا، رويترز)
vrn7pd
m8o29h