شجب حقوقي لإدانة الناشطة السعودية مناهل العتيبي بـ"الإرهاب"


حُكم على الناشطة النسوية السعودية مناهل العتيبي الموقوفة منذ أكثر من عامين بالسجن 11 سنة لإدانتها بتهم مرتبطة “بالإرهاب”، على ما أفادت الثلاثاء (30 نيسان/أبريل 2024) منظمتان حقوقيتان.

وذكرت منظمة العفو الدولية ومنظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرهما في لندن في بيان مشترك أنّ المحكمة الجزائية المتخصصة، المختصة بمكافحة الإرهاب، أنزلت حكمها على العتيبي (29 عاما) المعروفة بآرائها الليبرالية الجريئة ومعارضتها للقوانين المتعلقة بالمرأة، في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي.

وأوضحت المنظمتان أنّ “القرار كشف عنه لاحقا بأسابيع فقط ضمن رد الحكومة السعودية الرسمي على طلب معلومات عن قضيتها في بيان رسمي من مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة”، مؤرخ في 24 كانون الثاني/يناير الفائت واطلعت عليه وكالة فرانس برس. وقالتا إنّ العتيبي حُكم عليها “بسبب اختيارها لملابسها ودعمها لحقوق المرأة“.

وليس هذا الحكم الأول من نوعه في السعودية، إذ صدرت أحكام سجن طويلة خلال السنوات القليلة الماضية على عدد من النشاطات، من بينهن طالبة الدكتوراه سلمى الشهاب المحكومة بالسجن 27 عاما.

وأوقفت السلطات مناهل، التي تمارس الملاكمة وتحب السفر ويتابعها على منصة إكس أكثر من 55 ألف شخص، في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بعدما اتهمتها بقيادة “حملة دعائية لتحريض الفتيات السعوديات على استهجان المبادئ الدينية والتمرد على العادات والتقاليد بالمجتمع”، وفقاً لوثائق المحكمة التي اطلعت عليها فرانس برس.

وجاء في خطاب السعودية الرسمي للأمم المتحدة أنّ العتيبي “دينت  بارتكاب جرائم إرهابية لا علاقة لها بممارسة حرية الرأي والتعبير أو منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي. لا يمكن تبرير أفعالها تحت أي ظرف من الظروف”، مشيرا إلى “وجود أدلة كافية لإدانتها بارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية”، من دون أنّ تقدم تفاصيل.

وردا على سؤال لفرانس برس لم تشأ الحكومة السعودية الثلاثاء الإدلاء بأي تعليق على الفور.

السعودية: نساء يتسابقن في الربع الخالي

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

“سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات”

وقالت بيسان فقيه مسؤولة حملات معنية بالسعودية في منظمة العفو الدولية إنّ “إدانة مناهل والحكم عليها بالسجن لمدة 11 عاماً هو ظلم مروع وقاس”، وتابعت “منذ لحظة اعتقالها، أخضعتها السلطات السعودية لسلسلة لا تنتهي من الانتهاكات”.

وانقطع تواصل مناهل مع أسرتها لخمسة أشهر بين تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ونيسان/أبريل الحالي، على ما أفادت شقيقتها فوز لوكالة فرانس برس. وقالت شقيقتها فوز (32 عاماً) الملاحقة بالتهم نفسها والتي غادرت السعودية قبل توقيفها لوكالة فرانس برس إنّ “الاسرة لم تستلم صك الحكم. عرفنا بالخبر فقط من رد السعودية على الأمم المتحدة”. وأضافت “أحاسيسي ماتت. أشعر بصدمة كبيرة”، وتابعت أنّ “مناهل لم تفعل أي شيء تستحق ان تسجن عليه حتى 11 ساعة”، مشيرة إلى تعرض شقيقتها للضرب قبل أسابيع على يد نزيلة وتعرض ساقها للكسر.

وطالبت رئيسة قسم الرصد والمناصرة في منظمة القسط لينا الهذلول في البيان السلطات السعودية بـ”إطلاق سراح مناهل العتيبي فوراً ودون قيد أو شرط”.

ومنذ وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة في 2017، رُفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة، وكذلك القوانين التي تتطلب الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة وارتداء العباءة السوداء، وبات بوسع النساء راهنا الخروج بدون غطاء للرأس. لكن بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان يشككون في مدى عمق الإصلاحات فعلياً، مشددين على أن النساء وقعن في شرك حملة اعتقالات أوسع استهدفت منتقدي الحكومة.

خ.س/ع.ش (أ ف ب)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment