تعرضت المرشحة الجمهورية السابقة للرئاسة الأمريكية ومندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي لانتقادات من جماعات حقوق الإنسان بسبب قيامها بكتابة عبارة “اقضوا عليهم!” على قذيفة مدفعية إسرائيلية أثناء زيارتها الأخيرة إلى إسرائيل، وسط استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى في الأشهر الثمانية الماضية.
في هذا السياق قالت منظمة العفو الدولية في بيان مساء الأربعاء تعليقا على تصرف هيلي “الصراع ليس مكانا للحيَل. الصراع له قواعد. يتعين حماية المدنيين”.
بدوره قال كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، عن هيلي في تدوينة على منصة إكس: “لماذا لا أوقع ببساطة بأنني أدعم جرائم الحرب الإسرائيلية”.
وكان داني دانون، وهو سياسي ومندوب إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، قد نشر صورة لهيلي وهي تجلس القرفصاء أمام مجموعة من القذائف وتكتب على إحداها. وأظهرت صورة ثانية نشرها دانون أيضا الرسالة التي كتبتها هيلي والتي جاء فيها “اقضوا عليهم – أمريكا (رسم للقلب) إسرائيل، دائما”. وذلك خلال قيامها بجولة على مواقع عسكرية في إسرائيل بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان.
وكتب دانون في منشوره المرفق بصور تظهر في إحداها فيها هيلي جاثية على ركبتيها وهي تكتب بقلم على قذيفة مدفعية “أقضوا عليهم، هذا ما كتبته صديقتي السفيرة السابقة نيكي هايلي”.
وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء كتبت هيلي على إكس: “يتعين على إسرائيل فعل كل ما هو ضروري لحماية شعبها من الشر”. وأضافت أن إسرائيل تقاتل “أعداء” الولايات المتحدة.
وبدأت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد جديد لوكالة فرانس برس يستند إلى أحدث البيانات الإسرائيلية الرسمية المتاحة.
واحتُجز خلال الهجوم 252 شخصا رهائن ونقلوا إلى قطاع غزة. وبعد هدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر سمحت بالإفراج عن نحو مائة منهم، لا يزال 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 توفوا، بحسب الجيش. وردّا على هجوم حماس، تشن إسرائيل حملة قصف مدمر على قطاع غزة يترافق مع عمليات برية.
وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36171 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الصحية التابعة لسلطة حماس.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا و الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وتسببت الحرب بدمار هائل، وشردت غالبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2,4 مليون نسمة، وتسببت بكارثة إنسانية كبرى.
وكانت هيلي سفيرة لبلادها لدى الأمم المتحدة خلال عهد دونالد ترامب، وهي اعتُبرت من الصقور في إدارته وتزامنت ولايتها مع تمثيل دانون لبلاده في المنظمة الأممية.
وانسحبت هيلي البالغة 52 عاما من السباق للوصول إلى البيت الأبيض في آذار/ مارس الماضي بعد تلقيها هزائم ثقيلة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أمام ترامب الذي أعلنت الأسبوع الماضي بعد صمت طويل أنها ستصوّت له. ورغم أن ترامب استبعدها من خوض السباق معه كنائبة رئيس، إلا أنها مرشحة محتملة للرئاسة عام 2028.
ع.غ/ م.س/ ع.ج (آ ف ب، رويترز)