حرب غزة ـ خلاف بين تل أبيب وواشنطن حول قيام دولة فلسطينية
أكد رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو الخميس (18 يناير/كانون الثاني 2024) أنه “يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. هذا شرط ضروري يتناقض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)”، موضحا أنه قال ذلك مباشرة للأمريكيين. وأضاف أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب أن يكون قادرا على قول لا، حتى لأفضل أصدقائنا، أن يقول لا عندما يكون ذلك ضروريا، وأن يقول نعم إذا كان ذلك ممكنا”.
وعندما سُئل عن تصريحات نتنياهو، ردّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: “واضح أننا نرى الأمور بشكل مختلف”.
وهذه الخلافات بين واشنطن وإسرائيل ليست جديدة، لكنها تظهر إلى العلن مجددا في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة على حليفتها في ما يتعلق بسير الحرب في غزة ومرحلة ما بعد هذه الحرب التي أثارها هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر2023.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل والداعم الأساسي لها في عمليّتها ضدّ حماس، تُكرّر من جانبها أنّ إنشاء دولة فلسطينيّة قابلة للحياة والاعتراف بها هو أمر ضروري لتحقيق “أمن حقيقي”.
والأربعاء كرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في منتدى دافوس الاقتصادي، دعوته إلى إيجاد “طريق نحو دولة فلسطينية”، معتبرا أنه “من دون ذلك سيكون مستحيلا الحصول على أمن حقيقي”.
وخلال زيارته إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أبلغ بلينكن السلطات الإسرائيلية بأن دولا عربية، بينها السعودية، أبدت “التزامها” بالمساعدة، خصوصا في إعادة إعمار غزة، شرط أن ترسم إسرائيل طريقا ملموسا نحو إقامة دولة فلسطينية.
كما تحض واشنطن إسرائيل على مساعدة السلطة الفلسطينية بدلا من إعاقتها، وهي سلطة لا يمكنها العمل بفاعلية من دون هذا “الدعم”، وفق بلينكن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن “لدى إسرائيل فرصة تاريخية للتصدي للتحديات التي واجهتها منذ تأسيسها، ونأمل في أن تغتنم البلاد هذه الفرصة”، مشيرا إلى أن “إسرائيل ستواجه خيارات صعبة جدا في الأشهر المقبلة”. وفي هذا السياق المتوتر، لم يحصل أي تبادل مباشر بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي منذ أسابيع عدة.
ميدانيا تواصلت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة المعارك في غزة، وتفيد تقارير نقلا عن شهود عيّان بقصف الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع، حيث تقول إسرائيل إنّ العديد من أعضاء القيادة المحلّية لحركة حماس يختبئون.
وتحدّث الهلال الأحمر الفلسطيني عن قصف مدفعي “مكثّف” في “محيط” مستشفى الأمل، في وقت أفادت فيه وكالة الأنباء الفلسطينيّة “وفا” بسقوط العديد من القتلى والجرحى خلال الليل في خان يونس التي باتت مركز المعارك.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي إنّ “جنودا مدعومين بالمدفعيّة والطيران قضوا على عشرات الإرهابيّين” في خان يونس، مشيرا في بيان الخميس أنه يخوض معارك قرب رفح وبأنه قد تمكّن من الوصول الى “أقصى منطقة جنوب قطاع غزة منذ بدء العملية البرية” في 27 تشرين الأول/أكتوبر ضد حركة حماس ، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ع.ج.م/و.ب/م.ع.ح (أ ف ب، رويترز)