يرى مراقبون أنه يمكن اعتبار الإعلان عن “هدنة إنسانية” مدتها أربع أيام في قطاع غزة بمثابة انتصار دبلوماسي لدولة قطر الصغيرة.
فقد أصدرت وزارة الخارجية القطرية الأربعاء (22 نوفمبر / تشرين الثاني) بيانا أعلنت فيه عن التوصل إلى “هدنة” لمدة أربعة أيام بموافقة كافة الأطراف. ومن شأن الاتفاق أن يسمح بتبادل 50 من الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة مقابل إطلاق سراح 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وبموجب الاتفاق، سيتم السماح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية، إلى قطاع غزة. وكانت حماس – المدرجة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى – قد شنت في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي هجوما على إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز نحو 240 رهينة في قطاع غزة.
وتلى ذلك، شن إسرائيل عمليات قصف على القطاع أسفرت عن مقتل 13 ألفا، وفقا لبيانات السلطات الصحية التابعة لحماس. وعلى مدار الأسابيع الماضية، زادت وتيرة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، فيما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية مطلع الشهر الجاري إن بلاده لن توافق على “هدنة مؤقتة” من دون إطلاق حماس سراح الرهائن الذين تحتجزهم.
لكن يبدو أن الأمر قد تغير مع تزايد الضغوط الدولية خاصة من الولايات المتحدة – حليفة إسرائيل الرئيسية – ومن أقارب الرهائن الإسرائيليين الذين طالبوا حكومة بنيامين نتانياهو بالتركيز على إطلاق سراح ذويهم. وساعدت مصر- أول دول عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل 1979 وتتقاسم حدودا مع إسرائيل وغزة – في نجاح المفاوضات، لكن يُنظر إلى قطر باعتبارها من قادت المفاوضات.
وبعد الإعلان القطري، نشر الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن تغريدات على موقع إكس – تويتر سابقا – تحمل شكرا إلى مصر وقطر على “شراكتهما الحاسمة” في المفاوضات.
الجدير بالذكر أنه في أواخر الشهر الماضي، خرج مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ليشيد بدور قطر في تغريدة قال فيها إن الدوحة أصبحت “طرفا أساسيا ومساهما في تسهيل الحلول الإنسانية..الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر حاسمة في هذا الوقت”. ورغم الترحيب الدولي، إلا أن بعض الأصوات انتقدت ما أسفرت عنه الوساطة القطرية حيث قال بعض المعلقين إنه كان ينبغي للمفاوضين بذل المزيد من الجهد لضمان إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
وزعم آخرون أن قطر ربما كانت متواطئة بطريقة أو بأخرى في هجمات حماس على إسرائيل نظرا لأن الدولة الخليجية تستضيف عددا من قادة حماس السياسيين، لكن دون تقديم أدلة تُثبت هذا الزعم. يشار إلى أن قطر دأبت على التأكيد في مناسبات عدة على موقفها الداعم “للقضية الفلسطينية”.
“سويسرا الشرق الأوسط”
ويتفق الخبراء على أن قطر تسير على خط رفيع عندما يتعلق الأمر بسياستها الخارجية حتى ذهب البعض إلى وصف الدوحة بأنها “سويسرا الشرق الأوسط” لأنها تبقي الأبواب مفتوحة أمام الجميع. وفي مقابلة مع المانيا اليوم، قال غيدو شتاينبرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره في برلين، إن الدور القطري يتسم “بالحساسية بشكل خاص لأنها تعتمد منذ أكثر من عقدين على مكانتها كوسيط”.
الجدير بالذكر أن قطر كانت بمثابة “حلقة اتصال” بين المجتمع الدولي وحركة طالبان التي كانت تمتلك مكتبا سياسيا في الدوحة، فضلا عن قيامها بالوساطة بين الولايات المتحدة وإيران وحتى بين روسيا وأوكرانيا.
يشار إلى أن قطر تحتضن أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط والتي لعبت دورا مهما في عمليات الإجلاء من أفغانستان عام 2021 وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى منح قطر صفة “حليف رئيسي” خارج الناتو في صفة رسمية لم تمنحها الولايات المتّحدة إلإ لـ 17 دولة.
