بوليوود.. ماذا تحقق بعد 5 سنوات على انطلاق حملة "مي تو"؟

0


تسعى الممثلة الشابة منى داس لتحقيق ذاتها في بوليوود منذ أن قصدت مومباي لتخطو أولى خطواتها في مجال التمثيل قبل خمس سنوات تزامنا مع انطلاق حملة “مي تو” أو “أنا أيضا” التي كشفت عن حالات تحرش واعتداءات جنسية هزت إمبراطورية السينما الهندية.

وتقول داس إنه رغم مرور خمس أعوام على انطلاق حملة “مي تو”، لم يطرأ سوى القليل على بوليوود، مضيفة أنها تعرضت للابتزاز إذ طلب منها الموافقة على أعمال جنسية مقابل حصولها على بعض الأدوار السينمائية.

وتكشف داس في مقابلة مع المانيا اليوم قائلة إنهم يطلبون بوضوح شديد بعض “كومبرو” أو “تنازلات”، فيما يشير المصطلح في الهند إلى علاقات الليلة الواحدة. وتستعيد من ذاكرتها ليلة اتصل بها أحد الأشخاص حيث طلب منها “تناول العشاء وقضاء بعض الوقت مقابل دور”.

لا تغيير

وتسلط واقعة منى داس الضوء على الصعوبات التي تواجهها الممثلة الشابة ورفيقاتها اللاتي يعشن معها في مجمع سكني في ضواحي مومباي. وتعاني هؤلاء الممثلات في الحصول على أدوار صغيرة، إذ يواجهن “ذكورا مفترسين” في أماكن العمل في بوليوود، على حد تعبيرهن.

وتقول داس “أثناء عودتي بعد التصوير ذات مرة، كان الشخص المسؤول عن الإنتاج يقوم بتوصيل جميع الممثلات إلى منازلهن وكنت الأخيرة، مازلت أعجز عن وصف ما حدث في تلك الليلة إذ بدأ في لمسي بشكل فاضح”. وتضيف والدموع تنهمر من عينيها: “كنت ارتجف من الخوف.”

ويكشف حديث منى داس عن التغيير الضئيل الذي تحقق جراء حملة “مي تو” في بوليوود بعد خمس سنوات على انطلاقها.

الممثلة الهندية الصاعدة منى داس تقر بأن حملة "مي تو" لم تحدث سوى تغيير ضئيل في بوليوود.
الممثلة الهندية الصاعدة منى داس تقر بأن حملة “مي تو” لم تحدث سوى تغيير ضئيل في بوليوود.صورة من: المانيا اليوم

“مي تو” تهز بوليوود

وعلى وقع حملة “مي تو”، هزت فضائح جنسية  امبراطورية السينما الهندية  التي تقدر بملايين الدولارات حيث كشفت عن قيام العديد من المنتجين والمخرجين والممثلين والمشاهير البارزين بأعمال تحرش واعتداءات جنسية.

وفي هذا الإطار، اتهمت  الممثلة الهندية  تانوشري دوتا، ملكة جمال الهند عام 2004، الممثل والمخرج الهندي نانا بيتكار بالتحرش بها جنسيا أثناء تصوير أغنية أحد الأفلام. وجاء التأكيد على صدق هذه المزاعم من الصحافية جانيس سيكويرا ، إذ تقول إنها كانت شاهدة عيان على بعض المضايقات.

وتكشف الصحافية عن هذه الفضائح في عدة تغريدات على موقع إكس، تويتر سابقا، مضيفة “أتذكر أنه في أقل من دقائق قليلة من نشر هذه التغريدات، انتشرت كالنار في الهشيم”.

وتضيف أنّ “حركة مي تو اكتسبت زخما كبيرا إذ بعد بضعة أيام جرى الكشف عن فضائح تورط فيها شخصيات سينمائية أو ممثلون”.

الجدير بالذكر أن بوليوود  تنتج قرابة ألف فيلم سنويا بحجم مشاهدات تفوق الثلاث مليارات شخص حول العالم.

