أكد ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، الأربعاء (10 يناير/كانون الثاني 2024)، على ضرورة الاستمرار بالضغط لوقف ما وصفوه بـ “العدوان الإسرائيلي على غزة”، و”حماية المدنيين العزل”.
وشدد الزعماء في قمتهم، التي عقدت في مدينة العقبة الأردنية لبحث الأوضاع الخطيرة في غزة، على “تصديهم لأي خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضرورة إدانتها دوليًا والتصدي لها”، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، إثر قمة جمعت القادة الثلاثة في العقبة بعيدًا عن أعين الصحفيين، أن الزعماء الثلاثة أكدوا أيضًا على “ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة بشكل دائم وكاف، للتخفيف من الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه الأهل في القطاع”.
وحذّر الزعماء من “محاولات إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها”، مؤكدين على “ضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى بيوتهم”. كما رفضوا حسب البيان “الفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتدادًا للدولة الفلسطينية الواحدة”.
واتفق القادة الثلاثة على “إدامة العمل بشكل مشترك بالتنسيق بين الدول العربية ومع الدول الفاعلة، لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين”.
وجاءت القمة بالتزامن مع جولة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة، وقد التقى العاهل الأردني في عمان الأحد، والرئيس الفلسطيني في رام الله الأربعاء. وبدوره أكد رئيس الدبلوماسية الأمريكية للرئيس الفلسطيني تأييد واشنطن “تدابير ملموسة” لإقامة دولة فلسطينية.
وفي إسرائيل، نبّه بلينكن الدولة العبرية من الكلفة “الباهظة” للحرب التي يدفعها المدنيون في قطاع غزة. وقال الأربعاء من المنامة إن عباس “ملتزم” بإصلاح السلطة الفلسطينية كجزء من الخطوات المستقبلية بعد حرب غزة.
من جانب آخر، حذّر الزعماء العرب الثلاثة من خطورة “ما يجري بالضفة الغربية من أعمال عدائية يقوم بها المستوطنون المتطرفون بحق الشعب الفلسطيني”، ومن احتمالات “خروج الوضع في الضفة عن السيطرة وتفجر الأوضاع بالمنطقة”.
ونقل البيان عن الملك عبد الله الثاني تحذيره من أن “أي تصعيد قد يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب وتعقيد جهود التوصل إلى تهدئة”، مشيرًا إلى “خطورة الأوضاع التي تتطلب جهدًا استثنائيًا لتحديد الخطوات خلال المرحلة المقبلة”.
وتتصاعد المخاوف من انفجار الوضع في الشرق الأوسط على وقع التوتر على الحدود اللبنانية، والضربات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، والهجمات المتزايدة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وهجمات المتمردين الحوثيين في اليمن على سفن تجارية في البحر الأحمر.
كما تسبّبت حرب غزة بتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة إلى مستوى غير مسبوق منذ نحو عشرين عامًا.
وقال مسؤول أردني إن العرب يقولون للأمريكيين إن الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار والضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة وتخفيف التكدس قرب رفح وهو ما يثير قلق المصريين والأردنيين معا.
وتمارس السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب حكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة الغربية وأجرت محادثات مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية لكن هذه المحادثات انهارت عام 2014. وتدير حماس قطاع غزة منذ 2007 وتتعهد بتدمير إسرائيل.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ف.ي/أ.ح/ م.ع.ح (د ب ا، رويترز، ا ف ب)