المانيا اليوم في أفريقيا.. شهود عيان على ضراوة ظاهرة التغير المناخي!

0


يتغير المناخ بشكل كبير مع تفاقم تداعيات ظاهرة التغير المناخي بارتفاع درجات الحرارة بمعدل 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900) فيما يرجع ذلك بشكل كبير إلى حرق البشر لمصادر الوقود الأحفوري  المسبب الرئيسي للغازات الدفيئة التي تؤدي إلى تسخين الأرض.

وعلى وقع ذلك، يتساءل كثيرون حيال كيف يمكن لتغير المناخ أن يحدث تغييرات على حياتنا اليومية؟ وكيف تغيرت الحياة بشكل عام مقارنة بالماضي؟

ومن أجل الوقوف على حقيقة ذلك، ذهبت المانيا اليوم إلى أفريقيا  للحديث مع عدد من سكان القارة السمراء التي تعد واحدة من أكثر المناطق عرضة لتداعيات تغير المناخ في العالم، لمعرفة كيف تغيرت حياتهم بسبب تغير المناخ؟

مومينو روبل: نازحة مناخية في الصومال

“المنطقة التي كنا نعيش فيها كانت مزدهرة؛ فخلال موسم الجفاف كنا نقصد المزارع وفي موسم الأمطار  نرعى حيواناتنا في منطقة تسمى بولا فالاي. وكانت الماشية تمرح في الحقول وتتغذى على بقايا المحاصيل أو النباتات خلال مواسم الجفاف لأنها كانت معشبة حتى في أوقات الجفاف.

لم يكن الأمر كما هي الحال عليه الآن، إذ لم يعد لدينا اراض زراعية لحرثها فالنهر جف مع ندرة الأمطار ما جعل كثيرين بلا عمل. كنا في الماضي، نعيش وسط  الحيوانات البرية  مثل الفيلة والظباء والطيور البرية حيث كانت ترعى مع ماشيتنا. لكن الآن تغير كل شيء.

لا يوجد الآن شيء يصلح للأكل ما دفع الحيوانات البرية إلى الهجرة. لقد ضرب التصحر مناطقنا وباتت الأرض  غير صالحة للعيش  عليها. وحُبست الأمطار مع تفاقم ظاهرة تغير المناخ وأسفر ذلك عن تغير بلادنا. لقد دفعتنا هذه الظروف إلى الانتقال بعد أن جف النهر وندر المطر.

نحن البشر السبب في كل هذا، لقد صنعنا هذه المشكلة بأيدينا. البشر هم السبب.

اضطرت مومينو روبل إلى النزوح من القرية التي كانت تعيش فيها في الصومال بسبب تغير المناخ
اضطرت مومينو روبل إلى النزوح من القرية التي كانت تعيش فيها في الصومال بسبب تغير المناخصورة من: المانيا اليوم

نانسي: الطقس المتطرف يضرب جنوب أفريقيا

تهطل الأمطار بغزارة في بعض الأحيان خلال فصل الصيف في مشهد غير معتاد. في الصغر، لم نعاصر مثل هذا النوع من الأمطار حيث كانت  الأمطار  تهطل على نحو عادي وطبيعي. الآن لا أعرف ماذا حدث؟ لقد   تغير الطقس  بشكل متطرف في الوقت الراهن.

لم يكن الوضع الراهن كسابق عهده فخلال موسم الأمطار في الماضي كنا نرى الطيور خاصة الطيور الكبيرة، لكن الآن لم نعد نرى مثل هذه الطيور البرية، لقد رحلوا.

تهطل في الوقت الراهن أمطار غزيرة.. الكثير من الأمطار. يقول كثيرون إن السبب في ذلك هو تغير المناخ ويؤكدون أن هذا هو تغير المناخ ويمكننا رصد ذلك من خلال تغير درجات الحرارة إذ أصبح الصيف شديد الحرارة فيما أصبح الشتاء أكثر قسوة.

يقول عبد القادر علو – مدرس في الصومال – إن الأمطار باتت الآن مجرد رذاذ متقطع
يقول عبد القادر علو – مدرس في الصومال – إن الأمطار باتت الآن مجرد رذاذ متقطعصورة من: المانيا اليوم

عبد القادر علو: الحنين إلى إمطار الصومال

عندما أستدعي من ذاكرتي أيام الطفولة وكيف كانت  البيئة  في طفولتنا وكيف تغيرت الآن. في طفولتي كنا نشاهد الأمطار تهطل على الصومال وكنا نشهد ذلك أثناء وجودنا في المدرسة ونرى كيف تصبح الأراضي حولنا معشبة وخضراء بعد أسبوعين من هطول الأمطار. كانت البيئة حولنا مزدهرة وجميلة ومفعمة بعطر النباتات الخضراء.

كان يحدث ذلك كل عام. وعلى إثر سقوط الأمطار، كنا نزرع المحاصيل وكنا ننعم بحياة وبيئية جميلة تسر الناظرين.

لكن انقلب الأمر الآن رأسا على عقب إذ نعاني من ندرة الأمطار إذ لم تعد تهطل بانتظام، كما جف النهر وماتت جميع محاصيلنا بسبب نقص المياه.

المطر لم يعد كما كان في الماضي بل أصبح مجرد رذاذ متقطع، لذا أصبحت حياتنا صعبة  وبات كاهلنا مثقلا بالأعباء وأعتقد أن السبب في كل ذلك يعود إلى تغير المناخ.

يقول إبراهيم جوامنا مشيليزا (71 عاما) أن تغير المناخ بات يضرب نيجيريا بوتيرة سريعة
يقول إبراهيم جوامنا مشيليزا (71 عاما) أن تغير المناخ بات يضرب نيجيريا بوتيرة سريعةصورة من: المانيا اليوم

إبراهيم جوامنا مشيليزا: تغير المناخ يضرب نيجيريا بسرعة

لقد نشأت في مكان بمنطقة السافانا في شمال نيجيريا. عندما كنت شابا، كانت هناك الكثير من  الأشجار والأنهار  وكنا نمرح ونلعب في البرية فيما كانت الحيوانات البرية حولنا.

لكن تغير كل شيء بمرور الوقت، فالأشجار التي كانت كثيفة إبان طفولتنا، ماتت وتعرضت للقطع الجارف حيث تُستخدم  كحطب  ولم يعد الناس يزرعون الأشجار كما كان الوضع عندما كنا صغارا.

خلال الطفولة، كنا نلعب كثيرا وكانت الحيوانات البرية تهاجر إلى مناطقنا. اليوم بالكاد يمكن رؤية القليل من هذه الحيوانات التي استمتعنا برؤيتها عندما كنا صغارا.

جرى تحرير المقابلات واختصارها من أجل الإيضاح

 

أعده للعربية: محمد فرحان

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.