دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إيران وإسرائيل وحلفاءهما إلى الامتناع عن التصعيد في الشرق الأوسط ، بعد أن قالت مصادر إن إسرائيل نفذت هجوما على الأراضي الإيرانية اليوم الجمعة (19 أبريل / نيسان 2024). وقالت فون دير لاين: “من الضروري للغاية أن تظل المنطقة مستقرة وأن تمتنع جميع الأطراف عن اتخاذ المزيد من الإجراءات”.
ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى “وقف التصعيد”، وقال للصحفيين الى هامش حدث للحزب الاشتراكي الديمقراطي في جزيرة نورديرني “يظل وقف التصعيد الأولوية في المستقبل القريب. وسنتحدث أيضا عن هذا الأمر مع جميع أصدقائنا وحلفائنا وسنعمل معهم في هذا الاتجاه”. وقال شتيفن هيبشترايت المتحدث باسم شولتس في مؤتمر صحافي دوري في برلين “يجب أن يكون وقف التصعيد هو رسالة اللحظة”.
ودعت مجموعة الدول السبع في البيان الختامي لوزراء خارجية المجموعة في جزيرة كابري الإيطالية اليوم إنه “ندعو جميع الأطراف إلى العمل على الحيلولة دون حدوث المزيد من التصعيد. وستواصل مجموعة السبع في العمل من أجل هذه الغاية.” وأضاف البيان: “ندعو جميع الأطراف، في المنطقة وخارجها، لتقديم مساهمتها الإيجابية في هذا الجهد الجماعي.”
وفي مؤتمر صحفي على هامش نفس الاجتماع قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بلاده “لم تشارك في أي عمل هجومي“، لكنه لم يؤكد أو ينف ما إذا كانت الانفجارات ناتجة ضربات إسرائيلية. وأوضح الوزير الأمريكي “لن أتكلّم عن الأحداث التي وردت تقارير بشأنها… كل ما يمكنني قوله هو إن … تركيزنا ينصب على وقف التصعيد”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، لم يتم الإفصاح عن أسمائهم، بقيام إسرائيل بالضربة داخل إيران ردا على هجوم إيراني غير مسبوق بمسيرات وصواريخ على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي. بيد أن الجيش الإسرائيلي قال لوكالة فرانس برس لدى سؤاله عن تقارير حول انفجارات في إيران وضربات في سوريا ، إنّه “ليس لدينا تعليق في الوقت الحالي”.
لكن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ذكرت على موقعها الإلكتروني على لسان مسؤول إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب مناقشة مسائل عسكرية حساسة، قوله إن الهجوم رسالة لطهران مفادها أن إسرائيل لديها القدرة على شن هجوم داخل العمق الإيراني.
ونقلت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية الجمعة عن “مصادر مطلعة” أنه “لا تقارير عن هجوم من الخارج” وقع في إيران. وأفادت طهران عن وقوع ثلاثة انفجارات قرب قاعدة عسكرية في قهجاورستان الواقعة بين مدينة أصفهان ومطارها في وسط البلاد، وفق ما ذكرت وكالة “فارس” الرسمية. وقال الجيش الإيراني اليوم الجمعة إن أصوات الانفجار التي دوت في مدينة أصفهان ناتجة عن تصدي الدفاع الجوي “لجسم مشبوه” مؤكدا عدم وقوع أي أضرار أو حوادث في أصفهان.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تضرر أي منشأة نووية في أعقاب الانفجارات التي جرى الإبلاغ عنها في إقليم أصفهان بوسط إيران. وقالت الوكالة عبر منصة إكس (تويتر سابقا): “يمكن أن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لا يوجد ضرر لحق بالمواقع النووية الإيرانية”. ودعا مدير عام الوكالة رافايل جروسي ” إلى أقصى درجات ضبط النفس من جميع الأطراف وإعادة التأكيد على أنه يجب عدم استهداف المنشآت النووية في الصراعات العسكرية”.
وتضم أصفهان منشآت مهمة لصناعة الدفاع الإيرانية. كما أن أكبر مركز إيراني للأبحاث النووية يقع هناك.
وتوالت الدعوات لوقف التصعيد فقد قال نائب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الجمعة إن فرنسا تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط، وذلك بعد التقارير التي أفادت بأن إسرائيل شنت هجوما جويا على الأراضي الإيرانية في وقت سابق اليوم. وقال بارو لراديو سود: “كل ما يمكنني قوله هو إن موقف فرنسا هو دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وضبط النفس”.
من جانبه دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الذي يستضيف اجتماعا لنظرائه من مجموعة السبع، إلى “وقف التصعيد”، وقال لمحطة “راي” التلفزيونية: “ندعو الجميع إلى توخي الحذر لتجنب تصعيد” ، مضيفا أن مجموعة السبع التي تضم إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا، تريد “تهدئة مطلقة” في الشرق الأوسط.
قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن الحكومة تأخذ الوضع “على محمل الجد وتتابعه عن كثب”، مؤكدا أنه “لا بد من وضع حد لتبادل الضربات والتصعيد”.
وفي لندن قال وزير العمل والمعاشات البريطاني ميل سترايد إنه يأمل أن يكون نزع فتيل التصعيد بين إيران وإسرائيل ما زال ممكنا.
أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك فقال إنه لا يسعه التكهن بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل نفذت هجوما على الأراضي الإيرانية، مشيرا إلى “إنه وضع متطور، لن يكون من المناسب لي التكهن حتى تصبح الحقائق أكثر وضوحا، ونعكف على التحقق من التفاصيل مع الحلفاء”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين تعارض أي عمل من شأنه تصعيد التوتر في الشرق الأوسط بعدما نُقِل عن هجوم إسرائيلي على إيران.
وأعربت مصر، اليوم الجمعة، عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، وطالبت القاهرة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرةً من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة، وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها، وفق البيان. وأكدت مصر على أنها سوف تستمر في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري.
من جانبها أدانت سلطنة عمان في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة “الهجوم الإسرائيلي” على الأراضي الإيرانية، وكذلك “اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة”.
وكانت عدة دول قد حذرت بالفعل من أن أي هجوم انتقامي إسرائيلي للرد على الضربات الإيرانية الأخيرة ينذر بجر المنطقة بأكملها إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
وأغلقت إيران مطاراتها في طهران وشيراز وأصفهان بعد الهجوم وسمحت للرحلات الجوية بتجنب الجزء الغربي من مجالها الجوي لبضع ساعات بعد الهجوم، وفقا لموقع فلايت رادار 24 لتتبع الرحلات الجوية. وبحلول الساعة 0445 بتوقيت غرينتش، أعيد فتح المطارات والمجال الجوي ورفعت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية إشعارات الإغلاق المنشورة على قاعدة بياناتها.
ع.م/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز ، د ب أ)