معارك ضارية حول مستشفيات غزة وتحذيرات من وضع “كارثي” |

0


في اليوم السادس والثلاثين للعمليات العسكرية التي تشنها  إسرائيل  ردا على هجوم  حماس  الإرهابي على أراضيها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بات 20 من إجمالي 36 مستشفى في  قطاع غزة  “خارج الخدمة” حسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة (أوتشا). ودوليا، تتكثّف الدعوات لإسرائيل لحماية المدنيّين. وبعد خمسة أسابيع على بدء الحرب، أعلنت إسرائيل الجمعة خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس من 1.400 إلى 1.200 قتيل، موضحة أنّ “هذه الحصيلة ليست نهائيّة”. وكانت السلطات أكّدت أنّ غالبيّة القتلى مدنيّون وسقط معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم غير المسبوق. كما احتجز مقاتلو حماس ما يقارب 240 شخصا رهائن ونقلوهم إلى غزّة.

وفي الجانب الفلسطيني، قُتل أكثر من 11.078 شخصا بينهم أكثر من 4.506 أطفال في القصف الإسرائيلي على غزّة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس. ويُثير الوضع في مستشفيات شمال القطاع الفلسطيني المحاصر، ولا سيّما مستشفى الشفاء في مدينة غزة، قلق منظّمات دوليّة عدّة.

“فقدان الاتصال” مع مستشفى الشفاء

بدوره أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه في وقت باكر من اليوم الأحد (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) من “فقدان الاتصال” مع محاوريه في مستشفى الشفاء. وتحدّثت منظّمة أطبّاء بلا حدود عن “قصف متواصل” على المستشفيات في غزّة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولا سيّما مستشفى الشفاء “الذي أصيب مرّات عدّة، بما يشمل قسم الحضانة”. وأعلنت جمعيّة أطبّاء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيليّة غير الحكوميّة الجمعة وفاة رضيعَين من الخدّج في مستشفى الشفاء.

وقالت الجمعيّة “خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء. لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين. أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركّزة وكذلك بالمولّد الوحيد الذي ظلّ يعمل حتى الآن. ونتيجة لانعدام الكهرباء، توقّفت وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة عن العمل وأدى ذلك إلى وفاة رضيعين”، محذّرة من وجود “خطر حقيقي على حياة 37 رضيعا من الخدج الآخرين”. وقال مدير قسم الجراحة في مستشفى الشفاء مروان أبو سعدة “اليوم قصفوا غرفة العناية المركّزة. يطلقون النار ويقصفون كل مكان حول المستشفى، لا يمكنكم الدخول أو الخروج من المستشفى. الوضع في المستشفى خطير جدا جدا”.

غير أن الجيش الإسرائيلي اعتبر أن التقارير عن استهداف قواته مستشفى الشفاء “كاذبة”. وصرّح المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري “انتشرت معلومات كاذبة بأننا نطوق مستشفى الشفاء ونقصفه. هذه تقارير كاذبة”، مضيفا “حماس تكذب بشأن ما يحدث في المستشفيات”.

 ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

احتدام المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحماس

يخوض الجيش الإسرائيلي معارك شرسة مع مقاتلي حماس في قلب مدينة غزة حيث تقع على قوله “القيادة العسكرية” للحركة المتحصّنة في شبكة أنفاق. وقالت الذراع العسكريّة للجهاد الإسلامي “سرايا القدس” إنّ “مقاتلينا يخوضون اشتباكات ضارية في محيط مجمع الشفاء الطبّي وحيّ النصر ومخيّم الشاطئ، ويوقعون إصابات مباشرة في صفوف قوّات العدو”. وأضافت “استهدفنا التحشّدات العسكرية المتوغّلة جنوب حيّ الزيتون بوابل من قذائف الهاون والصواريخ”.

وتكرّر السلطات الإسرائيليّة أنّ حماس تستخدم المستشفيات لشنّ هجمات أو الاختباء في أنفاق، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينيّة. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ “مسؤوليّة أيّ ضرر يلحق  بالمدنيّين تقع على حماس” التي تستخدم المدنيّين “دروعا بشرية”.

وفي هذا السياق أوضح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث السبت تعليقا على الأنباء حول هجمات إسرائيل على مستشفى الشفاء في قطاع غزة “إن المستشفيات مكان للمأوى وليست مكان للحرب“.

وجاء في منشور لغريفيث عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، تويتر سابقا، إنه في ضوء “التقارير المروعة عن الهجمات”، لا يمكن أن يكون هناك “أي مبرر لأعمال الحرب في مرافق الرعاية الصحية، مما يتركها بدون كهرباء أو طعام أو ماء ويطلق النار على المرضى والمدنيين الذين يحاولون الفرار“. 

وأكد في منشوره أن “هذا أمر غير معقول وبغيض ويجب أن يتوقف“.، وأضاف: “يجب أن تكون المستشفيات أماكن أكثر أمانا ويجب على من يحتاجون إليها أن يثقوا في أنها أماكن مأوى وليست أماكن حرب.”

ومساء السبت، تجمّع الآلاف في تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس. وقد رفضت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة المطالب المتكرّرة لوقف النار في غزة، لاعتبارهما أنّ ذلك سيُفيد حماس. وطالب قادة الدول العربيّة والإسلاميّة السبت مجلس الأمن الدوليّ بقرار حاسم ملزم يفرض وقف إطلاق النار في غزة، خلال قمّة مشتركة لزعماء الجامعة العربيّة ومنظّمة التعاون الإسلامي في الرياض. ووافقت  إسرائيل على “هدن” إنسانيّة يوميّة للسماح للمدنيين بالفرار عبر “ممر إجلاء” إلى جنوب القطاع هربا من المعارك.

ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب / د.ب.أ)



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.