فضت الشرطة الألمانية مؤتمرا مؤيدا للفلسطينيين في العاصمة برلين وطلبت من نحو 250 مشاركا مغادرة مكان المؤتمر. وكان رجال شرطة قد قاطعوا الحدث بالفعل خلال خطاب عبر تقنية الفيديو لناشط محظور من ممارسة النشاط السياسي في ألمانيا.
وعندما تحدث الرجل قطعت الشرطة الإرسال وفصلت الكهرباء مؤقتا. وكانت مجموعات مختلفة مؤيدة للفلسطينيين قد بدأت اليوم الجمعة (12 أبريل / نيسان 2024) “المؤتمر الفلسطيني” -الذي يستمر لثلاثة أيام- لكن تم فضه بعد حوالي ساعتين فقط.
وقبل بدء الاجتماع، أعلن سياسيون، من بينهم عمدة برلين كاي فيغنر والشرطة، أنهم سيتخذون إجراء صارما في حالة صدور أي تصريحات معادية للسامية أو حدوث مخالفات جنائية خلال المؤتمر.
وكانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر انتظرت مراقبة مشددة من قبل سلطات الأمن لما يسمى بـ”مؤتمر فلسطين” في برلين. وقالت فيزر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في برلين اليوم الجمعة: “من ينشر دعاية إسلاموية وكراهية ضد اليهود، عليه أن يعلم أن ذلك سيُجرى ملاحقته بسرعة وبحسم… نحن بحاجة إلى تدخل فوري وصارم عند ارتكاب مثل هذه الجرائم”.
وأشارت فيزر إلى قرار حظر حركة حماس وجماعة صامدون في ألمانيا في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي 2023، وقالت: “هذا يعني أن أي نشاط يخص تلك الجهات محظور ويعتبر جريمة جنائية، بما في ذلك الخطابات الدعائية لحماس”، مؤكدة أن السلطات الأمنية تقوم بالمراقبة الدقيقة للتأكد من الالتزام بقرارات الحظر، مشيرة إلى أن السلطات تركز في ذلك على الأوساط الإسلاموية.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وفي سياق متصل انتقد عمدة برلين كاي فيغنر بشدة “مؤتمر فلسطين”، معلنا تدخلا حاسما للشرطة حال صدور تصريحات معادية للسامية. وقال فيغنر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “انعقاد ما يسمى بمؤتمر فلسطين في برلين أمر لا يُطاق”. وأضاف فيغنر: “نحن لا نتسامح في برلين مع معاداة السامية والكراهية والتحريض ضد اليهود. لذلك ستتخذ شرطة برلين إجراءات صارمة في حال صدور تصريحات أو وقوع جرائم معادية للسامية في هذا الاجتماع… أود أن أشكر أفراد شرطة برلين على جهدهم في تطبيق القانون والنظام في مدينتنا – وحماية قيمنا والدفاع عنها”.
وكان من المقرر أن تبدأ الفعالية المؤيدة للفلسطينيين تحت شعار “نحن نتهم” اليوم الجمعةوحتى الأحد المقبل. وذكر المنظمون على موقعهم الإلكتروني صباح اليوم أن المؤتمر سينعقد في شارع غيرمانيا شتراسه بحي تيمبلهوف في برلين. وظل مكان الفعالية المؤيدة للفلسطينيين سرا لأسابيع.
وأكد المنظمون أنه “لن يُسمح بالدخول إلا لمن يحمل تذكرة سارية”. وتحدث منظمو الفعالية في بيانهم عن “الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية والتواطؤ الألماني” في “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة. ولم يُشر البيان إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس -التي تصنفها ألمانيا ودول أخرى بأنها منظمة إرهابية- وجماعات أخرى على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص. وكانت الشرطة -قبل فض المؤتمر- استعدت لمظاهرات ومسيرات عفوية متعلقة بالمؤتمر وأعلنت أنها تدرس إمكانية فرض قيود على عقد المؤتمر.
ع.م/ (د ب أ)