قالت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إنها تعتقد أن هناك مجاعة تحدث بالفعل في أجزاء من قطاع غزة.
ورداً على سؤال، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي، بشأن ما إذا كان هذا التقييم صحيحاً بشكل خاص بالنسبة لشمال القطاع الساحلي المحاصر، أجابت سامانثا باور “نعم”. ووفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية، فإن هذا يجعل باور أول ممثلة للحكومة الأمريكية تؤكد علناً هذا التقييم.
ويشير التصنيف الرسمي للمجاعة إلى أن ما لا يقل عن 20% من السكان يتضررون بالنقص الشديد في الغذاء. وبالإضافة إلى ذلك، يعاني طفل واحد على الأقل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد.
وعلى الرغم من أن إعلان المجاعة لا يؤدي إلى استجابة دولية بشكل رسمي، إلا أنه يعتبر أكبر إشارة تحذير من الموت الوشيك لعشرات الآلاف من الأشخاص.
وفي وقت سابق من الجلسة، تلقت باور سؤالاً حول تقارير إعلامية صدرت في أوائل نيسان/أبريل الجاري تفيد بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد تشاركت نشر تحذير بهذا المعنى مع مختلف الوكالات الحكومية الأمريكية. وأوضحت باور أن هذا التحذير استند إلى ما يسمى بـ”التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”.
وشددت باور على أن المساعدات الحالية التي يجري تسليمها إلى قطاع غزة ليست كافية “لمنع المجاعة التي تهدد الجنوب والظروف التي تؤدي بالفعل إلى زيادة وفيات الأطفال في الشمال”.
نفي إسرائيلي
من ناحيتها، قالت السلطات الإسرائيلية إن محتويات 600 شاحنة محملة بالمساعدات تكدست في قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي. وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية، وهي الهيئة التي تنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في منشور على موقع “إكس”، تويتر سابقاً، إن “محتوى 600 شاحنة مساعدات من المنتظر أن تجمعها الأمم المتحدة على جانب معبر كرم أبو سالم في غزة بطريقة تمنع نقل شاحنات إضافية”.
وتابع المنشور “لقد قمنا بتمديد ساعات العبور وزيادة قدراتنا”. ووجهت نداء للأمم المتحدة للقيام بعملها وقالت “العرقلة ليست من الجانب الإسرائيلي”.
وذكرت الهيئة أن حجم المساعدات التي يتم تسليمها إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي في جنوب القطاع ومعبر نيتسانا، على بعد حوالي 40 كيلومترا إلى الجنوب على الحدود المصرية الإسرائيلية، ارتفع بشكل كبير في الأيام الأخيرة. واتهمت الهيئة، فإن عملية التوزيع تتم “ببطء”، مما يعني “أن إسرائيل غير قادرة على تقديم أي مساعدات أخرى”. ولم يتسن حتى الان التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
في المقابل، قال جيمس ماكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في القدس، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية إن هناك العديد من التعقيدات اللوجستية وأن حلها يستغرق وقتاً. وتابع أن القيود التي تفرضها إسرائيل على حرية التنقل داخل قطاع غزة تزيد أيضاً من تعقيد الوضع.
وعلى الرغم من وصول عدد كبير من الشاحنات من إسرائيل، إلا أنها لا تستطيع الدخول تلقائياً إلى قطاع غزة، حيث يتعين أولا تفريغ الأحمال وفرزها حسب محتوياتها ثم بعد ذلك تحميلها مرة أخرى على شاحنات لتوصيل المساعدات.
انتشار إسرائيلي جديد وسط قطاع غزة
موازاة لذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية انتشار جديدة وسط قطاع غزة. كما أشار إلى شنّ “عملية استخباراتية دقيقة للقضاء على العناصر الإرهابية وضرب البنية التحتية الإرهابية في وسط غزة”. وأضاف أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت أهدافا فوق وتحت الأرض قبل دخول القوات البرية الإسرائيلية.
