ينطلق في برلين بعد ظهر الجمعة (12 أبريل/نيسان 2024) “مؤتمر فلسطين”، الذي أثار في نسخته لهذا العام جدلاً كبيرا خاصة في ظل الحرب الدائرة في غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر من قبل حماس على إسرائيل.
ويستمر المؤتمر إلى غاية يوم الأحد. بعد أن ظل مكان الفعالية المؤيدة للفلسطينيين سراً لأسابيع، أعلن المنظمون ساعات قبيل انطلاقه عن مكان انعقاده، في شارع جيرمانيا في منطقة تيمبلهوف بالعاصمة برلين. وأضاف المنظمون أنه لن يسمح للمشاركة في فعالياته سوى للأشخاص الحائزين على بطاقات سارية، كما أن أشغال المؤتمر ستقام “بعيدا عن أعين الصحافة”.
إجراءات أمنية مشددة
من جهتها أعلنت شرطة برلين، رفع مستوى الإجراءات الأمنية المرافقة للمؤتمر، وذلك بنشر نحو 2500 رجل أمن.
وبحسب موقع “تاغس شاو” الإخباري الألماني، يُفترض أن يتوجه حوالي 900 من قوات الأمن يوم الجمعة إلى مقر انعقاد المؤتمر، وفقًا للمتحدثة باسم الشرطة، على أن تصل باقي القوات تباعاً حتى يوم الأحد.
وقالت وزيرة داخلية برلين إيريس شبرانغر أمس الخميس، إن قوات الأمن ستراقب الأحداث بدقة وأنه سيتم التدخل بحزم في حالة حدوث جرائم معادية للسامية. وأضافت: “سنتخذ تدابير رادعة ضد أي محاولة لاستغلال حق الحرية في التجمع لشنّ هجمات على تعايشنا الاجتماعي من خلال جرائم معادية للسامية ومعادية لإسرائيل”.
وتعتزم الشرطة، حسب بيانات وزارة الداخلية، التأهب أيضًا لتظاهرات ومظاهرات غير مخططة في سياق المؤتمر.
وكان نشطاء مؤيدون للفلسطينيين قد نصبواً مخيمًا احتجاجيًا بالفعل بين مبنى البرلمان الألماني والمستشارية، حيث يقومون بالتظاهر احتجاجًا على إمدادات الأسلحة لإسرائيل بسبب حرب غزة.
“نحن نشكو”
وعلى الموقع الالكتروني للمؤتمر، طالب المنظمون بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. كما يدعون إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية وفرض عقوبات على إسرائيل. ويرفع مؤتمر هذا العام المؤيد للفلسطينيين شعار “نحن نشكو”، كما رفعت فعالياته عناوين واجهت انتقادات واسعة من قبل شرائح عديدة، مثل “كيف تستفيد رأسمالية ألمانيا من دعمها غير المشروط لإسرائيل؟”. إلى ذلك تتهم الجهات المنظمة إسرائيل بارتكاب جرائم “إبادة” في حق الفلسطينيين، وبما يصفونه “تواطؤ” ألمانيا بسبب صادراتها للسلاح إلى إسرائيل.
وقال منظمو المؤتمر إنه تمت دعوة المتحدثين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وزير المالية اليوناني السابق، يانيس فاروفاكيس، مشددين على أنه “سيتم ضمان الدخول فقط لأولئك الذين يحملون بطاقة سارية “، بحسب ما ذكر موقع “دويتشلاند فونك”.
وتشارك العديد من الجمعيات الفلسطينية في تنظيم المؤتمر بما فيها “اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة”، لكن من المنظمين والداعمين هناك مجموعة “الصوت اليهودي من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط”.
انتقادات حادة
ومنذ الإعلان عن انعقاده، تلقى “مؤتمر فلسطين” انتقادات حادة، ويخشى بعض السياسيين والخبراء من حدوث تحريض معادٍ للسامية ضد إسرائيل خلال فعاليات المؤتمر. وقد وجه عمدة بلدية برلين كاي فيغنر انتقادات شديدة اللهجة بسبب انعقاد المؤتمر، وتوعد بإجراءات زجرية في حال شهد المؤتمر أي تجاوزات أو تصريحات معادية للسامية.
وخلال الأسبوع الماضي، دعت منظمات الشباب التابعة لأحزاب ألمانية مختلفة كالخضر والاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى الاحتجاج ضد الفعّالية.
من جانبه، وصف رئيس كتلة حزب الاتحاد الديمقراطي الألماني في برلين، ديرك شتيتنر، المؤتمر بأنه “عار على برلين”. وذكر موقع “فرانكفورتر روندشاو” أن الحكومة المحلية درست في وقت سابق فرص منع انعقاد المؤتمر.
وأكثر الانتقادات الموجهة إلى الجمعيات المشاركة موقفها “المخزي” كما يقول المنظمون من الهجوم غير المسبوق على إسرائيل والذي نفذته حماس المصنفة من قبل الولايات المتحدة وألمانيا ودول غربية أخرى كـ “منظمة إرهابية”، وقتل فيه حسب مصادر إسرائيلية نحو 1200 شخص وخطف أكثر من 240 رهينة. وردت إسرائيل بعملية عسكرية مدمرة لاتزال إلى اليوم مستمرة في القطاع، مخلفة أزيد من 33 ألف قتيل، وآلاف المفقودين وأكثر من مائة ألف جريح، مع تدمير كامل لمناطق داخل القطاع، في ظل مخاوف من انتشار المجاعة في غزة.
ع.ح/و.ب (د ب ا، صحف ومواقع)