إطارات السيارات الكهربائية.. أضرار بيئية ومخاطر صحية غير مرئية! | علوم

0


الإطارات هي نقطة الاحتكاك الوحيدة بين السيارة والطريق، حيث تؤدي مهام كبيرة أكثر مما يمكن أن يتبادر إلى أذهان الكثيرين. تمتاز الإطارات بقدرتها على السيطرة على الطريق بما يُمكن السائق من السيطرة على السيارة بما يشمل التسارع والانعطاف ووقف السيارة دون انزلاق والحفاظ على كفاءة استهلاك الوقود.

ويرى مصنعو إطارات السيارات أن تصنيع إطارات مثالية توازن بين الأداء والتحمل والمتانة، مهمة صعبة فيما تتزايد الصعوبة مع دخول السيارات الكهربائية في الخدمة.

ونظرا لأن البطاريات داخل  السيارات الكهربائية  تعد أثقل من بطاريات السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، على سبيل المثال فإن سيارة “اي-غولف” الكهربائية التي يُصنعها عملاق السيارات الألماني فولكسفاغن أثقل بحوالي 400 كيلوغرام من سيارة “غولف 7” التي تعمل بالغاز وتصنعها الشركة ذاتها.

لذلك تحتاج السيارات الكهربائية إلى إطارات تتسم بالقوة، فهذه السيارات تحتاج إلى عزم دوران أكبر مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وفي مواجهة هذه التحديات، تعمل كبرى شركات تصنيع الإطارات على تحسين تصميمات الإطارات وابتكار مركبات كيميائية جديدة لتلبية احتياجات السيارات الكهربائية. ويكاد يختلف الأمر بالنسبة لتصنيع إطارات خاصة بالسيارات الكهربائية وإطارات تستخدم  للسيارات الكهربائية  والتقليدية.

وفي بيان لـ المانيا اليوم ، قال متحدث باسم شركة “كونتيننتال” لصناعة الإطارات “لقد عكفنا على تحسين مجموعة منتجاتنا لفترة طويلة لا سيما فيما يتعلق بعمر الإطارات ومقاومتها للتدحرج وتقليل ضوضاء التدحرج، وهي عوامل ذات فائدة خاصة للسيارات الكهربائية”.

كشفت دراسات عن أن تآكل إطارات السيارات يعد أحد مصادر البلاستيك الدقيق في البيئة

كشفت دراسات عن أن تآكل إطارات السيارات يعد أحد مصادر البلاستيك الدقيق في البيئة

6 ملايين طن من جسيمات الإطارات

وفيما يتعلق بتأثير استخدام السيارة على البيئة، ينصب التركيز على تلوث الهواء  جراء العادم، بيد أن الإطارات هي الأخرى تساهم في تلوث البيئة.

فمرور الوقت، تتآكل الإطارات للتخلص من جزيئات صغيرة قد تستقر في الهواء إذ يمكن استنشاقها أو تستقر على التربة القريبة من الطريق.

وفي مقابلة مع المانيا اليوم، قال نيك مولدين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Emissions Analytics المتخصصة في تحليل التأثير البيئي للسيارات، إن استخدام الإطارات ربما “يكون المشكلة العصية على مصنعي السيارات. فمع وجود الكثير من الملوثات الأخرى، يمكن حصرها بشكل فعال باستخدام مصفاة أو محفز، لكن لا يمكن استخدام ذلك مع الإطارات لأنها مفتوحة”.

وأشارت دراسة قامت بها الشركة إلى أن السيارة الواحدة تسقط في المتوسط أربعة كيلوغرامات من جسيمات الإطارات  سنويا ما يعني إجمالا 6 ملايين طن من جسيمات الإطارات سنويا على مستوى العالم.

