أدانت ألمانيا “تصاعد الاحتجاجات العنيفة” ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، داعية إسرائيل إلى حمايتها، غداة إعلان الوكالة الأممية إغلاق مجمع مكاتبها في القدس الشرقية المحتلة، بعدما حاول “متطرفون إسرائيليون” إحراقه مرتين.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية عبر منصة إكس “ندين تصاعد المظاهرات العنيفة ضد الأونروا في القدس الشرقية. على إسرائيل ضمان حماية منشآت الأونروا وموظفيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأكدت ضرورة أن “تكون الأمم المتحدة قادرة على أداء دورها المهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
كذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على منصة إكس بالهجوم، قائلًا “إن استهداف عاملين في المجال الإنساني ولوازم إنسانية أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف”.
بدوره، ندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “بحزم” بالهجوم على مقار الوكالة الأممية، كاتبًا على إكس “من مسؤوليات إسرائيل ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني”. وأضاف أن “الأونروا هي شريان حياة لا يمكن أن يستغني عنه ملايين الأشخاص في غزة والمنطقة”.
من جهتها، نددت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا المكلّفة من قبل غوتيريش ترؤس لجنة تقيّم “حياد” الأونروا، “بأعمال عنف غير مبررة”. وقالت على إكس “يجب أن تتمكن الأونروا من القيام بمهمتها ويجب حماية مبانيها. وفقًا للقانون الدولي، تقع هذه المسؤولية في القدس الشرقية على عاتق إسرائيل”.
كما لقي الاعتداء على مجمع الأونروا إدانة من أطراف عدة منها السعودية والأردن وقطر والسلطة الفلسطينية.
وكانت الأونروا قد أكدت إغلاق مقرها في القدس الشرقية، بعد أن أشعل إسرائيليون النار في محيط المجمع مترامي الأطراف. وذكر فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في منشور على منصة إكس أنه قرر إغلاق المجمع حتى استعادة الأمن بالمستوى المناسب. وأضاف أن هذه الواقعة هي الثانية في أقل من أسبوع. وتابع قائلا: “هذا تطور مشين. مرة أخرى، تعرضت حياة موظفي الأمم المتحدة لخطر جسيم”. وأضاف: “يقع على عاتق دولة إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، مسؤولية ضمان حماية موظفي الأمم المتحدة ومنشآتها في جميع الأوقات”.
وقال آدم بولوكوس، مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية المحتلة، إنه تمكن بمساعدة بعض زملائه من إخماد الحريق الذي أتى على حوالي 70 مترا من العشب الجاف والشجيرات بالقرب من سور المجمع. وأضاف “كان هناك نحو 100 شخص يشاهدون ويصفقون ويهتفون”، موضحا أن معظمهم كانوا من القصر على ما يبدو. وذكر أن حريقا ثانيا اشتعل بعد فترة وجيزة بالقرب من مستودع الوقود التابع للوكالة وأنه كان هناك خطر حدوث انفجار كبير، مشيرًا إلى إنه أصيب بالحجارة بينما كان يخمد النيران بطفاية حريق.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها فتحت تحقيقا في اندلاع حريق صغير بجوار مجمع الأونروا. وأضافت الشرطة “تشير نتائج أولية لتحقيق الشرطة إلى أن الأمر نفذه قُصَّر تقل أعمارهم فيما يبدو عن الحد القانوني للمسؤولية الجنائية”.
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة، دعا مسؤولون إسرائيليون مرارا إلى إغلاق الوكالة واتهموها بالتواطؤ مع حركة حماس في القطاع، وهو اتهام ترفضه الأمم المتحدة بشدة.
يذكر أن حماس هي حركة فلسطينية إسلاموية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وقال بولوكوس لرويترز: “هناك بالتأكيد تصعيد ضد الأونروا وهجمات عليها منذ السابع من أكتوبر”. وأضاف “ليس فقط الهجمات المادية التي شهدناها الليلة الماضية، أي الحريق، وإنما وقعت مظاهرة قبل أيام قليلة أيضا وشابتها أعمال عنف شديدة وتدمير لممتلكاتنا خارج هذا المجمع”.
وقال لازاريني إن موظفين تابعين للوكالة كانوا موجودين في المبنى لكن لم تقع إصابات. وتضررت المساحات الخارجية جراء الحريق الذي أخمده موظفون بعد أن استغرقت خدمات الطوارئ وقتا للوصول للموقع. وفي اللقطات المرفقة مع منشور لازاريني، يمكن رؤية دخان يتصاعد بالقرب من المباني الواقعة على أطراف المجمع وسماع أصوات هتاف وغناء. وقال لازاريني إن حشدا برفقة مسلحين شوهد خارج المجمع وأفراده يهتفون “أحرقوا الأمم المتحدة”.
ف.ي/ص.ِش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)