"البديل" في اختبار انتخابي وسط احتجاجات ضد اليمين المتطرف
يأمل حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) اليميني الشعبوي المعارض في الفوز برئاسة المجلس المحلي لدائرة بولاية تورينغن بشرق ألمانيا، ليحظى بذلك بهذا المركز للمرة الثانية على مستوى ألمانيا، بعد فوزه برئاسة دائرة بالولاية ذاتها العام الماضي.
ومن المقرر أن يواجه مرشح حزب البديل أوفه تروم ومرشح الحزب المسيحي الديمقراطي كريستيان هرغوت بعضهما في جولة الإعادة في دائرة زاله-أورلا بشرق الولاية صباح اليوم الأحد. (28 يناير/ كانون ثاني)
وكان تروم حصل على 45,7 % من الأصوات في الجولة الانتخابية الأولى قبل أسبوعين، فيما حصل مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي على 33,3 %.
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين حتى الساعة السادسة مساء (بالتوقيت المحلي). ويحق لنحو 66 ألف شخص المشاركة في الانتخابات بهذه الدائرة.
يشار إلى أن دائرة “زاله-أورلا” ذات الطابع الريفي تقع في جنوب شرق ولاية تورينغن على الحدود مع ولايتي بافاريا وسكسونيا.
وبحسب بيانات المكاتب المحلية للإحصاء، فإن هذه الدائرة تنتمي لعشر مقاطعات لديها أدنى رواتب للعاملين على مستوى ألمانيا. وكان روبرت زسلمان من حزب البديل استطاع الفوز برئاسة دائرة زونيبرغ بولاية تورينغن أيضا في وقت سابق العام الماضي.
احتجاجات عارمة ضد اليمين المتطرف
وتشهد مدن ألمانية عدة تعبئة قوية ضد اليمين المتطرف. ومن المقرر تنظيم تظاهرات في أكثر من 300 بلدة ومدينة في في مختلف أنحاء البلاد، وفقا لتحالف “معا ضد اليمين المتطرف”.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس السبت بمناسبة ذكرى المحرقة النازية إن هذه الأحداث “لن تتكرر مرة أخرى أبدا وعبّر المستشارالذي تظاهر قبل أسبوعين في بوتسدام، وهي مدينة قريبة من برلين حيث يعيش، عن سروره لرؤية بلاده “تنهض” لأن “ملايين المواطنين والمواطنات يتظاهرون في الشارع”.
وفي مدينة دوسلدورف غرب ألمانيا، تظاهر نحو 100 ألف شخص سلميا في الشوارع، حسبما أعلنت الشرطة في بيان.
وفي كيل (شمال)، تجمع خلال النهار 11500 شخص وفق الشرطة، و15ألفا وفق المنظمين.
ورفِعت لافتات كُتبت عليها عبارات بينها “الديموقراطية ليست للجبناء”، و”بطاقة حمراء لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف”.
وقال يوهانس بوكير (29 عاما) وهو أخصائي بالعلاج الطبيعي شارك في التجمع لوكالة فرانس برس “بالنسبة إلي، من المهم التظاهر لإحياء ذكرى ضحايا النازية لكن أيضا للاحتجاج على صعود اليمين المتطرف”. وقالت مارغريت والتر (60 عاما) لفرانس برس “أريد منطقة خالية من النازية لابنتي الصغيرة”.
وكتب تحالف “كومباكت” وهو أحد منظمي التحرك في بيان صباح السبت “زادت التظاهرات ضد اليمين المتطرف ثلاث مرات عما كانت عليه الأسبوع الماضي، خصوصا في شرق ألمانيا”.
ويُعدّ اليوم العالمي لذكرى المحرقة مناسبة سنويّة لخروج مسيرات وهو يُصادف تاريخ تحرير معسكر الموت في أوشفيتز-بيركيناو على يد السوفيات في 27 كانون الثاني/يناير 1945.
لكن هذه السنة تحل الذكرى الـ79 في سياق متوتر بعد أن كشف موقع “كوريكتيف” الاستقصائي الألماني عن اجتماع عقده متطرفون في بوتسدام قرب برلين، حيث ناقشوا في تشرين الثاني/نوفمبر خطة للطرد الجماعي للأجانب أو للأشخاص من أصول أجنبية.
وذهبت وزيرة الداخلية نانسي فيزر في 18 كانون الثاني/يناير إلى حد اعتبار أن هذا الاجتماع يذكّر بمؤتمر فانسي حيث خطط النازيون لإبادة يهود أوروبا في عام 1942.
ع.أ.ج/ م س (د ب ا، أ ف ب)