نتنياهو يرفض التراجع عن تصريحاته ويدعو قطر للضغط على حماس
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أنه لن يتراجع عن تصريحات مُسربة منسوبة إليه، انتقد فيها قطر. وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي اليوم السبت (27 يناير/ كانون الثاني 2023): “أنا لا أسحب كلماتي”، وذلك ردا على سؤال عن تعليقات له غير معلنة ذكر فيها أنه لا يرغب في شكر قطر على توسطها وأنه يعدها “مثيرة للمشاكل”.
وجرى تسريب تلك التعليقات إلى التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع في صيغة تسجيل صوتي.
وقال نتنياهو: “لن أتراجع عن أي كلمة قلتها بخصوص قطر”. وتابع “تستضيف قطر قادة حماس. وتمول أيضا حماس. ولها نفوذ على حماس”. وأضاف: “لذا، نطلب منهم ممارسة ذلك الضغط. إنهم يتولون دور الوساطة، لذا، نرجوكم أن تمضوا قدما واطلبوا منهم إعادة رهائننا”.
اجتماع رباعي لبحث اتفاق محتمل
وتأتي هذه التعليقات الصريحة على غير العادة عشية ما وصفته مصادر لرويترز بأنه اجتماع بين رئيس الوزراء القطري ومديري أجهزة المخابرات في إسرائيل والولايات المتحدة ومصر لبحث اتفاق محتمل جديد للإفراج عن الرهائن.
وقالت المصادر إن من المتوقع أن تجري هذه المحادثات غدا الأحد في مكان لم يُفصح عنه في أوروبا. لكن المسؤولين في الدول الأربع لم يؤكدوا رسميا عقد الاجتماع.
وكانت وزارة الخارجية القطرية، قد استنكرت يوم الأربعاء الماضي بشدة التصريحات المنسوبة لنتنياهو، بشأن الوساطة القطرية بين إسرائيل وحماس.
ونشر ماجد محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، تغريدة جديدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، تويتر سابقا، ذكر من خلالها أن “التصريحات المنسوبة لنتنياهو، غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة”.
وأضاف “إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين”.
تواصل المعارك في جنوب غزة
ميدانيا تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس اليوم السبت في جنوب قطاع غزة، حيث باتت خان يونس في قلب المعركة بعدما كانت ملجأً للنازحين هرباً من الاشتباكات التي تركّزت بداية في الشمال، ما دفع سكانها والنازحين إليها للفرار. وتعدّ خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع، كما تعتبرها إسرائيل معقلاً لحماس.
يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الأونروا ترد على تعليق التمويل للوكالة
وفيما أعلن عدد من الدول تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اعتبر فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة قرار تلك الدول بأنه “صادم” داعيا إياها إلى العدول عن قراراتها.
وقال فيليب لازاريني في بيان: “إنه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين”، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي “يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وأصبحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مرمى السلطات الإسرائيلية، التي تقول إنها تشتبه في ضلوع بعض موظفيها في الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، تعهّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّ تسعى بلاده لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، فيما أوقفت عدة دول تمويلها للأونروا، في أعقاب الاتهامات الإسرائيلية التي طالت موظّفيها.
وعلّقت أستراليا وكندا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا، مساعداتها للأونروا السبت، بعد خطوة مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة الجمعة.
كما علقت ألمانيا بشكل مؤقت الموافقة على أي أموال جديدة لوكالة (الأونروا) في قطاع غزة. وتم الإعلان عن ذلك بشكل مشترك من قبل وزارة الخارجية الألمانية والوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية. وأعلنت وزارة الخارجية ووزارة التنمية مساء السبت في برلين أنه “حتى يتم الانتهاء من التوضيح، لن توافق ألمانيا مؤقتا، بالتنسيق مع الدول المانحة الأخرى، على أي أموال جديدة للأونروا في غزة”. وأضافت أنه “على أية حال، لا توجد حاليا أي التزامات جديدة معلقة”.
وأعلنت الأونروا مساء الجمعة أنها طردت “عدة” موظفين لديها تتهمهم السلطات الإسرائيلية بالضلوع في الهجوم. وتعهدت الوكالة بإجراء تحقيق شامل.
ص.ش/ع.ج.م/ز.أ.ب ( ف ب، د ب أ، رويترز)