اشادة بقرارات كوب 28 باعتبارها بداية نهاية العصر الأحفوري
وصف الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، الإعلان الختامي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، الذي يدعو إلى التحول بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري، باعتباره “بداية نهاية” عصر الوقود الأحفوري، فيما أشاد مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ، فوبكه هوكسترا اليوم الأربعاء (13 ديسمبر/ كانون أول) بالقرارات التي تم التوصل إليها في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) بهذا القرار التاريخي.
وقال هوكسترا، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لدى مؤتمر الأطراف كوب 28، خلال الجلسة العامة في دبي اليوم الأربعاء، لقد كان “يوما نشيد فيه بحقيقة أن الإنسانية قد فعلت أخيرا ما كان من المفترض أن يحدث منذ فترة طويلة، طويلة جدا”. وأضاف هوكسترا “لقد أمضينا ثلاثين عاما للوصول إلى بداية نهاية الوقود الأحفوري”.
وضغطت أكثر من 100 دولة بشدة من أجل إدراج صياغة قوية في اتفاق كوب28 تتعلق “بالتخلص التدريجي” من استخدام النفط والغاز والفحم، لكنها واجهت مقاومة قوية كذلك من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية الذين يقولون إن بمقدور العالم خفض الانبعاثات دون الاستغناء عن مصادر وقود معينة.
وأدت تلك المعركة إلى تمديد القمة حتى الأربعاء وأثارت قلق بعض المراقبين من وصول المفاوضات إلى طريق مسدود. ويسيطر أعضاء أوبك معا على ما يقرب من 80 بالمئة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم إلى جانب حوالي ثلث إنتاج النفط العالمي، وتعتمد حكومات تلك الدول بشكل كبير على عائدات الخام.
وفي الوقت نفسه، كانت الدول الجزرية الصغيرة المعرضة لخطر تغير المناخ من بين أشد المؤيدين للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ونالت دعم منتجين كبار للنفط والغاز مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج إلى جانب الاتحاد الأوروبي وعشرات الحكومات الأخرى.
وفيما قال المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري بعد التوصل للاتفاق “هذه لحظة يتلاقى فيها العمل متعدد الأطراف ويتخلى الناس عن المصالح الفردية ويحاولون تحديد الصالح العام”.
إلا أن كبيرة المفاوضين في تحالف الدول الجزرية الصغيرة آن راسموسن انتقدت الاتفاق ووصفته بأنه لا يرقى إلى مستوى الطموحات. وقالت “حققنا تقدما تدريجيا مقارنة بالعمل كالمعتاد، في حين أن ما نحتاج إليه حقا هو تغيير كبير في أفعالنا”.لكنها لم تعترض رسميا على الاتفاق ولاقت كلمتها تصفيقا حارا.
ويدعو الاتفاق على وجه التحديد إلى “التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة… لتحقيق هدف صفر انبعاثات بحلول عام 2050 بما يتماشى مع العلم”.
كما يدعو إلى زيادة قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030، وتسريع الجهود المبذولة للحد من استهلاك الفحم، وتسريع استخدام تقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه التي يمكن أن تحول قطاعات يصعب إزالة الكربون منها إلى قطاعات نظيفة.
واعتبرت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه الأربعاء أن إدراج الطاقة النووية في الاتفاق الختامي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، يمثل “اعترافًا تاريخيًا وانتصارًا دبلوماسيًا بالنسبة لفرنسا”.وقالت الوزير بعد إقرار الاتفاق الذي يدعو إلى التحوّل باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، “للمرة الأولى، يذكر النصّ مرات عدة مساهمة الطاقة النووية في مكافحة التغيّر المناخي”.كذلك، وصفت الوزيرة الاتفاق بأنه “انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية”.
كما رحب ممثل عن السعودية بالاتفاق قائلا إنه سيساعد العالم على الحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى المستوى المستهدف وهو 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية والمنصوص عليه في اتفاق باريس لعام 2015. لكنه كرر موقف الدولة المنتجة للنفط بأن مواجهة تغير المناخ تتعلق بخفض الانبعاثات. ودعت عدة دول منتجة للنفط مثل الإمارات المضيفة للقمة، إلى دور لاحتجاز الكربون في الاتفاق، على الرغم من أن التكنولوجيا لا تزال مرتفعة التكلفة ولم تثبت فاعليتها على نطاق واسع. ورفضت السعودية والكويت والعراق أيّ اتفاق يمسّ بالنفط والغاز. لكنها لم تعمل على تعطيل إقرار الاتفاق.
من جهتها أكدت الصين الأربعاء خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28)، أنه يجب على الدول المتقدّمة أن “تأخذ زمام المبادرة” في التحول إلى الطاقات النظيفة وأن تقدّم دعمًا ماديًا للدول النامية “بدون تأخير”.
وقال نائب وزير البيئة الصيني تشاو ينغمين في دبي “تتحمل الدول المتقدمة مسؤولية تاريخية راسخة تجاه تغير المناخ، وبالتالي يجب أن تأخذ زمام المبادرة للشروع في مسار (حصر الاحترار المناخي بـ) 1,5 درجة مئوية قبل سائر دول العالم”.
ع.أ.ج/ ح ز (د ب ا، أ ف ب، رويترز)