قال مسؤول مطلع إن وفداً مصرياً التقى بمسؤولين إسرائيليين اليوم الجمعة (26 أبريل/نيسان 2024) في إسرائيل لبحث سبل استئناف المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن باقي الرهائن الإسرائيليين.
وذكر المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن إسرائيل ليس لديها أي مقترحات جديدة تقدمها، لكنها مستعدة لبحث هدنة محدودة يتم بموجبها إطلاق سراح 33 بدلاً من 40 رهينة كان النقاش يدور حولهم من قبل.
وأضاف المسؤول: “لا محادثات عن الرهائن حالياً بين إسرائيل وحركة حماس، ولا يوجد عرض إسرائيلي جديد في هذا الشأن”. واستطرد قائلاً: “ما يحدث هو محاولة من مصر لاستئناف المحادثات باقتراح مصري يتضمن إطلاق سراح 33 رهينة من النساء وكبار السن والمرضى”.
وتابع المسؤول قائلاً: “المصريون يتولون زمام المبادرة حقا في هذا الشأن. مصر تريد أن ترى تقدما لأسباب من ضمنها قلقها بشأن عملية رفح المحتملة”. متحدثًا عن تزايد احتمال استبعاد قطر، التي لعبت دوراً رئيسياً في جهود الوساطة، بعد عدم استجابتها للمطالب الإسرائيلية بطرد قادة حماس من أراضيها أو الحد من مواردهم المالية.
وقال المسؤول لرويترز: “قطر لا تزال تشارك (في الوساطة) لكن بقدر أقل… الأمر واضح للجميع أنهم لم يستجيبوا حتى عندما تعلق الأمر بطرد حماس أو حتى إغلاق حساباتهم المصرفية”.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
قناة القاهرة: تقدم في تقريب وجهات النظر
فيما أفاد مصدر رفيع المستوى لقناة “القاهرة الإخبارية” اليوم الجمعة، بأن هناك تقدمًا ملحوظًا في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بقطاع غزة.
وقالت القناة، إن مصدرا رفيع المستوى أفاد في وقت سابق، بأن وفدًا أمنيًا مصريًا وصل إلى تل أبيب، يضم مجموعة من المختصين بالملف الفلسطيني؛ لمناقشة إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وجاءت زيارة الوفد المصري بعد تقارير إعلامية إسرائيلية عن زيارة إلى القاهرة قام بها أمس الخميس هرتسي هاليفي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك أو “شين بيت”).
وتكثف مصر جهودها للوساطة في المفاوضات، إذ يعتريها القلق من نزوح محتمل للفلسطينيين من غزة المجاورة إذا استمرت الحرب مع الهجوم الذي تلوح إسرائيل منذ فترة طويلة بشنه في مدينة رفح بجنوب القطاع.
وتأتي زيارة الوفد المصري بعد يوم من مناشدة الولايات المتحدة و17 دولة أخرى حماس إطلاق سراح جميع الرهائن كسبيل لإنهاء الأزمة في غزة. وتعهدت حماس بعدم الرضوخ للضغوط الدولية.
اجتماعات دولية في الرياض
ويُنتظر أن يصل في نهاية الأسبوع مسؤولون كبار عرب وأوروبيون إلى العاصمة السعودية الرياض لحضور الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي والمشاركة في لقاءات أخرى بشأن الحرب في غزة، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الجمعة.
ويُتوقع أن يبدأ الأحد الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يمتدّ على يومين ويُظهر جدول أعماله الرسمي مشاركة وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وتركيا.
ومن المقرر أن تعقد الإثنين جلسة تتمحور حول حرب غزة، على أن يشارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومنسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ.
وسيكون وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من بين المسؤولين الأوروبيين الذين يزورون الرياض خلال المنتدى لعقد محادثات بشأن الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس الجمعة إنه “من المقرر عقد محادثات في الرياض مع نظراء (سيجورنيه) الأوروبيين والأمريكي والإقليميين بشأن غزة والوضع الإقليمي”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في مؤتمر صحفي أسبوعي الجمعة، إن “الوزير سيزور لبنان السبت والأحد، ثمّ السعودية في بداية الأسبوع المقبل، وبعدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية”.
وبحسب المتحدث، هناك عدة أهداف لرحلة سيجورنيه هي العمل على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، و”التشديد مرة جديدة للإسرائيليين على معارضتنا الصارمة لهجوم على رفح”.
وتصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين للقاء مسؤولين، بمن فيهم كاغ ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وفق ما أفاد المتحدث باسم الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر.
وقال فيشر في مؤتمر صحفي في برلين الجمعة: “ستتضمن الزيارة العمل على العديد من النقاط الشائكة المختلفة للأزمة في الشرق الأوسط وخفض التصعيد وإحراز تقدم نحو مستقبل سلمي”. وأضاف: “كما تعلمون جميعاً، فإن لدول الخليج أيضًا دورًا مهمًا تلعبه هنا”.
ع.ح/ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)