قالت الأمم المتحدة إن 42 بالمائة من الوحدات السكنية في غزة دمرت أو تضررت جراء القصف الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالصراع بين حماس وإسرائيل، توسطت قطر في السابق بين الطرفين في عدة جولات كان أخرها عام 2014. وكانت قطر قد جمدت علاقاتها مع إسرائيل عام 2009، لكن تقارير تشير إلى استمرار العلاقات بين البلدين بشكل ما من وراء الكواليس فيما تعود العلاقات بين الدوحة وتل أبيب إلى عام 1996 عندما سمحت قطر لإسرائيل بفتح بعثة تجارية في الدوحة في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية تعارض بشدة أي علاقات مع إسرائيل.
وفي هذا السياق، قالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن، في مقابلة سابقة مع المانيا اليوم إن قطر “لديها علاقات براغماتية منذ وقت طويل حيث استخدمت حوافز مالية لإدارة وتهدئة جولات مختلفة من التوترات والعمليات العسكرية بين إسرائيل وحماس”.
بدروه، يرى الصحافي الأمريكي سايمون جويل ومؤلف كتاب: “نريد التفاوض: العالم السري للخطف والرهائن والفِدية” الصادر عام 2019، إن قطر تعمل فيما يمكن وصفه بـ “منطقة رمادية”. وفي مقال نشرته مجلة “نيويوركر” الأمريكية قبل أيام، أضاف جويل إنه على الرغم من أن مسؤولي قطر “يقولون إنهم يسترشدون بالمبادئ الإنسانية والرغبة في الحد من الصراعات وتعزيز الاستقرار، فمن الواضح أنهم استخدموا نفوذهم لكسب نفوذ وزيادة مجال رؤيتهم في موقف يعتقدون أنه يعزز أمن قطر في منطقة مضطربة”. وأشار إلى أن هذا التوازن في العلاقات يجعل من قطر “حليفا قيما”، وهو ما تعرفه الدولة الخليجية أيضا.
الإنفاق القطري على قطاع غزة
يشار إلى أن قطر كانت حتى وقت قريب تنفق ما يقدر بنحو 30 مليون دولار (27.4 مليون يورو) شهريا على غزة، بيد أن مراقبين يقولون إن الإنفاق السخي يعد مثالا على مدى تعقيد الدور القطري عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين وحماس. وقال البعض إن الأموال القطرية تدعم كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحماس – وايضا تُستخدم لأغراض مشينة. الجدير بالذكر أن حماس تدير قطاع غزة منذ عام 2007 بما في ذلك دفع رواتب الموظفين المدنيين في غزة.
وفي ردها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول قطري قوله إن الأموال القطرية مخصصة للأسر المحتاجة ورواتب موظفي الخدمة المدنية، بما في ذلك الأطباء والمدرسين، في قطاع غزة. وتشير الأمم المتحدة إلى أن 80 بالمئة من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الدولية خاصة في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007 أي بعد عامين من انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
ينظم أقارب وأصدقاء الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مسيرات للضغط على الحكومة الإسرائيلية
وأضاف المسؤول القطري أن الأموال القطرية تمر فعليا عبر إسرائيل حيث يتم تحويلها إلكترونيا إلى السلطات الإسرائيلية التي تقوم بنقلها إلى سلطات غزة فيما يتم تنسيق ذلك بشكل كامل مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة. رغم ذلك يشير مسؤولون أمريكيون إلى أن نظام حماس في جمع الأموال يتسم بالتنوع والتعقيد في الوقت نفسه، فيما ألمحوا إلى أن بعض الأموال، حتى الممنوحة من من قطر، يمكن أن يتم استخدامها بشكل غير قانوني إلى جانب التمويل المقدم من إيران، التي تعد داعما رئيسيا لحماس.
الجدير بالذكر أنه عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد لهم علاقات بحماس حيث لعبوا دورا في تسهيل تمويل الحركة، فيما استهدفت العقوبات الجديدة شخصيات متواجدة في غزة والسودان وتركيا والجزائر وقطر.
ويشار إلى أن حركة حماس هي إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
هل سيتغير الدور القطري؟
وفي ضوء نجاح الدور القطري بالوساطة بين إسرائيل وحماس، يقول خبراء إن النجاعة القطرية في إبرام الهدنة تقتضي أن تنأى الدولة الخليجية بنفسها عن حماس بشكل أكبر بعد أن إنتهاء الصراع الحالي. ففي منتصف الشهر المنصرم، دعا أكثر من مئة سياسي أمريكي، الدوحة إلى طرد مسؤولي حماس من أراضيها. وقد جاء ذلك في خطاب وجهوه للرئيس الأمريكي تحت عنوان “ارتباطات (قطر) بحماس.. غير مقبولة”.
في المقابل، قالت الحكومة القطرية إن الانخراط في المزيد من الأعمال الدبلوماسية يعد الحل للسلام. وفي مقابلة مع المانيا اليوم، قال هيو لوفات، محلل شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن “الاتفاق بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية يمثل أول مكسب دبلوماسي مهم منذ بداية الحرب. هذا الاتفاق فرصة لإفساح المجال أمام التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار يستند على إطار دبلوماسي أوسع”.
ويقول مراقبون إنه في حالة قيام قطر بطرد مسؤولي حماس من أراضيها فقد يقصدون دولة أخرى قد تكون أقل ميلا واستعدادا للمساعدة في حالة دعت الضرورة إلى الشروع في عمل دبلوماسي. وكان قادة حماس بما في ذلك رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل يعيشون في سوريا قبل عام 2012.
أعده للعربية: محمد عثمان
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، شنت حركة حماس المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، هجومًا إرهابيًا على إسرائيل يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلًا عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
مئات القتلى وأكثر من 200 رهينة
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن “أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973”. بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص (تم تعديلها في 11 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 1200)، بحسب الجيش الإسرائيلي، فضلًا عن مئات الجرحى، ماعدا احتجاز أكثر من 240 آخرين كرهائن في قطاع غزة.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
ردود الفعل الإسرائيلية على الهجوم الإرهابي
وبعد وقت قصير من الهجوم، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية” وقصف أهدافًا في قطاع غزة. وبحسب السلطات الصحية التابعة لحماس، قُتل أكثر من 11000 شخص (حتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023). ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل. في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأت إسرائيل بمحاصرة قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه عن سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
الوحدة السياسية
إسرائيل، المنقسمة داخليًا بشدة، شكلت حكومة طوارئ “وحدة وطنية” في 11 تشرين الأول/أكتوبر. السياسي المعارض بيني غانتس انضم إلى الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل حكومة من خمسة أعضاء لـ”إدارة الأزمات”، وتضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وبيني غانتس، كما يتمتع رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (من حزب الليكود) بوضع مراقب في هذه الهيئة.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
اشتباكات على الحدود مع لبنان
بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل، وقعت اشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. قُتل عدة أشخاص بينهم صحفيون في القصف المتبادل بين إسرائيل وميليشيا حزب الله الشيعية. كما أن أعضاء بعثة مراقبي الأمم المتحدة في لبنان عالقون بين الجبهات.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
رد فعل حزب الله
في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بتصعيد الصراع في أول خطاب له منذ بدء الحرب. ومع ذلك، لم يحصل أي توسع في القتال المحدود على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
انفجار في مستشفى
وفي مدينة غزة، وقع انفجار في حرم المستشفى الأهلي المسيحي يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر. وأرجعت إسرائيل الانفجار إلى صاروخ أخطأ هدفه أطلقته حركة “الجهاد الإسلامي”. فيما اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي. وفي وقت لاحق، قدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية عدد القتلى بـ “100 إلى 300″، فيما قالت حماس إن هناك ما لا يقل عن 471 قتيلًا. ونتيجة لهذا الحدث، خرج الآلاف إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم العربي.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
ولاتزال تخرج مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحصار عليها. فألمانيا وحدها شهدت 450 مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين منذ بدء التصعيد في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بحسب وزيرة الداخلية الألمانية.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
قضية الرهائن
في 20 و22 تشرين الأول/ أكتوبر، أفرجت حماس عن أربع رهينات. في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير جندية. وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح عدة آلاف من الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن في إسرائيل. ولايزال أهالي الرهائن يطالبون بعمل المزيد من أجل إطلاق سراحهم. وبعضهم يطالب الحكومة بالموافقة على عملية تبادل الأسرى.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
الهجوم البري الإسرائيلي
