غزة.. إسرائيل تواصل القصف وانقسام عربي أمريكي بشأن وقف إطلاق النار |
قالت حركة حماس اليوم الأحد (5 نوفمبر/تشرين الأول 2023) إن الجيش الإسرائيلي هاجم مخيماً للاجئين في غزة مساء أمس السبت مما أسفر عن مقتل العشرات فيما رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل دعوات العالم العربي لوقف إطلاق النار.
ومع تزايد حصيلة القتلى في غزة نظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات في مدن حول العالم أمس مطالبين بإنهاء الحرب المستمرة منذ شهر تقريباً.
قصف أكثر من 2500 هدف
بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي أنه منذ بدء الهجوم البري، في قطاع غزة، قبل أسبوع، قصف أكثر من 2500 هدف، من البر والجو والبحر.
وأضاف الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية أن قواته تواصل المعارك مع عناصر حركة حماس في شمال غزة، حسب صحيفة”تايمز أوف إسرائيل” اليوم الأحد. وتابع أن القوات البرية وجهت أيضا طائرات لقصف البنية التحتية لحماس ومواقع لتخزين أسلحة ومواقع مراقبة ومراكز قيادة.
ولم يكشف الجيش الإسرائيلي على الفور معلومات جديدة، حول احتمال سقوط ضحايا بين القوات الإسرائيلية.
بدورهم قال مسؤولو الصحة في غزة أمس السبت إن أكثر من 9488 فلسطينيا لقوا حتفهم في الصراع الذي اندلع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عندما اقتحم مسلحو حماس بلدات إسرائيلية في هجوم إرهابي وقتلوا 1400 شخص وأخذوا أكثر من 240 آخرين رهائن، حسبما اعلنت السلطات الإسرائيلية.
وواصلت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة من الجو والبحر والبر خلال الليل. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت مجموعة من المنازل في مخيم المغازي للاجئين وسط غزة.
استهداف لمخيم المغازي
ومساء السبت قُتل 45 شخصا وأصيب نحو مئة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مخيم المغازي في وسط قطاع غزة في حصيلة جديدة اعلنتها السلطات الصحية التابعة لحماس في بيان. وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد ذكرت في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 51 شخصاً. وقالت إن عدداً غير معروف من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين ويحاول المنقذون البحث عنهم وسط ركام المنازل المدمرة. ولم تؤكد هذه الأرقام من جهات مستقلة.
وأفاد مصور في وكالة الأناضول التركية بأن منزله انهار جزئيا عندما ضربت غارة جوية منزل جيرانه في مخيم المغازي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بمن فيهم اثنان من أطفاله.
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من ذلك. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق. وعندما سئل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنه يتحقق مما إذا كانت القوات الإسرائيلية تشن عمليات في منطقة مخيم المغازي. وتقول إسرائيل إنها تستهدف حركة حماس وليس المدنيين وتتهم المسلحين باستخدام السكان دروعاً بشرية.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
انقسام عربي – أمريكي حول وقف إطلاق النار
من جانب آخر اجتمع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمان أمس السبت وحثوا واشنطن على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن إن “هذه الحرب ستجلب المزيد من الألم للفلسطينيين والإسرائيليين وهذا سيدفعنا جميعا مرة أخرى إلى هاوية الكراهية والتجريد من الإنسانية لذا يجب أن تتوقف”.
لكن بلينكن رفض الفكرة قائلاً إن هذا لن يؤدي إلا إلى السماح لحركة حماس بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. واقترحت واشنطن هدنة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومغادرة قطاع غزة المكتظ بالسكان. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك عندما التقى مع بلينكن يوم الجمعة في تل أبيب.
وسيزور بلينكن اليوم الأحد وغدا الاثنين تركيا لإجراء محادثات بشأن الحرب. وهذه هي الجولة الثانية له في الشرق الأوسط منذ تجدد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
احتجاجات شعبية حول العالم
وأثار القصف والحصار الإسرائيلي المستمر لغزة قلقا عالميا بخصوص الأوضاع الإنسانية في القطاع. ونظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات أمس السبت في عدد من المدن في أنحاء العالم منها لندن وبرلين وباريس وإسطنبول وجاكرتا وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وتجمع عشرات الآلاف في واشنطن للتنديد بسياسة الحرب التي ينتهجها الرئيس جو بايدن والمطالبة بوقف إطلاق النار. ورفع البعض ملصقات كُتب عليها “حياة الفلسطينيين مهمة” و”دعوا غزة تعيش” و”دماؤهم على أيديكم”.
وفي إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، قالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي لعشرات الآلاف الذين تجمعوا في جاكرتا اليوم الأحد إن الحكومة أكدت مجددا دعمها لنضال الشعب الفلسطيني وسترسل شحنة ثانية من المساعدات.
مخاوف بشأن الضفة الغربية
أجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية المحتلة المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.
وقال بلينكن “هذه كانت مشكلة خطيرة وتفاقمت منذ الصراع” مضيفا أنه أثار هذه المسألة يوم الجمعة في اجتماعاته مع المسؤولين الإسرائيليين. وأضاف “يجب محاسبة الجناة”.
وأصبح هذا العام بالفعل هو الأكثر دموية بالنسبة لسكان الضفة الغربية منذ 15 عاما على الأقل حيث سقط نحو 200 فلسطيني و26 إسرائيليا قتلى وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وقُتل 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية منذ بداية حرب غزة الشهر الماضي.
وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين زادت إلى أكثر من المثلين ومع ذلك سقط معظم القتلى خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
ع.ح./ع.ش./ ع.غ (د ب أ ، أ ف ب، رويترز)