حرب غزة تدخل شهرها السابع ولا نهاية تلوح في الأفق


دخلت الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها السابع الأحد (السابع من نيسان/أبريل 2024)، في وقت تستعد القاهرة لاستضافة مباحثات جديدة حول اتفاق هدنة يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وإدخال مزيد من المساعدات الى القطاع المحاصر حيث ينتشر الدمار والمعاناة والعوز.

ومنذ اندلاعها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية، تسبّبت الحرب بدمار واسع في القطاع الفلسطيني وحصيلة قتلى تجاوزت ال33 ألفا وانهيار القطاع الصحي، وبالتالي بظروف إنسانية جعلت أكثر من مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين، على مشارف المجاعة.

في إسرائيل، يزداد القلق على الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، وينظّم عشرات آلاف الإسرائيليين بشكل شبه يومي تظاهرات احتجاجية للمطالبة بالتوصل الى اتفاق يفرج عن مخطوفيهم، كما يطالبون بانتخابات جديدة لإسقاط حكومة بنيامين نتانياهو.

في الوقت ذاته، تجد إسرائيل نفسها تحت ضغط تبدّل لهجة حليفتها الولايات المتحدة، بعد أن طالبها الرئيس الأمريكي جو بايدن بحماية المدنيين وإبرام اتفاق لوقف النار وإطلاق الرهائن.

محادثات جديدة بشأن هدنة متعثرة

ويرتقب أن يبحث مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحماس في العاصمة المصرية، في اتفاق للهدنة. وأوردت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من الاستخبارات المصرية أن الاجتماعات ستعقد اليوم الأحد، وسيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل.

كما أكدت حماس مشاركة وفد منها برئاسة القيادي خليل الحية، في المحادثات غير المباشرة. وذكّرت بأن مطالبها للاتفاق “تتمثّل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جدية”، مؤكدة أن “لا تنازل عنها”.

وسبق للطرفين أن أبرما هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر وأتاحت الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وجدد رئيس الحكومة الإٍسرائيلية بنيامين نتنياهو، في تصريح اليوم، أن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن من غزة لكنها ليست مستعدة للإذعان لمطالب حماس “المبالغ فيه”. وشدد “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة الرهائن. هذا لن يحدث”. وقال “نحن  على بعد خطوة واحدة من النصر، لكن الثمن الذي دفعناه مؤلم ومفجع”.
 

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية. وردّت إسرائيل حينها متعهدة بـ“القضاء” على حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

اندلعت الحرب بعد هجوم حماس الإرهابي على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023صورة من: SOUTH FIRST RESPONDERS / AFP

وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأحد مقتل أربعة جنود في غزة، ما يرفع حصيلة الجنود الذين قتلوا في القطاع منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر الى 260 جنديا. 

وفي تطور جديد قال متحدث عسكري إسرائيلي اليوم الأحد إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة.  وقال الجيش إن “عددا كبيرا من القوات الإسرائيلية يواصل العمل في قطاع غزة وسيحافظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي وقدرته على القيام بعمليات استخباراتية دقيقة”.
 

ضغوط دولية وتراجع دعم حلفاء إسرائيل

ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الانسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع. وعلى خلفية التباينات المتزايدة بين الإدارة الأمريكية ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، توجه زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد الى واشنطن السبت لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار، وفق ما أفاد حزبه. ويواجه نتانياهو ضغوطا متزايدة في الداخل أيضا. 

والأربعاء الماضي دعا الوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو حكومة الحرب ومنافس نتانياهو إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في أيلول/سبتمبر. وعلى الفور، رفض حزب الليكود دعوة غانتس، وقال في بيان إن تنظيم انتخابات في ظل الحرب “سيؤدي حتما إلى الشلل” و”يلحق الضرر بالمعارك” في غزة.

ومساء أمس السبت، نظّمت تظاهرات حاشدة في تل أبيب ومدن أخرى طالبت باستقالة نتانياهو وإجراء انتخابات مبكرة والتوصل لاتفاق بشأن الرهائن الذين قضوا “ستة أشهر في الجحيم”، وفق ما كتب في إحدى اللافتات. 

في الأيام الماضية، شدّدت دول غربية حليفة تقليديا لإسرائيل، لهجتها حيال الدولة العبرية، خصوصا في أعقاب مقتل عمال إغاثة بقصف إسرائيلي في غزة الإثنين. 

وقتل سبعة عاملين مع منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي)، وأقرّ الجيش الإسرائيلي الأربعاء بارتكاب “أخطاء فادحة”، قائلا إنه كان يستهدف “مسلحا من حماس”.

ويمثل وتدخل المساعدات الخاضعة لمراقبة إسرائيلية صارمة بكميات غير كافية إلى غزة من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر جنوباً. كما تقوم بعض البلدان بإلقاء مساعدات جوا، غير أن ذلك لا يكفي لتلبية حاجات السكان الهائلة. وأعلنت إسرائيل، تحت الضغوط، انها ستسمح بزيادة دخول المساعدات من معابر برية بينها وبين القطاع.

خ.س/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment