إسرائيل تكثف عملياتها في غزة واستمرار التوتر بالضفة الغربية

0


كثّف الجيش الإسرائيلي الخميس غاراته وعملياته البرية في وسط وجنوب غزة، مع تواصل التحذيرات الدولية من “خطر جسيم” يطال المدنيين في القطاع حيث تجاوزت حصيلة القتلى 21 ألف شخص بحسب أرقام حماس.

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري ليل الأربعاء الى أن قواته تواصل لليوم الثالث تواليا شنّ غارات مكثفة على مخيمات وسط  القطاع، ودفعت بقوات إضافية الى خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع والتي تشكّل منذ مدة محور العمليات البرية.

وألمح هاغاري كذلك الى احتمال “توسيع القتال في الشمال” على الحدود مع لبنان، حيث تتبادل إسرائيل وحزب الله القصف بشكل يومي منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر.

إلى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي صباح اليوم عن أسماء ثلاثة من جنوده قال إنهم قتلوا في معارك بقطاع غزة. وترتفع بذلك حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري إلى 164 قتيلاً. 

وكان الجيش الإسرائيلي قد ذكر الأربعاء أنه هاجم حوالي 200 هدف، في قطاع غزة “وأدى التعاون بين القوات البرية وسلاح الجو الإسرائيلي، إلى القضاء على خلايا لمسلحين، في حي الشجاعية”.

يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

اشتباكات مع حزب الله

وتوازيا مع الحرب في غزة بالجنوب، تشهد مناطق الشمال الإسرائيلي تبادلاً للقصف مع حزب الله الذي يعلن استهداف مواقع ونقاط عسكرية للجيش “إسنادا” للفلسطينيين، بينما يردّ الجيش بغارات جوية وقصف مدفعي على جنوب لبنان، معلنا استهداف “بنى تحتية” للحزب.

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية، ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.

وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الأربعاء خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: “يوم (الأربعاء)، صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر”.

وأضاف: “الجيش الإسرائيلي وداخله القيادة الشمالية في حالة استعداد عالية جداً”، وتابع: “حتى الآن ، تمت إدارة الحملة هنا بشكل صحيح ودقيق ، ويجب أن تستمر بهذه الطريقة. لن نعيد السكان دون الأمن والشعور بالأمن”.  وأضاف “لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعين علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر”.

وأطلق حزب الله صواريخ على بلدة كريات شمونة الحدودية الأربعاء وقالت الشرطة الإسرائيلية إن عدة مبان تضررت. ولم يصب أحد بأذى. وفي بداية الحرب في غزة، نقلت السلطات عشرات الآلاف من سكان المنطقة الشمالية إلى داخل البلاد لأسباب أمنية.

وقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم مقاتل من حزب الله، في هجمات إسرائيلية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان يوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.

وأسفر التصعيد على الحدود بين البلدين عن مقتل نحو 160 شخصا على الأقل في لبنان بينهم أكثر من 110 مقاتلين من حزب الله و17 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين وفقا لحصيلة فرانس برس. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 13 شخصاً على الأقل بينهم تسعة جنود.

اقتحامات بالضفة الغربية

وفي ظل الخشية من اتساع نطاق النزاع في الأراضي الفلسطينية وجبهات أخرى، اقتحمت القوات الإسرائيلية فجر الخميس مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وفق وكالة “وفا” الرسمية.

وقتل شاب فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي عقب اقتحامه مدينة رام الله بالضفة الغربية، حسبما ذكرت الوكالة صباح اليوم الخميس. وأضافت الوكالة أن 14 فلسطينيا أصيبوا برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات اندلعت في محيط دوار المنارة وسط المدينة.

على جانب آخر، أصيب 9 فلسطينيين بينهم أطفال برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في بلدة حلحول شمال مدينة الخليل جنوب الضفة، فجر اليوم عقب مداهمة البلدة. ونقلت (وفا) عن مصادر محلية أن الإصابات كانت  بالرصاص الحي وأنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات ومراكز صحية لتلقي العلاج، فيما اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة البيرة وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، زادت حدة التوترات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. وفجر الأربعاء، أسفرت عملية للجيش الإسرائيلي في طولكرم بشمال الضفة عن ستة قتلى وعدد من الجرحى، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقُتل أكثر من 310 فلسطينيين في الضفّة الغربية المحتلّة على أيدي القوات الإسرائيلية، وفي بعض الحالات على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بدأت الحرب في قطاع غزة، بحسب حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.

 أوضاع إنسانية صعبة في غزة

 أعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان الأربعاء عن “قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة” مؤكدة “على كل الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات”.

يأتي ذلك فيما تواصلت التحذيرات من الكلفة الباهظة لاستمرار النزاع، إذ حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء من “خطر جسيم” يواجهه سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

ودعا تيدروس المجتمع الدولي لاتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض”.

وقالت المنظمة إنها سلمت إمدادات إلى مستشفيين الثلاثاء، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب، وأن 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة توقفت تمامًا عن العمل.

وقالت المنظمة في بيان إن موظفيها أفادوا الثلاثاء أن الحاجة إلى الغذاء “ما زالت ماسة” في جميع أنحاء قطاع غزة، في حين أن “الجياع أوقفوا قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل الحصول على الغذاء. أضافت أن “قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيوداً على نحو متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس داخل هذه المستشفيات وهؤلاء الذين في طريقهم إليها”.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85 % من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل الحصار الإسرائيلي وشحّ المساعدات الإنسانية التي تدخل إليه منذ بدء الحرب.

ع.ح.، ح.ز. (أ.ف.ب/ د.ب.أ)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.