عندنا الخبر اليقين! معا لتجاوز الأزمة


جائحة كورونا تقوّي علاقات التعاون العربي الألماني في مجال الرعاية الصحية…الفائدة للجانبين

 

كتبت نينا جرزي

تسببّت أزمة كورونا في ازدياد الطلب في العالم العربي على التقنيات الطبيّة الألمانية بشكلٍ كبير، وفي المقابل يعمل كثير من الأطباء القادمين من الدول العربية في المشافي الألمانية. عبد العزيز المخلافي، الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية “الغرفة”، مطّلعٌ بحكم عمله على تفاصيل التعاون في مجال الرعاية الطبية بين الجانبين، وهو ينظر بتفاؤل إلى مستقبل هذا التعاون، على الرغم من أزمة كورونا.

الأستاذ المخلافي، هل تتلقون في الوقت الحاضر اتصالات من أعضاء الغرفة تتعلق بالاستفسار عن مستقبلِ علاقات التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وألمانيا؟

في الوقت الحاضر تتركز الاستفسارات والاستشارات بشكلٍ كبير حول التعاون العربي الألماني في مجال الرعاية الصحية، فعلى سبيل المثال زادت طلبات العديد من الشركات من الدول العربية، لاستيراد أجهزة التنفس الاصطناعي من الشركات الألمانية العاملة في مجال التقنيات الطبية وغيرها من المواد الطبية. وتتمحور هذه الاستفسارات حول مدى السرعة في توفير هذه المواد، وعن الشركات التي تنتجها.

كيف كان شكل التعاون العربي الألماني في القطّاع الصحي والطبي قبل الأزمة؟

التعاون الألماني العربي في القطّاع الصحي متنوع ومتعدّد الأوجه، بدايةً من تخطيط المستشفيات، مروراً بالصناعات الدوائية، وصولاً إلى السياحة العلاجية. ويصل حجم الأعمال في هذا المجال إلى المليارات، ولكن ما لا يدركه الكثيرون، هو الدّور الذي يقوم به الأطباء القادمون من المنطقة العربيّة، الذين يدرسون في ألمانيا، في دعم نظامها الصحي، لنذكر على سبيل المثال المملكة العربية السعودية، حيث يوجد ما يزيد عن 600 طبيب من المملكة، يستكملون دراساتهم التخصصية والعليا في المستشفيات والجامعات الألمانية. هؤلاء الأطباء استمروا في العمل في المستشفيات خلال الأزمة من أجل تقديم المساعدة لزملائهم الأطباء الألمان. كما توجد أمثلة من بلدان أخرى، مثل اليمن حيث يوجد في ألمانيا حوالي ألف طبيب يمني أو يمني-ألماني يعملون في النظام الصحي الألماني حالياً. … ابني أحد هؤلاء. 

هل شهدت قطاعات اقتصادية محددة نمواً بشكل كبير خلال أزمة كورونا؟

القطّاع الصّحي بشكل خاص وقطاع المواد الغذائية والدعم اللوجستي أيضاً. الأهم في هذا الجانب أن جميع بلدان العالم تعلّمت من هذه الأزمة أن صحة الإنسان لها الأولوية المطلقة. وأثبتَ النظام الصحي الألماني قدرته على مواجهة الأزمة، وبرزت ألمانيا، كواحدة من الدول الرائدة في العالم. وكما حدث في الأزمة المالية العالمية في 2008/2009 فقد عمدت ألمانيا إلى وضع برامج للتشغيل والاستمرار في دفع الأجور. وهذه التجربة استفادت منها العديد من دول العالم أيضاً.

هل يوجد في العالم العربي أيضا برامج للمساعدة الفورية، أو ما يشبه مثلاً تعويض العمل بدوام مختصر؟

نعم، على سبيل المثال تتولى الحكومة في المملكة العربية السعودية دفع 60 في المئة من رواتب العاملين في القطّاع الخاص وذلك من أجل الحفاظ على الوظائف وضمان عدم تسريح العمال من جهة، ومن جهة أخرى استمرار العمل في الشركات. وهذا يبين اتباع بعض الدول حلولاً متشابهة لمجابهة التحدّيات المتماثلة. 

ما الذي يمكن لألمانيا أن تتعلمه في المقابل من البلدان العربية؟

يمكن لنا جميعاً أن نتعلم كيف يكون التضامن بيننا كأفراد ودول، فالتحديات الحالية، مثل الجائحة الحالية أو حماية المناخ لا تعتبر تحدياً يواجه بلداً بعينه، وإنما تحد للعالم بأسره.

ما هي القطاعات الأكثر تأثرا بفيروس كوفيد 19 في العالم العربي؟

على رأس القطاعات الاقتصادية التي تأثرت سلباً بالأزمة قطاع النقل الجوي، وهذا واضح على سبيل المثال في كبرى شركات الطيران، مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية وطيران الإتحاد. كذلك المناطق التي تلعب السياحة فيها دوراً كبيراً، مثل دبي ومصر والأردن وتونس والمغرب، تعدّ أيضاً من المناطق الأكثر تأثراً بالأزمة. وفي نهاية المطاف وبالنظر الى الواقع فإن جميع القطاعات الاقتصادية قد تأثرت أيضاً.

هل هذه أكبر أزمة واجهتها كأمين عام للغرفة؟

نعم، بكل تأكيد… هذه أزمة لا سابق لها بالنسبة لنا جميعاً، وخاصة فيما يتعلق بعدم الشعور بالأمان. سيكون عصر ما بعد كورونا مختلفاً… ربما، على سبيل المثال، ستكون هناك تدابير وقائية جديدة عند السفر. لكن الحياة تستمر وأعتقد أننا نستطيع تجاوز الأزمة معاً.

مصدر النص: www.deutschland.de

الترجمة والإعداد والتحرير: المركز الألماني للإعلام

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

المصدر
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment