الهند ترسل سفينة حربية بعد اختطاف سفينة في بحر العرب
قالت البحرية الهندية اليوم الجمعة إن سفينة حربية تابعة لها تتجه نحو سفينة مختطفة ترفع علم ليبيريا في بحر العرب، وإن طائرة تراقب الوضع عن كثب.
وكانت وكالة أنباء آسيا الدولية (إيه.إن.آي) قد ذكرت في وقت سابق نقلاً عن مسؤولين عسكريين أن السفينة “ليلا نورفولك” على متنها طاقم هندي من 15 فرداً على الأقل وأنها اختطفت بالقرب من ساحل الصومال، وتلقت البحرية معلومات عنها مساء أمس الخميس.
وأوضح بيان البحرية الهندية أن السفينة بعثت رسالة إلى منصة هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تفيد بأن ما بين خمسة وستة أفراد مسلحين مجهولين اعتلوها مساء أمس الخميس.
وأشار البيان إلى أن السفينة الحربية الهندية تشيناي حولت مسارها لمساعدة السفينة ليلا نورفولك، مضيفاً أن طائرة تابعة للبحرية حلقت فوق السفينة المختطفة اليوم الجمعة وأجرت اتصالا معها.
وزادت البحرية الهندية مراقبتها لبحر العرب بعد موجة الهجمات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت البحرية إنها قامت بالتحقيق مع عدد كبير من سفن الصيد وفحصت سفنا في شمال ووسط بحر العرب.
وقال وزير الدفاع راجنات سينغ الشهر الماضي عن زيادة المراقبة في المنطقة “تلعب الهند دور مزود الأمن في منطقة المحيط الهندي بأكملها. وسنضمن أن التجارة البحرية في هذه المنطقة ترتفع من البحر إلى أعالي السماء”.
انفجار زورق مسير تابع للحوثي
من جانب آخر قالت البحرية الأمريكية إن زورقاً مسيراً للحوثيين محملاً بالمواد الناسفة انفجر في البحر الأحمر يوم الخميس لكنه لم يتسبب في وقوع أي أضرار أو إصابات في وقت تواصل فيه الجماعة اليمنية هجماتها في تحد للدعوات الدولية بوقفها.
ووقع أحدث هجوم غداة إصدار 12 دولة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان بياناً مشتركاً يحذر الحوثيين من “عواقب” لم يذكرها إذا لم يوقفوا هجماتهم، وهو ما وصفه مسؤول أمريكي أمس بأنه تحذير أخير.
وقال نائب الأميرال براد كوبر، الذي يقود القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، للصحفيين إن الزورق المحمل بالمواد المتفجرة التابع للحوثيين انطلق مسافة 80 كيلومتراً (50 ميلاً) تقريباً في البحر الأحمر ثم انفجر في ممرات ملاحية مزدحمة.
وأضاف كوبر للصحفيين “اقترب ليصبح على بعد بضعة أميال من السفن العاملة في المنطقة.. السفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية.. وشاهدنا جميعا انفجاره”، مضيفا أن هدف الهجوم لم يكن واضحا.
وأشار كوبر إلى أن الحوثيين شنوا 25 هجوما حتى الآن على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، مضيفا “لا توجد علامات على أن سلوكهم غير المسؤول يتراجع”.
وقال الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية فرانك ماكنزي، الذي قاد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط حتى تقاعده في عام 2022، إن رد إدارة بايدن على الهجمات في البحر الأحمر وعلى الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في قواعد بالعراق وسوريا كان شديد “التردد” و”غير مركز”.
وقال كوبر إن 22 دولة تشارك في هذه العملية. وأضاف أن السفن الحربية من الولايات المتحدة وشركائها أسقطت حتى الآن صاروخي كروز وستة صواريخ باليستية مضادة للسفن و11 طائرة مسيرة.
وتسببت هجمات الحوثيين – التي تقول الجماعة إنها جاءت احتجاجاً على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة – في عرقلة الشحن الدولي ودفع بعض الشركات إلى تعليق عمليات العبور من البحر الأحمر واستبدالها برحلة أطول وأكثر كلفة حول أفريقيا.
ميرسك تغير مسار أربع سفن حاويات
وفي سياق متصل قالت شركة ميرسك الدنمركية يوم الخميس إنها غيرت مسار أربع سفن حاويات من أصل خمس كانت عالقة في البحر الأحمر لتعود صوب قناة السويس وتقطع الرحلة الطويلة عبر طريق رأس الرجاء حول أفريقيا لتجنب خطر الهجمات.
وقالت ميرسك يوم الثلاثاء إن سفن حاوياتها ستتجنب من جديد مسار البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس. وكانت ميرسك قد سعت الأسبوع الماضي إلى إعادة تسيير الرحلات عبر البحر الأحمر بعد وقفها مؤقتا. لكن خمس سفن من ميرسك متوجهة نحو آسيا كانت قد عبرت بالفعل قناة السويس من الشمال وتوجهت إلى الجنوب قبالة اليمن حينما أُعلن الوقف المؤقت، ما أدى إلى بقاء أطقم السفن وعشرات الآلاف من الحاويات في البحر بلا وجهة.
وأظهر جدول زمني لشركة ميرسك أن سفن الحاويات ميرسك جنوة وميرسك لوندرينا وإبا ميرسك وجيرترود ميرسك التي كانت راسية في البحر الأحمر إلى الجنوب من ميناء جدة السعودي في الأيام القليلة الماضية تغيَّر مسارها الخميس لتمر من طريق رأس الرجاء الصالح.
ولم يجر تغيير مسار سفينة خامسة هي ميرسك يوتا التي كانت عالقة في المنطقة أيضا، لكن متحدثا باسم الشركة قال إنها لن تبحر قبالة اليمن.
وكانت ميرسك قد قالت الشهر الماضي إنها فرضت رسوما إضافية للنقل في وقت الاضطرابات ورسوما إضافية لموسم الذروة، ما يضيف 700 دولار في المجمل على تكلفة سفر حاوية قياسية بطول 20 قدما من الصين إلى شمال أوروبا.
ويمر نحو ثلث الشحنات المنقولة بسفن الحاويات على مستوى العالم عبر قناة السويس، ومن المتوقع أن تصل تكلفة الوقود المستخدم لتغيير مسار السفن لتمر حول الطرف الجنوبي لأفريقيا إلى مليون دولار إضافي لكل رحلة ذهاب وعودة بين آسيا وشمال أوروبا.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز)