قال روبرت هابيك نائب المستشار الألماني، في مقابلة نشرت اليوم (الأربعاء 17 يناير/ كانون الثاني 2024)، إن أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، مستبدون ويشكلون تهديدا بالنسبة للنظام الديمقراطي في البلاد. وأضاف هابيك، وهو أحد زعماء حزب الخضر، لمجلة “شتيرن”، “إن المستبدين اليمينيين يهاجمون جوهر الجمهورية… إنهم يريدون تحويل ألمانيا إلى دولة مثل روسيا.” وتأتي تعليقات هابيك بعد أسبوع من كشف تقارير إخبارية أن سياسيي حزب البديل من أجل ألمانياعقدوا اجتماعا مع متطرفين يمينيين في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي في بوتسدام، ضم مارتن زيلنر، مؤسس حركة الهوية اليمينية المتطرفة في النمسا.
وساعدت هذه التصريحات في إثارة حالة من الجدل في ألمانيا بشأن ما إذا كان يجب حظر حزب “البديل من أجل ألمانيا”. ويسمح القانون الألماني بقمع الأحزاب السياسية التي تعتبر معادية للنظام الديمقراطي والدستوري في البلاد. ومن جانبه، قال زيلنر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه ناقش “إعادة الهجرة” مع المجموعة، وهو مصطلح يستخدم بشكل متكرر في دوائر اليمين المتطرف، كتعبير ملطف ومخفف لطرد المهاجرين والأقليات.
مظاهرات ضخمة
في سياق متصل، خرج أكثر من 10 آلاف شخص إلى شوارع مدينة كولونيا الألمانية اليوم الثلاثاء للاحتجاج ضد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. وقال متحدث باسم الشرطة إن المنطقة المحيطة بساحة هيوماركت في وسط مدينة كولونيا، رابع أكبر مدينة في ألمانيا، كانت “مكتظة تماما” بالمحتجين. وكان أمس الاثنين قد شهد تظاهر أكثر من 10 آلاف شخص ضد حزب البديل أيضا في مدينتي إيسن في غرب ألمانيا ولايبتسيغ في الشرق. وحمل العديد من المتظاهرين لافتات تحمل شعارات مثل “لا تدعوا النازين يمشون أو يشاركون في الحكومة”، أو “ملون بدلا من بني سيء”. وكان من بين المشاركين في الاحتجاجات مجموعات مثل “جدات ضد اليمين” وجناح الشباب لنقابة “دي جي بي” العمالية.
وقد تصاعدت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا الذي استفاد من القلق إزاء الأوضاع الاقتصادية والمخاوف بشأن الهجرة. ووضعت استطلاعات الرأي حزب البديل من أجل ألمانيا كثاني أقوى حزب في ألمانيا. وكان تحالف من منظمات يسارية ومدنية قد دعا إلى تنظيم احتجاجات ضد حزب البديل من أجل ألمانيا. وقد تظاهر آلاف الأشخاص أمام بوابة براندنبورغ في العاصمة الألمانية برلين للتنديد باليمين المتطرف.
وبحسب متحدثة باسم الشرطة، فقد تجمع “عدة آلاف” من الأشخاص المشاركين في المظاهرة بعد ظهر أول أمس الأحد. من جانبها، قدرت متحدثة باسم مجموعة “أيام جمع من أجل المستقبل” المعنية بحماية المناخ، والتي دعت أيضا إلى تنظيم المظاهرة، عدد المشاركين بـ 25 ألف شخص. وأفادت الشرطة بعدم وقوع حوادث بعد، وكُتِب على بعض اللافتات عبارات مثل “حزب البديل ليس بديلا”.
كما تجمع آلاف الأشخاص في مدينة بوتسدام اليوم للإعراب عن الاحتجاج على اليمين المتطرف، وكان من بين المشاركين في هذا التجمع المستشار أولاف شولتس (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر). وجاءت هذه الاحتجاجات بعد أيام من ظهور تقرير كشف عن خطط من جانب متشددين من اليمين المتطرف لترحيل المهاجرين، ومن بينهم من يحملون الجنسية الألمانية. وقد شهدت ألمانيا ضجة في أعقاب نشر التقرير الذي أعدته مؤسسة “كوريكتف” للتحقيقات الاستقصائية يوم الأربعاء، والذي كشف بالتفصيل عن عقد اجتماعات مؤخرا لأعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا ومجموعة سيئة السمعة من اليمين المتطرف.
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ)