التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الثلاثاء (26 كانون الأول/ديسمبر 2024) لمناقشة التعاون الإسرائيلي الأمريكي في الحرب المستمرة في غزة.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن الاجتماع تمحور حول عدد من المواضيع، بما في ذلك “الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب لزيادة التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية”. وتضمن الاجتماع أيضاً محادثات حول خطوات لتحسين الوضع الإنساني في غزة وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والجهود المبذولة لإعادة الرهائن المتبقين، فضلاً عن “التخطيط لليوم التالي للحرب، بما في ذلك الحكم والأمن في غزة، وأفق سياسي للشعب الفلسطيني، ومواصلة العمل على التطبيع والاندماج”.
ومن المقرر أيضا أن يلتقي ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال رحلته.
والولايات المتّحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل، تصرّ بشكل متزايد على وجوب أن يولي الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في قطاع غزة الأولوية للضربات الجراحية التي توقع أقلّ عدد ممكن من الضحايا المدنيين. وفي الآونة الأخيرة لم يتوان الرئيس الديموقراطي جو بايدن عن التعبير علناً عن خلافاته مع حكومة نتانياهو المحافظة.
رئيس الأركان الإسرائيلي: الحرب ستستمر أشهراً
وأتى اللقاء بين سوليفان وديرمر بعيد ساعات من تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي من أنّ الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بين جيشه وحركة حماس ستستمر “أشهراً عدّة أخرى”. وأضاف هاليفي في خطاب متلفز مساء الثلاثاء أن القتال في قطاع غزة المكتظ بالسكان ضد الجناح العسكري لحركة حماس يدور في بيئة “معقدة”. وقال هاليفي: “لذلك، ستستمر الحرب لعدة أشهر أخرى، وسنعمل بطرق مختلفة، حتى يتم الحفاظ على الإنجاز مع مرور الوقت”.
وأضاف: “لا توجد حلول سحرية أو طرق مختصرة في التفكيك الأساسي لمنظمة إرهابية، باستثناء القتال المستمر والحازم”، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية “مصممة جداً جداً”. وتابع: “سنصل أيضاً إلى قيادة حماس، سواء استغرق الأمر أسبوعاً أو شهوراً”. وشدد هاليفي على أن الجيش الإسرائيلي على وشك الانتهاء من تفكيك كتائب حماس في شمال قطاع غزة. وقال: “نركز جهودنا حالياً في جنوب قطاع غزة في خانيونس والمخيمات المركزية، وأكثر من ذلك”.
وكشف الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن أسماء ثلاثة من جنوده قال إنهم قتلوا في معارك بشمال قطاع غزة أمس الثلاثاء، لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء الهجوم البري إلى 161 قتيلاً.
التطورات على الأرض
ميدانياً، قُتل ستّة شبّان فلسطينيين فجر الأربعاء في عملية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مخيّم نور الشمس للاجئين في شمال الضفّة الغربية المحتلّة وأوقعت أيضاً العديد من الجرحى، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
من جهتها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إنّ الشبّان الستّة قتلوا في قصف نفّذتة طائرة مسيرة إسرائيلية على المخيّم القريب من مدينة طولكرم. وأضافت أنّ القصف أسفر أيضاً عن إصابة شاب سابع بجروح خطرة في رأسه وحالته حرجة. وبحسب الوكالة فإنّ وحدات عسكرية إسرائيلية نفّذت ليل الأربعاء عملية في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس الواقع شرقها. وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق في الحال على هذه المعلومات.
وقُتل أكثر من 300 فلسطيني في الضفّة الغربية المحتلّة على أيدي القوات الإسرائيلية، وفي بعض الحالات على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بحسب حصيلة نشرتها السلطة الفلسطينية.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)