أظهرت مذكرة لوزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيجتمع مع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولم تتضمن المذكرة تفاصيل حول موضوع الاجتماع، لكن مصادر أمنية مصرية قالت إن الدول العربية ستقدم خططا لحل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وكانت مثل هذه الخطط معلقة بينما كان وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة يسعون إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين.
وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال لقائه في جدة، مساء الأربعاء (20 مارس/آذار 2024)، مع وزير الخارجية الأمريكي على “أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة”. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن بن فرحان وبلينكن استعرضا خلال اللقاء “سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في مختلف المجالات”. كما بحث الوزيران “تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار”، وناقشا “بذل الجهود كافة لضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحّة”.
وقال بلينكن إنه سيواصل في زيارته المحادثات حول ترتيبات الحكم والأمن وإعادة الإعمار في غزة بعد الصراع، وتحقيق سلام إقليمي دائم. واستمرت المحادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطر هذا الأسبوع بعد أن فشلت المحاولات في التوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان.
الديمقراطيون في مجلس الشيوخ يطالبون بإقامة دولة فلسطينية
يأتي هذا فيما دعا أكثر من ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين إدارة الرئيس جو بايدن لاتخاذ خطوة “جريئة” نحو إقامة دولة فلسطينية، وذلك في موقف متشدد جديد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وتأتي الرسالة الموجهة لبايدن بعد أيام على إحداث زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أرفع سياسي أميركي يهودي منتخب في الولايات المتحدة والمدافع عن إسرائيل، صدمة بخطاب انتقد فيه إدارة نتانياهو للحرب في غزة داعيا لإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وقال 19 سِناتورا ديموقراطيا يتقدمهم توم كاربر، حليف بايدن ومن ولاية ديلاوير، مسقط رأس الرئيس، في الرسالة إن أزمة الشرق الأوسط “بلغت نقطة انعطاف” تتطلب قيادة أميركية تتجاوز “تسهيل” محادثات إسرائيلية فلسطينية. وأضافوا “لذا نطلب من إدارة بايدن أن تضع على الفور إطارا عاما جريئا يحدد الخطوات اللازمة” لإقامة دولة فلسطينية على كل من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، على ما جاء في الرسالة.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ إن دولة فلسطينية مستقلة ستكون “غير مسلحة”، وهو مصطلح تبناه الرئيس الأسبق بيل كلينتون في مسعاه لتحقيق السلام قبل عقدين، وستعترف بإسرائيل وتنبذ حركة حماس، التي أطلق هجومها غير المسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر داخل إسرائيل شرارة العملية العسكرية الواسعة في قطاع غزة.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ودعا أعضاء مجلس الشيوخ إلى “مبادرة سلام إقليمية” تكفل اندماجا لإسرائيل، في إشارة على ما يبدو إلى محاولات مستمرة لإقناع السعودية بقبول عرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو محور زيارة سابقة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المملكة.
وعبر بايدن وبلينكن مرارا عن دعمهما لحل الدولتين، لكنهما لم يقوما بأي خطوات تذكر نحو تحقيق ذلك قبل الحرب، لمعرفتهما بأن نتانياهو وحكومته اليمينية المتشددة يعارضان المشروع بشدة. وعبر موقعو الرسالة عن “خيبة أمل بشكل خاص” من “رفض (نتانياهو) الانخراط في مسار نحو دولة فلسطينية”. وقال أعضاء مجلس الشيوخ لبايدن إن “الخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها مع إدارتك كانت ذات أهمية قصوى، ونحثك على القيام بالمزيد”.
ومن بين أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين الموقعين على الرسالة مسؤول الانضباط في الحزب الديموقراطي ديك دوربين، وكريس كونز السناتور الآخر من ولاية ديلاوير وأحد المقربين من بايدن. ولم يرد اسم شومر في الرسالة لكنه عبّر أيضا عن تأييده لحل الدولتين في كلمته التي انتقد فيها نتانياهو.
ونسج نتانياهو علاقات وثيقة مع الحزب الجمهوري الذي دعم مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية أمام بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر، دونالد ترامب بقوة المواقف الإسرائيلية خلال فترة رئاسته. وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أعلى زعيم جمهوري منتخب في الولايات المتحدة إنه تحدث مع نتانياهو مطولا الأربعاء وعبر عن “رفضه الشديد” لخطاب شومر.
وصرّح جونسون للصحافيين عقب ذلك “نعتقد أنه ليس من التهور فحسب بل من الخطير بالنسبة إليه أن يحاول اقتراح الطريقة التي ينبغي على إسرائيل أن تدير بها شؤونها الداخلية في خضم النزاع”. وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأحد اعتبر نتانياهو أن خطاب شومر “غير مناسب على الإطلاق”، معتبرا أن إسرائيل ليست “جمهورية موز”.
ف.ي/ع.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)