قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من 1.1 مليون شخص فيقطاع غزة يواجهون “مستوى حادا من انعدام الأمن الغذائي”، في الوقت الذي تعرقل فيه إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع. وشدد البيان، الذي نشر عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، تويتر سابقا، على ضرورة إرسال المساعدات الغذائية الكافية عبر الطرق البرية لإنقاذ الأرواح، خاصة في مناطق شمال القطاع.
وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن “عوائق دخول المساعدات لا تزال قائمة والوقت ينفد”.
ومن ناحية أخرى، أعلنت مصادر طبية، مساء الخميس، وفاة طفل في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بسبب المجاعة ونقص العلاج، ما يرفع عدد الوفيات بسبب سوء التغذية في القطاع إلى 30.
يشار إلى أن إسرائيل شنت هجوما واسع النطاق على قطاع غزة ردا على هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ونتيجة لذلك، يعيش القطاع الساحلي المحاصر، الذي يسكنه نحو 2.35 مليون نسمة، أوضاعا إنسانية صعبة، وسط تحذيرات دولية من مجاعة.
ميدانيا، أشارت السلطات الصحية التابعة لحماس اليوم (الجمعة 29 مارس / آذار 2024) في بيان إلى مقتل 71 شخصا خلال 24 ساعة لا سيما في غارات على رفح في أقصى جنوب القطاع التي تعتبرها اسرائيل آخر معقل للحركة. وإلى جانب الحصيلة البشرية الهائلة والدمار الواسع، تسببت الحرب بين إسرائيل وحماس بكارثة إنسانية في القطاع المحاصر حيث باتت غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مهددة بالمجاعة بحسب الأمم المتحدة التي تندد بكون المساعدات غير كافية لسد الحاجات.
ولخّص صندوق الأغذية العالمي عبر منصة اكس الوضع بقوله “ما من مكان آخر في العالم يواجه فيه هذا العدد الكبير من الناس خطر المجاعة الوشيك”.
ومن جهة أخرى، أمرت محكمة العدل الدولية الخميس إسرائيل بـ”ضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة” لقطاع غزة من دون تأخير مؤكدة أن “المجاعة وقعت”. وقالت المحكمة ومقرها في لاهاي إن “على إسرائيل… اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والفعالة لأن تضمن من دون تأخير… ومن دون عراقيل توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية (لغزة) التي هي بأمس الحاجة إليها”. وأضافت أنّ “الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون خطر المجاعة فحسب، بل… المجاعة وقعت”.
وبعد شكوى من جنوب إفريقيا أمرت المحكمة نفسها إسرائيل في حكم صدر منتصف كانون الثاني/ يناير ببذل كلّ ما في وسعها لمنع حصول أعمال “إبادة” خلال هجومها على غزة. كذلك، قضت المحكمة بأنّه يتعيّن على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى غزّة للتخفيف من حدّة الوضع الإنساني اليائس هناك.
وليل الخميس الجمعة رحبت حركة حماس بقرار المحكمة وقالت إنه يجب أن يترافق مع “آلية تنفيذية يفرضها المجتمع الدولي تلزم الاحتلال (..) على تنفيذه فورا كي لا يبقى القرار حبرا على ورق”.
وأمام الوضع الإنساني الكارثي تنظم دول عدة عمليات إلقاء مساعدات من الجو أو ترسلها بحرا، لكن الجميع يشدد على أن هذه الطرق لا يمكن ان تحل مكان إيصال المساعدات برا.
واندلعت الحرب إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول / أكتوبر وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية أكثر من 1160 قتيلاً معظمهم مدنيون. كذلك، خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم.
ويذكر أن حماسالتي شنت هجوما مباغثا على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت وفق وزارة الصحة التابعة لحماس عن مقتل 32.623 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يتهم مقاتلي حماس بالاختباء في المستشفيات، مواصلة عملياته الجمعة في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في شمال القطاع مؤكدا أنه “قضى على نحو 200 إرهابي” في القطاع منذ 18 آذار/ مارس.
ح.ز/ م.س (أ.ف.ب، د.ب.أ)