وقال الجيش إن قواته “حددت إرهابياً مسلحاً خرج من فتحة نفق إرهابي مجاور لقوات الجيش الإسرائيلي ودخل إلى مبنى عسكري”. واستهدفته مقاتلة عندما اقترب من القوات. وأضافت أنه تم العثور على عدة منصات لإطلاق الصواريخ، وأن البحرية الإسرائيلية أطلقت النار على عدة أهداف في المنطقة.
ماذا عن محادثات الهدنة؟
وفيما تتواصل جهود الوسطاء للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن، أعلن باسم نعيم عضو الجناح السياسي لحركة حماس الفلسطينية أن مصير الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة يمكن أن يتضح فقط خلال وقف إطلاق النار. ونشر عبر تلغرام أن جزءا من المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار “وذلك من أجل الحصول على ما يكفي من الوقت والأمن لجمع بيانات نهائية وأكثر دقة عن المحتجزين الإسرائيليين”. كما أضاف أن الرهائن كانوا في مواقع مختلفة في قطاع غزة المحاصر وفي أيدي مجموعات مختلفة. وأن بعضهم أيضا كان “تحت الأنقاض” مع الفلسطينيين الذين قتلوا. وتابع :”إننا نتفاوض للحصول على معدات ثقيلة لهذا الغرض”.
وكان نعيم يرد على أسئلة وسائل الإعلام حول ما إذا كانت حماس قد رفضت اقتراح التسوية الأمريكي الأخير لأنها لم تتمكن من إطلاق سراح 40 محتجزاً في المرحلة الأولى من صفقة ثلاثية المراحل.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد نصت المرحلة الأولى على إطلاق سراح النساء والمجندات والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما والرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً والذين يعانون من مشاكل طبية خطيرة. ولكن في أحدث جولة من المفاوضات، أعلنت حماس أنه لا يوجد لديها 40 رهينة على قيد الحياة من هذه الفئات. وأثار هذا مخاوف من احتمال مقتل عدد أكبر بكثير من الرهائن مما يعتقد حالياً.
وافترضت إسرائيل سابقا أن ما يقل قليلا عن 100 من بين 130 رهينة أو نحو ذلك ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة المحاصر.
وعلى المستوى الدبلوماسي، فشلت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي في التوصل لاتفاق على موقف مشترك بشأن طلب السلطة الفلسطينية المتجدد بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وقالت سفيرة مالطا لدى الأمم المتحدة فانيسا فرايزر، التي ترأس حالياً اللجنة المعنية، في أعقاب اجتماع في نيويورك يوم الخميس، إن ثلثي الأعضاء أيدوا الطلب، بينما اعترض خمسة. وقالت فرايزر إنها سوف تعمم تقريراً حول هذا الأمر على أعضاء مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن.
يشار إلى أنه من المستبعد أن توصي اللجنة بعد ذلك بالتصويت على الاقتراح في مجلس الأمن. ومع ذلك، يمكن لأي دولة عضو في المجلس تقديم طلب مماثل في أي وقت. وتعتزم الجزائر القيام بذلك خلال الأسبوع المقبل، حسبما أفادت الأوساط الدبلوماسية، رغم توقعات بأن يصطدم هذا القرار على الأرجح بفيتو (حق النقض) أمريكي.
ومن أجل أن ينجح هذا القرار، يجب أن يصوت تسعة على الأقل من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالحه، كما أنه يجب ألا تستخدم أي دولة دائمة العضوية في المجلس- الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة- الفيتو ضد القرار. وفي حالة نجاحه، سيجري إحالة الاقتراح بعد ذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت، حيث سيتطلب تمريره أغلبية الثلثين.
وعارضت إسرائيل باستمرار وبشدة قبول فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، طالبت الولايات المتحدة وآخرون حتى الآن الفلسطينيين بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل قبل أن يتم منحهم عضوية الأمم المتحدة.
ع.ح/ و.ب (د ب أ)