ماذا عن العقاب؟

ورغم الكشف الكبير عن ممارسات غير اخلاقية، فلم يصل الأمر إلى إدانة أي شخص حيث لم يصل إلا عدد قليل من قضايا التحرش إلى أروقة المحاكم الهندية، فيما جرى رفض الكثير منها بسبب نقص الأدلة ليعود المتهمون إلى العمل كما لو كان الأمر لم يحدث.

وتعد المغنية وصاحبة الاسم الكبير في بوليوود سونا موهارباترا المثال الأوقع على ذلك؛ إذ بعد أن اتهمت العديد من النجوم الكبار في السينما الهندية  بسوء السلوك الجنسي، تعرضت للكثير من المضايقات.

وفي مقابلة مع المانيا اليوم، تضيف “في الحقيقة أنا تحدثت عن رأيي بصدق وتسببت في حدوث هزات في هذه  الصناعة،” مشيرة إلى أنها خسرت بعض المشاريع السينمائية وباتت منبوذة في بوليوود.

الجدير بالذكر أنه طُلب من سونا الانسحاب من لجنة تحكيم برنامج مواهب تلفزيوني شهير في الهند.

أخرجت ألانكريتا شريفاستافا مسلسلا يسلط الضوء على حملة "مي تو" عرض على منصة نتفلكس.
أخرجت ألانكريتا شريفاستافا مسلسلا يسلط الضوء على حملة “مي تو” عرض على منصة نتفلكس.صورة من: Netflix/Courtesy Everett Collection/picture alliance

ماذا تغير؟

لقد شجعت حملة “مي تو” المخرجة السينمائية ألانكريتا شريفاستافا على التحرك إذ كانت من بين 11 مخرجة سينمائية تعهدن بعدم العمل مع ممثلين وصناع السينما ممن تورطوا في جرائم جنسية.

وفي عام 2021، شاركت في إخراج مسلسل بعنوان (Bombay Begums) الذي عُرض على منصة (نتفلكس).

وفي ذلك، تقول: “يسرد (Bombay Begums) قصص التحرش الجنسي في أماكن العمل حيث يروي قصة موظفة شابة وجديدة في أحد البنوك تعرضت لمضايقات جنسية من قبل موظف. وعندما كشف عن ذلك، لم يصدقها أحد، لكن حفز الرئيسة التنفيذية للبنك الذي تعمل فيه، لتقدم في النهاية على مواجهة الموظف بعد سنوات من الواقعة”.

وقد حقق المسلسل الكثير من النجاح منذ عرضه على المنصة.

وقد أدت حملة “مي تو” إلى ظهور وظيفة يُطلق عليها “منسقو المشاهد الحميمية” فيما تعد أستا خانا أول “منسقة مشاهد حميمية” معتمدة في الهند حيث تدير “The Intimacy Lab” التي تتألف من مجموعة من المتخصصين في العلاقات الحميمة الذين يعملون على وضع القواعد الأساسية لمساعدة الفنانين والفنانات على الشعور براحة أكبر أثناء تصوير المشاهد الحميمة في الافلام.

وفي هذا السياق، تقول “هناك بعض المقاومة للأشياء الجديدة، لكن دورنا يتزايد. فالاستوديوهات الدولية  التي شهدت استخدام منسقي العلاقات الحميمية على المستوى الدولي تعد منفتحة على فكرة إحداث هذا التغيير في الهند”.

ورغم ذلك، تقول الصحافية سكويرا إن الجناة من أصحاب الأسماء الكبيرة بعيدون كل البعد عن أي ملاحقة، مضيفة “هل يمكن ملاحقة نجم كبير تحقق أفلامه الملايين؟  لا يمكن ذلك”.

وتضيف “لم تشهد بوليوود عقوبة واقعة شبيهة بواقعة هارفي واينستين. ما زلنا بعيدين كل البعد عن ذلك”.

وتشير الصحافية سكويرا في حديثها إلى حادثة المنتج السينمائي هارفي واينستين الذي أطلق عليه اسم “متحرش هوليوود” وقضت محكمة أمريكية بسجنه 23 عاما بعد إدانته بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، نظرا لاعتداءاته المتواصلة على النساء طوال مسيرته المهنية.

 أعده للعربية: محمد فرحان

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.