"يمكن شم النفط في الهواء".. انتقادات للإمارات مستضيفة كوب28
أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم الإثنين (الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2023) أن قطاع الوقود الأحفوري في الإماراتالعربية المتحدة يعزز مستويات تلوث الهواء المرتفعة على نحو “مقلق” في ما وصفته بأنه “سر قذر” تحرص السلطات على التكتم عليه.
نُشر التقرير الذي يحمل عنوان “يمكنك شم النفط في الهواء: الوقود الأحفوري في الإمارات يغذي التلوث السام” في الوقت الذي تستضيف فيه الدولة الخليجية الغنية بالنفط محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في دبي.
وأفاد التقرير المؤلف من 24 صفحة أن “قطاع الوقود الأحفوريالإماراتي يساهم في التلوث السام للهواء والتأثير المدمر على صحة الإنسان، حتى في الوقت الذي تسعى فيه حكومتها إلى وضع نفسها في موقع الرائد العالمي في قضايا المناخ والصحة” في مؤتمر المناخ كوب 28.
انتقادات تطال رئيس مؤتمر المناخ
واستناداً إلى مراجعة وتحليل بيانات تلوث الهواء الحكومية وصور الأقمار الاصطناعية من عام 2018 إلى عام 2023، أشار التقرير إلى “ارتفاع كبير” في مستويات تلوث الهواء في الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة.
وعلى الرغم من أن السلطات تفيد بأن تلوث الهواء ناجم بشكل رئيسي عن الغبار الذي تذريه العواصف الرملية، استشهد التقرير بدراسات أكاديمية تشير إلى انبعاثات الوقود الأحفوري كعامل مساهم آخر.
من جهته أكد رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28)، سلطان الجابv أنه يحترم العلم الذي يوصي بخفض كبير في الانبعاثات، لكن المصير المحدد للوقود الأحفوري لتحقيق هذا الهدف ما زال غير معروف.
يذكرأن الجابر تعرض على مدى أشهر لانتقادات من قبل بعض المدافعين عن البيئة لكونه أيضاً رئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة “أدنوك”.
“مصنع ينتج المرضى!”
تعد الإمارات من أكبر منتجي النفط في العالم، وتخطط لمواصلة توسيع إنتاج الوقود الأحفوري على الرغم من تقديم نفسها على أنها جهة فاعلة رائدة في مجال المناخ باعتبارها مضيفة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28).
ووجد تحليل “هيومن رايتس ووتش ” لمستويات الجزيئات PM2.5″ التي التقطتها 30 محطة رصد أرضية حكومية في سبتمبر/أيلول 2023، أنها كانت في المتوسط نحو ثلاثة أضعاف المستويات اليومية التي توصي بها المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن جودة الهواء.
وهذه الجزيئات العالقة “صغيرة جدا ويبلغ حجمها 2.5 ميكرومتر أو أصغر ويمكن أن تخترق عمق الرئتين وتدخل مجرى الدم بسهولة”.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن العمال المهاجرين الذين يشكلون القسم الأكبر من سكان الإمارات هم الأكثر عرضة للخطر. وهي أجرت مقابلات مع 12 من هؤلاء العمال ونقلت عن أحدهم قوله إن “الإمارات هي مصنع ينتج المرضى. يعود العمال مصابين بالمرض. هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يغادرون البلد بجسم سليم”.
وتخطط الإمارات، سابع أكبر منتج للنفط الخام في العالم، لاستثمار 150 مليار دولار بحلول عام 2027 لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز.
إ.م/ أ.ح (أ ف ب)