الحكومة الألمانية تقر استراتيجية لسياستها الخارجية للمناخ – المانيا اليوم –
جاء في الاستراتيجية التي صادق عليها مجلس الوزراء الألماني اليوم (الأربعاء السادس من ديسمبر / كانون الأول 2023) أن الاحتباس الحراري يهدد حياة البشر في أماكن كثيرة بالفعل حاليا. وأشارت الوثيقة إلى أن حالات عدم المساواة والصراعات على التوزيع تتفاقم، وأنه سيتم إجبار أشخاص كثيرين على الفرار، ويتم تأجيج صراعات. وقالت وكيلة وزارة شؤون المناخ بوزارة الخارجية الألمانية، جنيفر مورغن، في دبي إنه من خلال هذه الاستراتيجية المناخية ذات الصياغة واسعة نطاق، تعد ألمانيا رائدة، موضحة أنها “الاستراتيجية الأكثر شمولاً على مستوى العالم”.
وأضافت أن الاستراتيجية توفر أيضا المزيد من الشفافية، لاسيما بالنسبة للرأي العام، وأكدت أن الحكومة الاتحادية ستحقق قدرا أفضل من التشابك والتواصل وستعمل على تحديد أهداف مشتركة. ووفقا للاستراتيجية، تسعى الحكومة الاتحادية “بكامل قوتها” لأجل تنفيذ الهدف المقرر في باريس في عام 2015، والذي يرمي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بأزمنة ما قبل الصناعة. وجاء في الاستراتيجية أيضا أنه بحلول عام 2030، يجب خفض الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ إلى النصف تقريبًا مقارنة بعام 2019.
وتسعى ألمانيا للإسراع من التحول العالمي في مجال الطاقة من أجل التخلص “تدريجيا” من إنتاج الطاقة من الفحم والنفط والغاز. يشار إلى أن إنهاء استخدام مصادر الطاقة الأحفورية يعد نقطة خلاف محورية في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد حاليا في دبي والذي يضم نحو مئتي دولة. فبينما تعتزم أكثر من مئة دولة إقرار ذلك رسميا، تعارض بعض الدول ذلك، من بينها الدول المنتجة للنفط مثل المملكة العربية السعودية.
وتقر ألمانيا في وثيقة الاستراتيجية الخاصة بها بدعم الدول الفقيرة التي تعاني بصفة خاصة من عواقب الاحتباس الحراري، مثل حالات الجفاف التي صارت أكثر شيوعا وأكثر شدة وكذلك حرائق الغابات والفيضانات والعواصف. وجاء في الاستراتيجية أيضا أن ألمانيا ستظل “شريكا جيدا وموثوقا في التمويل العالمي للمناخ”. ومن المقرر أن تحمي السياسة الخارجية الألمانية للمناخ المصالح الألمانية أيضا وتسهم في تطوير ألمانيا وأوروبا بوصفهما مواقع اقتصادية، بحسب الاستراتيجية. وأكدت الاستراتيجية أن إتباع سياسة مناخ طموحة يجب ألا يكون عيبا “يؤدي إلى تهجير صناعات مهمة”.
ومن جانبه قال مارتن كايزر المدير التنفيذي لمؤسسة “غرينبيس” (السلام الأخضر) بألمانيا إن السياسة الخارجية الجديدة للمناخ سوف تفقد أي تأثير إذا أدت أزمة الميزانية الحالية في ألمانيا إلى تقشف في حماية المناخ على المستوى العالمي والمستوى الوطني، وقال: “لذا يتعين على جميع الأطراف الديمقراطية بالبرلمان الألماني “بوندستاج” الاتفاق حاليا على صندوق خاص يحميه القانون الأساسي بقيمة 100 مليار يورو لأجل حماية المناخ والابتكار”. ومن جانبها أشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى أن سياسة المناخ تعد فرصة حاليا في ظل مواجهة هذه الفترات التي تتسم بتحديات جيوسياسية، وقالت: “الدول التي تتعاون والتي تسعى لتحقيق شيء في سياسة المناخ لديها فرصة لتحفيز الجميع على المشاركة ولقيادة العالم إلى درجة حرارة 1.5 درجة مئوية المهمة للبقاء على قيد الحياة”.
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ)