تحذيرات أممية من "كارثة" في رفح .. وغموض بعد فشل المفاوضات


قال البيت الأبيض، الجمعة (10 مايو/أيار 2024)، إن المحادثات وجها لوجه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل تحرير الرهائن انتهت بدون التوصل إلى اتفاق، لكن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يزال من الممكن سد الفجوات المتبقية.

وذكر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة تراقب بقلق العملية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة وتريد إعادة فتح معبر رفح على الفور.

فيما قالت حركة حماس إن جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة عادت إلى المربع الأول، بعد أن رفضت إسرائيل فعليا مقترحا قدمه وسطاء دوليون. وذكرت حماس في بيان إنها ستتشاور مع الفصائل الفلسطينية لمراجعة استراتيجيتها للمفاوضات حول وقف الحرب.

وكانت حماس وافقت الاثنين الماضي على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح. لكنّ إسرائيل قالت إن هذا الاقتراح “بعيد جدا عن مطالبها”، وكررت معارضتها لوقف نهائي لإطلاق النار مادامت “لم تهزم” حماس، التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ العام 2007 وتصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

واتّهمت حماس في بيانها الجمعة، نتنياهو وحكومته بـ”التهرب من التوصّل لاتفاق” واستخدام “المفاوضات غطاءً للهجوم على رفح واحتلال المعبر”. 

وانتهت الخميس جلسة محادثات غير مباشرة  في القاهرة بواسطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بمغادرة ممثلي إسرائيل وحماس، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية.

جنوب أفريقيا تلجأ لمحكمة العدل من جديد

ومن جانبها، طلبت جنوب أفريقيا الجمعة من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات طارئة جديدة على إسرائيل بسبب الوضع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وفق ما أعلنت المحكمة.
 وهي المرة الثالثة تطلب بريتوريا اتخاذ تدابير إضافية من أعلى محكمة في الأمم المتحدة، بعدما طلبت تدخلها نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي.
 وقالت بريتوريا بحسب بيان للمحكمة إن الوضع “الناتج من الهجوم الإسرائيلي على رفح” يؤدي إلى “تطورات جديدة تتسبب بضرر لا يمكن إصلاحه يطاول الشعب الفلسطيني في غزة”.
 وطلبت جنوب أفريقيا خصوصا من المحكمة أن تحض إسرائيل على ضمان “انسحابها الفوري ووقف هجومها العسكري في منطقة رفح، وأن تتخذ فورا كل التدابير الفاعلة لضمان وصول (المساعدة الانسانية) من دون عوائق إلى غزة”.

تحذيرات أممية من كارثة إنسانية

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى “كارثة إنسانية هائلة”، فيما تشل العمليات العسكرية ضد حماس في هذه المدينة المكتظة بالسكان دخول المساعدات الى قطاع غزة.

وحذرت الأمم المتحدة اليوم الجمعة من أن المساعدات لقطاع غزة قد تتوقف في غضون أيام، بعد أن سيطرت إسرائيل هذا الأسبوع على معبر رفح بين غزة ومصر، وهو طريق حيوي للإمدادات إلى القطاع الفلسطيني المدمر.

وأعلنت إسرائيل الجمعة تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة المحاصر، بعد أن قالت الأمم المتحدة إن نقص المخزون يعرقل عمليات الإغاثة. وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق “كوغات” التابعة لوزارة الدفاع والتي تشرف على الشؤون المدنية الفلسطينية “نقل 200 ألف لتر من الوقود إلى المنظمات الدولية في قطاع غزة”. وأضافت أن الوقود تم تسليمه عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) من إسرائيل إلى جنوب غزة، الذي تدخل من خلاله معظم المساعدات الإنسانية إلى القطاع ، على الرغم من أنها لا تحتوي على الوقود في العادة.

وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية الشديدة،  قالت إسرائيل إنها ستمضي قدما في تنفيذ هجومها على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة والتي لجأ إليها أكثر من مليون نازح. وتقول القوات الإسرائيلية إن مسلحين من حماس يحتمون بالمدينة.

وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين القطاعين الشرقي والغربي لرفح، لتطوق بذلك الجانب الشرقي للمدينة في هجوم دفع واشنطن إلى تعليق بعض المساعدات العسكرية لحليفتها. وفشلت الدبلوماسية غير المباشرة في إنهاء الحرب التي تقول السلطات الصحية في غزة إنها أسفرت عن مقتل نحو 35 ألف شخص منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل واحتجز 253 رهينة في ذلك الهجوم، وفقا لإحصائيات إسرائيلية.

انفجارات وإطلاق نار

وتحدث سكان عن  وقوع انفجارات وإطلاق نار شبه متواصل  إلى الشرق والشمال الشرقي من رفح اليوم الجمعة مع احتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقالت حماس إنها نصبت كمينا لدبابات إسرائيلية بالقرب من مسجد بشرق المدينة، ما يشير إلى توغل الإسرائيليين لعدة كيلومترات من الشرق إلى مشارف المنطقة المأهولة.

وأمرت إسرائيل المدنيين بالخروج من الجزء الشرقي لرفح، ما أجبر عشرات الآلاف على البحث عن مأوى خارج المدينة، التي كانت في السابق الملاذ الأخير لأكثر من مليون شخص فروا من مناطق أخرى من القطاع خلال الحرب. وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع الانتصار في الحرب بدون اجتياح رفح للقضاء على الآلاف من مقاتلي حماس الذين تعتقد أنهم يحتمون هناك. وتقول حماس إنها ستقاتل للدفاع عن المدينة.

وذكرت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة أن الإمدادات بدأت تنفد بالفعل وأن عمليات الإغاثة قد تتوقف في غضون أيام مع نضوب مخزونات الوقود والغذاء. وقال هاميش يونغ، كبير منسقي الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بقطاع غزة: “لم يدخل أي وقود أو مساعدات إنسانية منذ خمسة أيام تقريبا إلى قطاع غزة”. وتقول وكالات إغاثة إن الحرب عرضت بالفعل مئات الآلاف من المدنيين النازحين للخطر.

وأغلقت دبابات إسرائيلية بالفعل شرق رفح من جهة الجنوب، وسيطرت على المعبر الوحيد بين القطاع ومصر وأغلقته.

وأدى التقدم اليوم الجمعة نحو طريق صلاح الدين الذي يقسم قطاع غزة لقسمين إلى تطويق “المنطقة الحمراء” التي أصدر الجيش الإسرائيلي للسكان أمرا بالإخلاء منها.

صواريخ على بئر سبع لأول مرة منذ شهور 

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في شرق رفح حددت مواقع عدة فتحات أنفاق وإنها، تحت غطاء غارة جوية، قاتلت من مسافات قريبة مجموعات مقاتلين من حماس وقتلت عدة أفراد منهم. وأضاف الجيش أن طائرات إسرائيلية قصفت عدة مواقع كانت تُطلق منها صواريخ وقذائف مورتر صوب إسرائيل على مدى الأيام القليلة الماضية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من عشرة صواريخ أُطلقت من قطاع غزة على إسرائيل الجمعة، أحدها أصاب منطقة مأهولة في بئر السبع وتسبب بإصابة امرأة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن تسعة صواريخ أطلقت من منطقة رفح أقصى جنوب القطاع، وخمسة أخرى من وسطه.  واستهدفت جميع الصواريخ بئر السبع، أكبر مدن جنوب إسرائيل، وهي المرة الأولى منذ كانون الأول/ديسمبر 2023 التي تنطلق فيها صفارات الإنذار في المنطقة. وأضاف الجيش لوكالة فرانس برس أنه لم يتم اعتراض أي صاروخ، مضيفا أن جميع الصواريخ باستثناء واحد سقطت في مناطق مفتوحة. 

ف.ي/ص.ِش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment