الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
التقى الرئيس الألماني فرانك – فالتر شتاينماير نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأربعاء 24 أبريل / نيسان 2024). وبدأ شتاينماير الزيارة أمس الأول الاثنين، في أنقرة. ويختلف البلدان في مواقفهما بشأن الحرب في غزة. ووصف أردوغان حركة حماس المسؤولة عن الهجوم الذي وقع في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي بأنها منظمة تحرير وهو ما أثار غضب الجانب الألماني. كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب “مذبحة” في قطاع غزة، وشبهه بالزعيم النازي أدولف هتلر.
وتوقع مراقبون كذلك أن يثير شتاينماير قضايا تتعلق بممثلين مهمين للمجتمع المدني التركي ما زالوا في السجن، مثل الناشط المجتمعي عثمان كافالا. كما ناشدت منظمة “مراسلون بلا حدود” شتاينماير الضغط من أجل إطلاق سراح إعلاميين مسجونين في تركيا. ويسعى شتاينماير أيضا خلال زيارته إلى معرفة كيف يمكن أن تتطور الأمور سياسيا في تركيا بعد الأداء “الضعيف” لأردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية في نهاية آذار/مارس الماضي، والتي لم يصبح فيها الحزب الإسلامي المحافظ هو الحزب الأقوى في البلاد لأول مرة في تاريخه، حيث حل في المرتبة الأولى حزب الشعب الجمهوري، أكبر حزب معارض في تركيا.
ووجه الرئيس الألماني الشكر إلى تركيا لإيوائها لاجئين من الحرب الأهلية في سوريا ورعاية ضحايا الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا المجاورة قبل أكثر من عام. وخلال زيارته لمركز إيواء لضحايا الزلزال من الأتراك والسوريين في مدينة نورداجي التركية، أعرب شتاينماير أمس الثلاثاء عن تقديره الخاص للطريقة التي يجتهد بها المعلمون الأتراك من أجل ضمان استمرار تعليم الأطفال السوريين في المدارس، وقال: “هذا إنجاز كبير نقدِّره بشدة”. قال شتاينماير “هذا هو الشرط الأساسي لضمان أن يتوافر لدى أطفال العائلات التي فقدت كل شيء في سوريا، على الأقل أمل في المستقبل.”، كما وجه شتاينماير الشكر إلى حكومة بلاده على تقديم 300 مليون يورو كقروض لإعادة بناء المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى المساعدة المباشرة لإغاثة ضحايا الزلزال”، وقال “من المهم ألا ننسى هذه المنطقة.”
وخلال اليوم الثاني لزيارته لتركيا، توجه شتاينماير بالطائرة من اسطنبول إلى إقليم غازي عنتاب (تقع به مدينة نورداجي)، وهناك زار مدرسة ابتدائية لأطفال أتراك وسوريين، وهي مدرسة تم بناؤها بمساعدة ألمانية. وبعد ذلك، انتقل إلى مدينة نورداجي التي تبعد مسافة حوالي 50 كيلومترا عن الحدود السورية. وكان عدد سكان هذه المدينة يبلغ في السابق حوالي 42 ألف نسمة، وأدى الزلزال الذي وقع في شباط/فبراير من العام الماضي إلى تدمير نحو نصف المدينة ما أسفر عن مصرع حوالي 2500 شخص. ولا تزال هناك أكوام من الأنقاض في المدينة، ولكن تم بناء منازل جديدة أيضا. ويوفر مركز الإيواء لضحايا الزلزال – وهو عبارة عن قرية من حاويات مزودة بأبسط التجهيزات – الملاذ لحوالي 8700 شخص بما في ذلك حوالي 2200 شخص من سوريا.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 53 ألف شخص لقوا حتفهم في تركيا وحدها جراء ذلك الزلزال فضلا عن آلاف الأشخاص في سوريا. وفي ذلك الوقت، تعهدت الحكومة الألمانية بتقديم مساعدات بقيمة 238 مليون يورو لكلا البلدين، وتمت إضافة مبلغ كبير آخر بملايين اليورو من خلال التبرعات الخاصة. يذكر أن ألمانيا قدمت في هذا الأزمة أكبر مساعدة ثنائية.
ح.ز / ع.خ (د.ب.أ)