وفي ذلك، قال مولدين “نقوم بقياس مقدار المواد الصلبة التي تخرج من مساورة العادم فيما نقوم بقياس الجسيمات التي تتطاير من الإطارات. ووجدنا أنه كل عام تقل الكمية التي تخرج من ماسورة العادم فيما تتزايد من الإطارات لأن السيارات تزداد ثقلا”.

وقارنت الشركة بين الانبعاثات الناجمة من  سيارة تسلا الكهربائية  من طراز  “موديل واي” وبين سيارة “كيا نيرو” لتجد أن انبعاثات تآكل الإطارات في تسلا كانت أعلى من سيارات كيا بنسبة 26٪.

الخطر البيئي

ويتسبب التلوث الناجم عن تطاير بعض جزيئات الإطارات في مشكلتين رئيستين على الصحة البيئية إذ في حالة سقوط هذه الجسيمات في المجاري المائية فقد تكون مصدرا هاما للدائن الدقيقة المحيطية. أما في حالة تطاير هذه الجسيمات في الهواء، فإنها قد تتفاعل مع الغلاف الجوي لتكوين ما يُسمى بـ “الضباب الدخاني” ما يشكل خطورة على صحة البشر.

وفي هذا السياق، تُجدر الإشارة إلى أن مُرَكَّب 6PPD يعد أحد المكونات الكيميائية العضوية المُستَخدَمة في صناعة الإطارات لِمَنع تَلَفها، لكنه مركب قابل للذوبان في الماء ما قد يساهم في تلوث البيئة البحرية حيث كان مرتبطا بوفاة كميات كبيرة من أسماك السلامون.

وكشفت دراسات أخرى أن النباتات الصالحة للأكل مثل الخس يمكنها أن تمتص هذا المركب الذي عُثر عليه أيضا في بول الإنسان.

جرافيك

جرافيك

وفي بيان لـ المانيا اليوم، قالت شركة  تصنيع إطارات السيارات  “بريدجستون” إن “مهمة صناعة الإطارات هي تأمين رحلة آمنة ومريحة مع راحة البال، لذا فإن إضافة مركب 6PPD إلى الإطارات المطاطية أمر لا غنى عنه في الوقت الراهن”.

حلول مقترحة

يشار إلى أن التخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري يعد أمرا مطلوبا بهدف مواجهة تداعيات ظاهرة تغير المناخ، لكن إذا ذلك سيكون مصحوبا بتدهور الانبعاثات الناجمة عن الإطارات أو تزايد الجسيمات المتطايرة، فإن هذا سيمثل مشكلة كبيرة.

وفي مقابلة مع المانيا اليوم، قال الناشط في مجال المناخ، تادزيو مولر، إن الحل يكمن في بيع سيارات أقل. يهدف التحول نحو  السيارات الكهربائية  إلى إقناعنا بأن ذلك سوف ينقذ الكوكب، لكن بالطبع لا يمكن تحقيق ذلك لأن المشكلة قائمة وتتمثل في النمو الرأسمالي”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا الأمر هو الحل الأفضل للتأثيرات البيئية الناجمة عن الإطارات، قال مولدن “نعم، سيقلل ذلك من انبعاثات الإطارات، لكن هذا لا يصب في صالح الاقتصاد، لذا هل يستحق الأمر العناء؟”

وأضاف “من الأفضل إنشاء آلية سوق تدفع شركات تصنيع الإطارات إلى  ضخ استثمارات أكبر  بهدف التوصل إلى أفضل التركيبات”، مشيرا إلى أن الشركات الأوروبية الرائدة في صناعة الإطارات تعد الأفضل بشكل عام عن الشركات الأخرى.

وينصح خبراء السيارات السائقين بضرورة تجنب الانطلاق السريع والتوقف الفوري لأن ذلك يؤدي إلى تقليل تآكل الإطارات مع تفضيل استخدام الإطارات حتى نهاية عمرها الافتراضي لأن الإطارات الجديدة تنتج ضعف الجسيمات خلال أول ألفي كيلومتر.

بول كرانتز / م. ع

 



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.