دعا مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش الثلاثاء (23 نيسان/أبريل 2024) إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تتهمها إسرائيل بإيواء مقاتلي حماس، في ضوء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وكتب لينارتشيتش على موقع إكس، تويتر سابقاً: “أدعو المانحين إلى دعم الأونروا، شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين”. ورحب مفوض المساعدات بتقرير تحقيقي بشأن الأونروا نشر يوم الاثنين، وقال إنه يؤكد على “العدد الكبير من أنظمة الامتثال المعمول بها في الوكالة بالإضافة إلى التوصيات الخاصة بتحديثها بشكل أكبر”.
وفي التقرير المقدم في نيويورك، خلص خبراء مستقلون إلى أن الأونروا أنشأت عدداً من الآليات “القوية” لضمان التمسك بمبدأ الحياد. وشدد التقرير أيضاً على أن هناك مجالاً للتحسين.
وتواجه الأونروا، المزود الرئيسي للخدمات الإنسانية في غزة، أزمة كبيرة بعد أن اتهمت إسرائيل العشرات من موظفيها بالتورط في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر التي خلفت حوالي 1200 قتيل وأثارت حرب غزة. ولم تقدم إسرائيل حتى الآن أدلة قاطعة تدعم هذه المزاعم.
ويذكر أن حماس التي شنت هجوما مباغثا على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية
ودفع الاتهام الإسرائيلي دولاً مانحة عديدة، في مقدّمها الولايات المتحدة، لأن تقطع فجأة تمويلها للأونروا، الأمر الذي مثّل تهديداً للجهود التي تبذلها الوكالة والرامية لإيصال المساعدات الضرورية لغزة حيث تحذّر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة. لكن جهات مانحة عدة على غرار كندا والسويد واليابان وفرنسا والاتحاد الأوروبي عادت واستأنفت تمويل الوكالة.
ومن جانبه، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي “في ما يتصل بتمويلنا للأونروا، لا يزال معلقاً، ينبغي أن نرى تقدماً فعلياً قبل أن يتغير موقفنا”. وأضاف كيربي “نرحّب بنتائج هذا التقرير وندعم بقوة التوصيات” الواردة فيه، مشيراً من جهة أخرى إلى قيود قانونية تواجه الحكومة الأمريكية بهذا الصدد، إذ علّق قانون يتّصل بالميزانية تم التصويت عليه في آذار/مارس التمويل الأمريكي للأونروا بمفعول فوري ولمدة عام.
والإثنين شدّدت رئيسة لجنة الخبراء وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا على أن الأونروا “لا بديل منها على صعيد التنمية الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين”.
وقال ديفيد ساترفيلد، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء إن على إسرائيل بذل المزيد من الجهد لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتمكين توزيعها بشكل آمن. وأضاف: “خطر المجاعة في جميع أنحاء غزة مرتفع للغاية، وخاصة في الشمال. نحن واضحون للغاية: يجب على إسرائيل أن تفعل كل ما هو ممكن لتسهيل الجهود لتجنب المجاعة في غزة”.
الأونروا تنتقد إسرائيل
وجّه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني الثلاثاء انتقادات لإسرائيل، داعياً مجلس الأمن الدولي للتحقيق في “التجاهل الصارخ” لعمليات الأمم المتحدة في غزة بعد مقتل مئات من موظفيها وتدمير مبانيها. وقال لازاريني إنه وخلال اجتماع عقد مؤخراً مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دعا “أعضاء مجلس الأمن إلى إجراء تحقيق مستقل ومساءلة عن التجاهل الصارخ لمباني الأمم المتحدة وموظفي الأمم المتحدة وعمليات الأمم المتحدة في قطاع غزة“.
وأنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونروا في 1949 لمساعدة فلسطينيين خسروا منازلهم في الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948، وكذلك أحفادهم. وحالياً تقدّم الوكالة خدمات لنحو 5,9 ملايين لاجئ مسجّل.
خ.س/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)