أعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين (الأول من نيسان/أبريل 2024) أن قواته أنهت عمليتها التي استمرت أسبوعين داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة وانسحبت من المنطقة. وقال الجيش في بيان إن قواته “استكملت هذا الصباح العملية في منطقة مستشفى الشفاء وخرجت من منطقة المستشفى”.
ومن جهتها قالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الإثنين أن الجيش الإسرائيلي انسحب من مجمع الشفاء الطبي في غزة، مؤكدة انتشال “عشرات الجثث” وتعرّضه لدمار “كبير جدا”، بعد عملية عسكرية امتدت أسبوعين في هذا المرفق والأحياء المحيطة به.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 18 آذار/مارس بدء عملية عسكرية “دقيقة” في المجمع الطبي الأكبر في القطاع، بعد معلومات استخبارية عن وجود “مسؤولين كبار من إرهابيي حماس” في المنطقة.
وكانت هذه المرة الثانية ينفّذ فيها الجيش عملية في هذا المستشفى منذ اندلاع الحرب في غزة ضد حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
حصيلة دامية
وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس فقد تم انتشال عشرات الجثث “بعضها متحللة” من داخل المجمع والمباني المحيطة به. وقالت مصادر أمنية فلسطينية، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إن طواقم الدفاع المدني انتشلت ما يقارب 300 جثة حتى هذه اللحظة، موضحة أن جثث “الضحايا” كانت ملقاة في كل مكان من المستشفى فيما ظهرت على بعضها علامات التحلل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أنه قضى على “أكثر من 200” من عناصر حماس في منطقة مجمع الشفاء، متعهدا مواصلة العملية العسكرية حتى “القبض على آخر” مقاتل.
وأكد مراسل لوكالة فرانس برس وشهود في المكان، مشاهدة دبابات ومركبات عسكرية إسرائيلية تنسحب من المجمع. وأشار الى أن مباني عدة داخل المجمع تضررت، وبدت على بعضها آثار حرائق.
وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأحد العملية التي جرت في مستشفى الشفاء بأنها ناجحة للغاية. وتحدث عن عملية عسكرية “دقيقة”.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الأحد أن المستشفى لا يزال يضم 107 مرضى و50 عاملا في المجال الصحي.
وذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأن 21 مريضا توفوا في مجمع الشفاء منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية 18 آذار/مارس، مضيفا أن المستشفى لا تتوافر فيه سوى زجاجة مياه واحدة لكل 15 شخصا.
ووفق أرقام نشرتها منظمة الصحة في أواخر آذار/مارس، لا يزال أقل من ثلث المستشفيات في القطاع يعمل بشكل جزئي.
ومنذ هجوم حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، شنّ الجيش الإسرائيلي عددا من العمليات التي طالت مستشفيات ومرافق طبية ومحيطها، متهّما حماس باستعمالها كستار لنشاطاتها. لكن الحركة نفت بشدة استخدام مقاتليها الشفاء وغيره من المرافق الصحية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 آخرين في قصف إسرائيلي على مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع.
وقال تيدروس عبر منصة إكس “كان فريق من منظمة الصحة العالمية في مهمة إنسانية في مستشفى الأقصى في غزة عندما تعرض مخيم داخل مجمع المستشفى لغارة جوية إسرائيلية اليوم. قُتل أربعة أشخاص وأصيب 17 آخرون”، موضحا أن موظفي المنظمة بخير.
كذلك، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن القصف كان “غارة إسرائيلية”. ونقلت عن أحد منسّقيها قوله “عندما سمع فريقنا دوي انفجار قريب، أوقف (أفراده) ما كانوا يقومون به ولجأوا للاحتماء داخل المستشفى”.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة لسلاح الجو “قصفت مركز قيادة عملياتيا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي وإرهابيين متمركزين في باحة مستشفى الأقصى في منطقة دير البلح”. وأضاف “بعد هذه الضربة الدقيقة، لم يتضرر مبنى مستشفى الأقصى ولم تتأثر وظيفته”.
توقيف شقيقة اسماعيل هنية
وتوازيا مع العملية العسكرية في مجمع الشفاء، أفادت حماس بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل، والواقعَين في مدينة خان يونس.على صعيد متصل أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في منزلها بمدينة تل السبع في صحراء النقب، على خلفية تهم تتعلق بـ “الإرهاب”.
وأكدت الشرطة لوكالة فرانس برس أن “صباح عبد السلام هنية (57 عاما) محتجزة في تل السبع وتخضع لتحقيق يشترك فيه جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)”. وقالت إنها تشتبه بقيام هنية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية بـ”التواصل مع نشطاء في حماس والانتماء للمنظمة والتحريض ودعم الأعمال الإرهابية”.
وقالت الشرطة إنها عثرت في منزل صباح هنية على “وثائق ووسائل إعلام وهواتف وغيرها من المتعلقات والأدلة التي ترتبط بارتكاب جرائم أمنية خطيرة ضد دولة إسرائيل”.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1160 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين أن 600 من جنوده قتلوا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تاريخ الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية وأدى الى اندلاع الحرب في قطاع غزة. وأكد الجيش على موقعه الالكتروني أن “نداف كوهين، 20 عاما، المتحدر من حيفا (…) قتل خلال المعارك في جنوب قطاع غزة”، ما يرفع الى 600 عدد الجنود الذين قتلوا داخل إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ا.ف/ م.س (أ.ف.ب، د.ب.أ)