في 26 تشرين الأول/أكتوبر، اجتاحت الدبابات الإسرائيلية قطاع غزة لعدة ساعات. وفي مساء اليوم الذي يليه، بدأ الجيش الإسرائيلي هجمات برية وتقدم داخل غزة. وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قسم قطاع غزة إلى نصفين مع محاصرة مدينة غزة بالكامل. ودارت معارك في المدينة. ووفقًا لتصريحاته، يركز الجيش الإسرائيلي على العثور على الأنفاق وتدميرها، والتي تعتبر بمثابة قاعدة تراجع وقيادة لحماس.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
دمار ونزوح في غزة
كشف جغرافيان أمريكيان أنه بعد شهر من الحرب، تعرض حوالي 15 بالمائة من جميع المباني في قطاع غزة لأضرار أو دمرت، مشيرين إلى أن ما بين 38.000 و45.000 مبنى دُمر نتيجة القصف الإسرائيلي. في هذه الأثناء، غادر أكثر من 900 ألف شخص شمال غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. يتحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن حوالي 1.5 مليون نازح داخليًا في قطاع غزة، من أصل نحو 2.2 مليون شخص يعيشون بالقطاع.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
وضع مأساوي
ممرضة أمريكية وصفت الوضع الإنساني في قطاع غزة بالمأساوي. وكانت الممرضة إيميلي كالاهان تعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة وتم إجلاؤها من هناك في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني. وقالت كالاهان لشبكة “سي إن إن” إن فريقها “رأى أطفالاً مصابين بحروق شديدة في وجوههم وأعناقهم وجميع أطرافهم”، مشيرة إلى أنه، ونظرًا لاكتظاظ المستشفيات، يتم إخراج الأطفال على الفور وإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
مساعدات لسكان غزة
وصلت أول قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى قطاع غزة يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر. وسبق أن اتفقت إسرائيل ومصر على فتح معبر رفح الحدودي في قطاع غزة. وتمكنت مئات الشاحنات عبور الحدود في الأيام التالية.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
دعوة أممية لوقف إطلاق النار
في 24 أكتوبر/تشرين الأول، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني” في قطاع غزة. وبعد ثلاثة أيام، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قرار غير ملزم. ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي حتى الآن من الاتفاق على قرار.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
جهود الوساطة الدولية
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زار المنطقة عدة مرات بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقام ساسة غربيون آخرون أيضًا بإجراء محادثات مع الحكومة في إسرائيل. وخلال زياراته، أكد بلينكن على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكنه دعا أيضًا إلى حماية السكان المدنيين في قطاع غزة.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حقها الدفاع عن نفسها أمام “الهجمات الهمجية”، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم “دعم إضافي” لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
دعوة عربية لوقف الحرب
وفي يوم 21 أكتوبر انعقدت ما سميت بـ “قمة السلام” في القاهرة، شاركت فيها العديد من الدول المجاورة لإسرائيل بالإضافة إلى وفود من أوروبا. لكن لم يثمر المؤتمر عن نتائج ملموسة ولم يصدر عنه بيان ختامي. ووافقت الدول العربية الممثلة في القمة على البيان المصري، الذي طالب بـ”وقف فوري” للحرب.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
انقسام عربي
وقبل القمة، وصفت الإمارات هجوم حماس بـ”التصعيد الخطير” وأكدت “استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين”. المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة، لكنه أشار إلى تحذيره السابق من “تداعيات الانسداد السياسي على السلام”. وحذرت مصر من تداعيات “التصعيد”، ودعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل “على وقف اعتداءاتها”، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس وإسرائيل تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
“إسرائيل لا تريد احتلال غزة”
بالتزامن مع تقدم الدبابات الإسرائيلية في غزة، أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرم، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أن إسرائيل لا تريد إعادة احتلال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه وبعد تدمير حركة حماس، ستتحمل إسرائيل “المسؤولية العامة عن الأمن” “لفترة غير محددة”.
-
حرب إسرائيل وحماس – حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
“هدن” يومية قصيرة
أعلنت واشنطن أن إسرائيل ستبدأ هدنًا لمدة أربع ساعات في شمال غزة اعتباراً من التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر من أجل السماح للسكان بالفرار من أعمال القتال، ووصفها بخطوة في الاتجاه الصحيح. مشيرًا إلى أن هذه الهدن نجمت عن مناقشات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في الأيام الأخيرة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد أن الحرب ستستمر حتى الإطاحة بحماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. م.ع.ح