البيت الأبيض يبحث مع الإسرائيليين خيارات بديلة لهجوم رفح
قبل محادثات متوقعة بين مسؤولين أمريكيين ووفد إسرائيلي الأسبوع المقبل في واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي اليوم الجمعة (22 مارس/ آذار 2024) إن بلاده ستبحث مع مسؤولين إسرائيليين خيارات بديلة للقضاء على حركة حماس في غزة.
ومن المتوقع أن يركز المسؤولون الأمريكيون على حث إسرائيل على التراجع عن شن هجوم بري في رفح بجنوب غزة، حيث يلجأ 1.5 مليون شخص بعد أكثر من خمسة أشهر منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال كيربي في مؤتمر صحفي “يوجد مليون ونصف مليون شخص هناك… نعتقد أن شن هجوم بري كبير هو خطأ” وسيكون “كارثة”. وأضاف كيربي أن المسؤولين الأمريكيين سيبحثون الخيارات المحتملة مع المسؤولين الإسرائيليين عندما يزورون واشنطن، وذكر أن مزيدا من التفاصيل عن الزيارة ستُعلن في الأيام المقبلة.
نتنياهو متشبث بتنفيذ الهجوم على رفح
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة إن إسرائيل ما زالت مصممة على إرسال قوات إلى مدينة رفح بجنوب غزة حتى إذا اضطرت لفعل ذلك بمفردها. وأشار كيربي إلى أن إسرائيل لم تشن بعد هجومها في رفح رغم تصريحات نتنياهو.
وتسعى الولايات المتحدة ودول أخرى لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهناك مخاوف من حدوث مجاعة في القطاع.
وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي إنه لا يوجد سبيل أمام المدنيين للفرار من رفح. وأضافت هاريس للصحفيين لدى مغادرتها في رحلة إلى بورتوريكو وفلوريدا “لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الناس ليكونوا آمنين”.
بلينكن: الهجوم على رفح سيعرض الأرواح للخطر
بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة، مجددا علىرفض واشنطن للهجوم العسكري الإسرائيلي المعتزم في مدينة رفح الواقعة جنوبي غزة. وقال بلينكن قبل مغادرته إسرائيل “إننا نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس المسؤولة عن أسوأ مذبحة للشعب اليهودي منذ الهولوكست”، لكنه أضاف أن “القيام بعملية عسكرية برية واسعة في رفح ليس هو السبيل لتحقيق ذلك، فمثل هذه العملية تخاطر بقتل مزيد من المدنيين، وتخاطر بإحداث فوضى أكبر في توفير المساعدات الإنسانية، وتخاطر بزيادة عزلة إسرائيل حول العالم وتعريض أمنها ومكانتها للخطر على المدى البعيد”.
ويوجد في مدينة رفح الكبيرة، نحو 1,5 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة، غالبيتهم العظمى نزحوا بسبب الحرب التي اندلعت إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية. ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وبعد إعلان الدعم الثابت لإسرائيل في الأشهر الأولى للحرب، صارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتقد أن الدولة العبرية قادرة على تنفيذ عمليات محددة الهدف بدلا من شن هجوم بري واسع النطاق على رفح في ظل الوضع الإنساني “المروع” في القطاع الفلسطيني.
ع.ش/ ص.ش (أ ف ب، رويترز)