تنديد دولي بمقتل 7 عمال إغاثة في غزة وإسرائيل تقر بالمسؤولية


أعلنت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (“المطبخ المركزي العالمي) الإغاثية، التي تتخذ مقراً في الولايات المتحدة، الثلاثاء (الثاني من نيسان/أبريل 2024) “تعليق عملياتها في المنطقة” بعد مقتل سبعة من موظفيها بوسط قطاع غزة.

وأكدت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ مقراً في واشنطن في بيان “مقتل سبعة عناصر من فريقنا بضربة نفذتها القوات المسلحة الإسرائيلية في غزة” موضحة أن القتلى “من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة” وأحدهم “يحمل الجنسيات الأمريكية والكندية والفلسطينية”.

وأوضحت أن فريقها كان يتنقل في قافلة تضم “سيارتين مدرعتين تحملان شعار وورلد سنترال كيتشن وآلية خفيفة” عند تعرضه لضربة. وتابعت في البيان “بالرغم من تنسيق التحركات مع القوات المسلحة الإسرائيلية، أصيب الموكب فيما كان يغادر مستودع دير البلح حيث أفرغ الفريق أكثر من مئة طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي نقلت إلى غزة عن طريق البحر”.

إسرائيل تعترف بأن القصف وقع “عن غير قصد” وتتعهد بالتحقيق

وفي وقت لاحق اليوم أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن الجيش الإسرائيلي قتل “عن غير قصد” سبعة من عمال الإغاثة في غارة جوية على قطاع غزة. وقال لدى مغادرته المستشفى في القدس بعد أن خضع لعملية بسيطة “للأسف، وقعت في اليوم الأخير حادثة مأساوية حين قصفت قواتنا أبرياء في قطاع غزة عن غير قصد”. وأضاف “يحدث هذا في الحرب، سنحقق في الأمر بشكل تام، نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يتكرر ذلك”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق إنه يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات للوقوف على ملابسات هذا الحادث “المأساوي”. وجاء في البيان “يبذل جيش الدفاع الإسرائيلي جهودا كبيرة لإتاحة توصيل المساعدات الإنسانية بأمان، ويعمل عن كثب مع وورلد سنترال كيتشن في جهودها الحيوية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لسكان غزة”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري في بيان مصور “سنفتح تحقيقا للتدقيق في ملابسات هذا الحادث الخطير بشكل أكبر”. وأضاف “ملتزمون بفحص عملياتنا بدقة وشفافية”. وأكد إنه سيتم التحقيق في الحادث عبر “آلية تقصي الحقائق والتقييم” التي وصفها في بيان بأنها “هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة”.
إدانات ومطالب بالتحقيق

وأعرب البيت الأبيض عن حزنه الشديد لمقتل عدد من المتطوّعين الأجانب في المنظمة، مطالباً إسرائيل بأن تجري سريعاً تحقيقاً يكشف ملابسات ما جرى. وكتبت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون على منصّة إكس إنّ “قلبنا مفطور ونشعر بانزعاج شديد بسبب الضربة” التي أودت بالفريق الإغاثي، مشدّدة على “وجوب حماية عمّال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدّمون مساعدات (هي هناك في غزة) بأمس الحاجة إليها، ونحضّ إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى”.

وطلب وزير الخارجية البولندي من السفير الإسرائيلي لدى وارسو تقديم “تفسيرات عاجلة” بعد مقتل متطوع بولندي أثناء تقديم مساعدات في قطاع غزة. وكتب الوزير رادوسلاف سيكورسكي على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “لقد طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي… توضيحات عاجلة” 

وأضاف “أكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج التحقيق في هذه المأساة. وأقدم التعازي لأسرة متطوعنا الشجاع وجميع الضحايا
المدنيين في قطاع غزة“.

ومن عمان، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز “آمل وأطالب الحكومة الإسرائيلية بتقديم توضيحات في أقرب وقت ممكن عن هذا الهجوم الوحشي”.

من جانبه أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ” هذا الهجوم وأدعو إلى بدء تحقيق في أقرب وقت ممكن”. وأضاف “على الرغم من كل المناشدات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ما زلنا نرى أبرياء يُقتلون”.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون “وردت أنباء عن مقتل مواطنين بريطانيين، ونحن نعمل بشكل عاجل للتحقق من هذه المعلومات وسنقدم الدعم الكامل لعائلاتهم”. وأضاف “من الضروري أن يتمتع العاملون في المجال الإنساني بالحماية وأن يكونوا قادرين على القيام بعملهم. وقد طالبنا إسرائيل بالتحقيق الفوري وتقديم تفسير كامل وشفاف لما حدث”.

الطرق البرية هي أفضل الطرق لإدخال المساعدات الى غزة

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

وأكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي مقتل عامل الإغاثة الأسترالية لالزاومي “زومي” فرانكوم البالغة من العمر 44 عاماً، وقال إن حكومته اتصلت بإسرائيل للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادث. وقال في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء “هذه مأساة إنسانية لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق وستسعى أستراليا إلى المحاسبة الكاملة والمناسبة”. ونادى بضرورة حماية المدنيين الأبرياء وعمال الإغاثة الإنسانية، وكرر دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة إلى جانب تقديم المزيد من الدعم لمساعدة من يعانون من “الحرمان الهائل”.

ماذا نعرف عن المنظمة؟

وعبر خوسيه أندريس الطاهي، الذي أسس وورلد سنترال كيتشن، عن شعوره بالحزن والأسى على عائلات وأصدقاء الذين لقوا حتفهم في الهجوم. 

بدأ أندريس عمل وورلد سنترال كيتشن في 2010 بإرسال طهاة وطعام إلى هايتي بعد الزلزال.

وتقدم “وورلد سنترال كيتشن” مساعدات غذائية ووجبات جاهزة للمحتاجين. وقالت المنظمة الشهر الماضي إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوماً. ومنذ بدء عملها في 2010، توصل المنظمة الغذاء للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأمريكية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء جائحة كورونا وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.

وقالت المنظمة على إكس إن فرقها توزع الطعام على الفلسطينيين النازحين في جميع أنحاء غزة يومياً. وأضافت “مطابخنا التي يزيد عددها عن 60 في جنوب غزة ووسطها تعد مئات الآلاف من الوجبات كل يوم مثل هذه المجدرة، وهي طبق من الأرز والعدس والبصل المكرمل”.

خ.س/ع.ج.م/ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment