بايدن يحذّر إسرائيل من خسارة الدعم الدولي لحربها في غزة
حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال فعالية انتخابية في واشنطن مساء الثلاثاء (12ديسمبر/ كانون أول 2023) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنّ الدولة العبرية بصدد خسارة الدعم العالميلحربها ضدّ حركة حماس بسبب قصفها “العشوائي” لقطاع غزّة. وفي خطابه، أكّد الرئيس الأمريكي أنّه “ليس هناك أيّ شكّ في ضرورة القضاء علىحماس”. لكنّه نفى بالمقابل الحجج التي قال إنّ نتانياهو ساقها لتبرير قصف الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، ولا سيّما لجهة قوله إنّ قوات التحالف “سوّت بالأرض” ألمانيا النازية واستخدمت أسلحة نووية ضدّ اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. وأوضح بايدن أنّه قال لنتانياهو إنّه بعد الحرب العالمية الثانية تمّ إنشاء مؤسّسات دولية “للتأكّد من عدم تكرار ذلك مرة أخرى“.
وبالنسبة لبايدن فإنّ أمام نتانياهو الآن “قراراً صعباً يتعيّن عليه اتّخاذه” في ما يتعلّق بحكومته اليمينية المتشدّدة. كما أكد إنّه ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي “تغيير” موقفه بشأن حلّ الدولتين.
بدوره، أقرّ نتانياهو بوجود “خلاف” مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة. وتمثّل هذه التصريحات خلافاً علنياً نادراً بين الجانبين بعد أسابيع كان دعم الرئيس الأميركي فيها لإسرائيل مطلقاً.
وتصاعدت مساء أمس الثلاثاء حدّة الضغوط الدولية على إسرائيل بإصدار الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً غير ملزم يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة الذي أصبح وفقاً لمسؤول أممي “جحيماً على الأرض” نتيجة قصف لا يتوقف وأوضاع إنسانية لا تنفكّ تتدهور. وفي نيويورك، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتاً من أصل 193 على قرار يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية و”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن كلّ الرهائن . وصوّتت عشر دول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل ضدّ القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية، شبّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”، ووصف بـ”المروع” تسجيلا مصورا يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة .وأضاف “هم لا يريدون أيّ شيء يشبه من قريب أو بعيد حلّ الدولتين”، واصفاً حكومة نتانياهو بأنها “أكثر حكومة محافظة في تاريخ إسرائيل”. يذكر أن حركة حماس، هي جماعة فلسطينية إسلاموية، يصنفها الاتحاد الأوروبي وألمانيا وأمريكا وغيرها “منظمة إرهابية”، ومؤخرا منعت ألمانيا جميع أنشطة الحركة داخل الأراضي الألمانية.
من جهته أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إنه يدعم وقفا مستداما لإطلاق النار في حرب غزة. وناقش رئيسا الوزراء الحرب المستمرة خلال محادثة هاتفية، حسبما أعلن مكتب ترودو. وأعرب رئيس الوزراء الكندي عن دعمه “لمزيد من فترات التوقف الإنسانية وللجهود الدولية العاجلة نحو وقف إطلاق نار مستدام”، وفقا لبيان صادر عن مكتب ترودو. وحث ترودو على الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للسكان المدنيين.
في ذات السياق قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لفتح معبر كرم أبو سالم الحدودي للسماح لشاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول مباشرة إلى غزة بشكل طارئ.
وذكر المسؤولون لشبكة (سي إن إن) أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أثار القضية مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصالهما الأخير وسمحت الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، بتفتيش شاحنات المساعدات في معبر كرم أبو سالم للمرة الأولى منذ هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن لا يزال يتعين على هذه الشاحنات العودة عبر مصر قبل دخول غزة عبر معبر رفح .وفي حين أن هذه الخطوة تضاعف قدرة إسرائيل على تفتيش شاحنات المساعدات، إلا أنها لا تحل الاختناق الذي يظهر عند معبر رفح.
ع.أ.ج/ ح ز(أفب، د ب ا، رويترز)