طلب السودان الأحد (10 كانون الأول/ديسمبر 2023) من 15 دبلوماسياً إماراتياً مغادرة البلاد بعدما اتّهم مسؤول رفيع في الجيش السوداني أبوظبي بالوقوف إلى جانب قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في مواجهة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وتظاهر المئات خلال الأسبوعين الماضيين انطلاقاً من مساجد بورتسودان ضدّ الإمارات، مطالبين بطرد سفيرها من السودان بعد أن اتّهم عضو مجلس السيادة ومساعد البرهان الفريق ياسر عطا في 28 تشرين الثاني/نوفمبر علناً أبوظبي بدعم دقلو في حربه ضد الجيش.
ومنذ اندلاعها بين الجنرالين في 15 نيسان/أبريل، أسفرت الحرب عن سقوط 12 الف قتيل، وفق ما قالت لفرانس برس منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي.
وفي آب/أغسطس، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أوغنديين، إنه تم العثور على أسلحة في طائرة شحن إماراتية كان يفترض أن تنقل مساعدات إنسانية للاجئين سودانيين في تشاد. ونفت الامارات على الفور تلك المعلومات.
كما أعربت سلامي عن قلقها بشأن مصير 20 مليون سوداني، أي أكثر من 40% من السكّان، لا تستطيع الوكالة الأممية الوصول إليهم بسبب ظروف الحرب. وقالت المسؤولة الأممية إنّ “الوضع الكارثي بعد ثمانية أشهر من الصراع الدامي”.
وفي تطور ميداني آخر، قال الجيش السوداني اليوم الأحد إن عددا من ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر أصيبوا بعد تعرض موكبهم لإطلاق نار أثناء قيامهم بإجلاء مدنيين بينهم أجانب من كنيسة القديسة مريم في العاصمة الخرطوم.
وذكر الجيش في بيان أن موكب الصليب الأحمر تعرض لإطلاق نار بعد مخالفة اتفاق مع الجيش باقترابه من مواقعه الدفاعية “برفقة عربة مسلحة تتبع للمتمردين”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقال “تأسف القوات المسلحة لهذا الحادث الذي وقع نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها”.
وفي بيان منفصل اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بتنفيذ هجوم على الموكب. وأضافت أن الحادث أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأكد متحدث إقليمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقوع حادث يتعلق بموكبها، لكنه قال إنه لا يستطيع تقديم مزيد من التفاصيل.
“تقدم في الوساطة”
قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي تشارك في جهود الوساطة بشأن الحرب في السودان إنها حصلت على التزام من الطرفين المتحاربين بتنفيذ وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي يهدف إلى حل الصراع.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وذكرت “إيغاد” في بيان أن رئيسها الحالي اتفق مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال محادثات في جيبوتي أمس السبت على عقد اجتماع مباشر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وأضاف البيان أن دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم حميدتي، وافق في اتصال هاتفي أيضاً على اقتراح وقف إطلاق النار والاجتماع مع البرهان.
وقال ألكسيس محمد، مستشار رئيس جيبوتي، إن البرهان وحميدتي قبلا مبدأ الاجتماع خلال 15 يوماً من أجل تمهيد الطريق لسلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين تؤدي إلى إطلاق عملية سياسية.
وفي وقت سابق اتهم البرهان في خطاب ألقاه أمام اجتماع جيبوتي قوات الدعم السريع بشن هجمات همجية، لكنه قال إن الجيش لم يغلق الباب أمام التوصل إلى حل سلمي.
وألقى حميدتي، الذي لا يُعرف مكان وجوده، كلمة عن بعد أمام اجتماع “إيغاد” حمَل فيها الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذين يتمتعون بنفوذ داخل الجيش مسؤولية اندلاع هذه الحرب ودعا إلى إصلاح الجيش وتشكيل حكومة مدنية.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خطة مدعومة دولياً لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش وإطلاق عملية انتقالية تفضي إلى إجراء الانتخابات. وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بعد الإطاحة بالبشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019. وقبل قتالهما نفذا معاً انقلاباً في عام 2021 أنهى جهوداً من أجل دفع السودان نحو الديمقراطية.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها توصلت رسمياً إلى أن طرفي الصراع ارتكبا جرائم حرب. وردت قوات الدعم السريع على ذلك في بيان اليوم نفت فيه قيامها بعمليات تطهير عرقي في دارفور، كما نفت مسؤوليتها عن وقائع العنف الجنسي. ونفى الجيش أيضاً الاتهامات الموجهة إليه.
وتعثرت مراراً محادثات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، وكان آخرها الأسبوع الماضي، في ظل مواصلة الجانبين حملاتهما العسكرية.
خ.س/ع.ش (أ ف ب، رويترز)