إسرائيل ترد على تقرير أممي حذر من "مجاعة وشيكة" في غزة
ردّت إسرائيل على تقرير أممي حذّر من مجاعة وشيكة في غزة، معتبرة أن التقييم احتوى على معلومات غير دقيقة ومصادر مشكوك فيها.
التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي، فاقم المخاوف الدولية بإشارته إلى أن سكان غزة يعانون من جوع “كارثي” وتوقّع أن تضرب المجاعة شمال القطاع “في أي وقت” في الفترة الممتدة حتى أيار/ مايو في ظل غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيث بيكدول إن “وجود 50 في المئة من كامل السكان عند مستويات كارثية، قريبة من المجاع ة، هو أمر غير مسبوق”. ويعادل ذلك حوالى 1.1 مليون فلسطيني يعانون من “انعدام كارثي للأمن الغذائي” بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق تقرير ” التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “. ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إسرائيل للسماح بدخول المساعدات من دون عائق إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت وحدة تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) إن “إسرائيل تعي التداعيات المؤسفة للحرب على السكان المدنيين في غزة”. لكنها لفتت إلى أن إسرائيل لا تدير عمليات توزيع الأغذية في غزة، واتّهمت وكالات أممية بالعجز عن التعامل مع كميات المساعدات التي تصل يوميا.
وجاء في رد وحدة كوغات “في كل حين، هناك مئات الشاحنات المتوقفة على الجانب الغزّي من معبر كرم أبو سالم بعد انتهاء السلطات في إسرائيل” من تفتيشها.
والعلاقات متوتّرة بين إسرائيل وبعض الوكالات الأممية، خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي أفادت الأسبوع الماضي بأن إسرائيل تمنعها من توزيع المساعدات في شمال غزة.
لا سقف لحجم المساعدات
وشكّكت كوغات في دقة معلومة وردت في التقرير تفيد بأن ما معدّله 500 شاحنة، 150 منها محمّلة بمواد غذائية، كانت تدخل القطاع يوميا قبل الحرب، في حين تدخله حاليا 60 شاحنة محمّلة بأغذية في اليوم. وقالت كوغات “قبل الحرب كان يدخل يوميا ما معدّلة 70 شاحنة محمّلة بأغذية”، من دون توفير أي مصدر.
وتقول إسرائيل إنها لا تحدد أي سقف لحجم المساعدات الإنسانية المسموح بإدخالها إلى القطاع.
ووجّهت إسرائيل انتقادات لـ”التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” لإيراده أرقام السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة في ما يتّصل بحصيلة القتلى والمصابين، واعتبرت أن لدى الحركة “مصلحة استراتيجية” في تقديم معلومات مضلّلة.
وحصيلة القتلى التي تعلنها السلطات الصحية في غزة تعتمدها على نطاق واسع وسائل إعلام ومنظمات إنسانية والأمم المتحدة، ويقول خبراء إنها قد تكون أقل من الأرقام الفعلية وغير مضخمة.
واندلعت الحرب إثر هجوم إرهابي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية أكثر من 1160 قتيلاً معظمهم مدنيون. كذلك، خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم.
وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت وفق السلطات الصحية التابعة لحماس عن مقتل 32623 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء. وليس ممكنا التحقق من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
ويذكر أن حركة هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ع.ج/ ع.ج.م (أ ف ب)