توفي أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليوم السبت (16 ديسمبر/كانون الأول 2023) عن عمر 86 عامًا، وقال الديوان الأميري في بيان “ببالغ الحزن والأسى، ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه ظهر اليوم السبت”.
دخل أمير الكويت الراحل المستشفى في تشرين الثاني/ نوفمبر “إثر وعكة صحية طارئة لتلقي العلاج اللازم وإجراء فحوصات طبية”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا). ثم أعلن لاحقًا أن حالته مستقرة. وأسند العام الماضي بعض صلاحياته الدستورية لولي عهده، أخيه غير الشقيق، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وينص الدستور الكويتي على أن يعلن مجلس الوزراء بعد وفاة الأمير ولي العهد أميرا للبلاد. ومن المنتظر أن يتولى السلطة، ولي العهد الحالي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي يبلغ 83 عامًا.
سمّي الشيخ نواف وليًا للعهد عام 2006 قبل أن يخلف في 2020 أخاه غير الشقيق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي توفي في أيلول/سبتمبر من ذلك العام عن 91 عامًا.
ولد الشيخ نواف عام 1937، وهو خامس أبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح، الحاكم الراحل الذي قاد الكويت من 1921 وحتى وفاته عام 1950.
قبل وصوله لسدة الحكم كان الشيخ نواف قد تولى مناصب حكومية مختلفة حتى 1978 حين عين وزيرا للداخلية، لأول مرة. وتقلد عدة مناصب وزارية، منها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والدفاع والداخلية حتى ما بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991. وظل الشيخ نواف بعيدا عن المناصب الوزارية عقب تحرير الكويت لحوالي 10 سنوات.
تعثر الإصلاح الاقتصادي وتنويع الموارد
وكان على الشيخ نواف أن يقود اقتصاد بلاده خلال أزمة اقتصادية ناجمة عن انخفاض أسعار النفط وأدت إلى خفض الوكالات الدولية التصنيف الائتماني للكويت عام 2020.
وطبع عهد الشيخ نواف خلال الثلاث سنوات بأزمات سياسية متكررة في الدولة الخليجية الغنية بالنفط. وتهزّ دولة الكويت الواقعة بالقرب من إيران والعراق أزمات سياسية متكرّرة بين شخصيات من الأسرة الحاكمة والبرلمان الذي تمّ حلّه مرّات عدّة. وخلال ثلاث سنوات، شهدت البلاد تشكيل سبع حكومات.
منذ أن اعتمدت الكويت نظامًا برلمانيًا عام 1962، تم حلّ المجلس التشريعي حوالي اثنتي عشرة مرة. وفي حين يُنتخب النواب، يتم تعيين وزراء الحكومة الكويتية من قبل عائلة الصباح الحاكمة التي تهيمن على الحياة السياسية.
وأدى عدم الاستقرار السياسي في الكويت إلى إضعاف شهية المستثمرين في بلد يعدّ أحد أكبر مصدري النفط في العالم.
وأعاقت المواجهة بين السلطة التنفيذية والبرلمان الإصلاحات التي يحتاجها الاقتصاد الكويتي الراغب بتنويع موارده، وهو وضع يتناقض مع جيران الكويت وهم الأعضاء الخمسة الآخرون في مجلس التعاون الخليجي والماضون في مشاريع لتنويع اقتصاداتهم وجذب المستثمرين الأجانب.
ع.ج./ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)