قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ اليوم الخميس (18 يناير /كانون الثاني 2024) إن إسرائيل تكثف الدعاء من أجل وصول شحنة طارئة من الأدوية دخلت إلى قطاع غزة عبر مصر، في إطار اتفاق رتبته قطر وفرنسا، إلى رهائن تحتجزهم حركة حماس في القطاع المحاصر.
وقال هرتسوغ في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وهو يجلس بجوار صورة رضيع في عامه الأول هو أصغر الرهائن عمرا “ندعو لتصلهم… كل الأدوية لكن هذه هي البداية فحسب”.
وبينما قال إنه لا ينكر “المأساة الإنسانية” التي لحقت بالمدنيين في قطاع غزة، وصف هرتسوغ الحملة العسكرية الإسرائيلية بأنها خطوة نحو علاقات أكثر سلمية مع الفلسطينيين في المستقبل ونحو تعزيز الأمن العالمي.
التطبيع مع السعودية
ودعا هرتسوغ القوى العالمية إلى المساعدة في مرحلة ما بعد حرب غزة وأشار إلى أن إسرائيل قبل هجوم حماس كانت في طريقها لإقامة علاقات مع السعودية مثلما فعلت مع الإمارات والبحرين في عام 2020.
وقال “ندرك جميعا أنه يجب أن تكون هناك رؤية، وأعتقد أن جزءا منها يجب أن يكون أيضا العودة إلى عملية التطبيع بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة”.
نشاط أردني لوقف الحرب
ومن جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإغاثية والطبية دون انقطاع.
ونقلت قناة “المملكة” عن الملك عبد الله قوله ، خلال استقباله اليوم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يزور عمان، إن “ما يجري يجب التصدي له قبل أن يؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة، وتفجر الأوضاع بالمنطقة”. وأكد العاهل الأردني ضرورة توحيد المواقف الإقليمية للدفع باتجاه أفق سياسي حقيقي يقود إلى حل الدولتين.
وفي الوقت نفسه قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان الخميس إن على إسرائيل السماح للنازحين في غزة بالعودة إلى ديارهم.
وأكد الصفدي أن التركيز في هذه المرحلة بالتأكيد على “الأوضاع الكارثية التي تستمر وتتفاقم في غزة”. وتابع: “مواقفنا واضحة في رفض التهجير ورفض أي وجود إسرائيلي في غزة ورفض أي اقتطاع لأي جزء من غزة”.
ومن جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إنه سيلقي كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل حول مقترحات بشأن “جهود جماعية” لحل أزمة الشرق الأوسط.
وذكر أن الحل يتعين أن يشمل محادثات مباشرة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وأن يقود لإقامة دولة فلسطينية.
حزب الله ودعوات أمريكية للتهدئة
على صعيد منفصل قال مسؤولون لبنانيون إن جماعة حزب الله المدعومة من إيران رفضت أفكارا أولية من واشنطن لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود تضمنت سحب مقاتليها بعيدا عن الحدود لكن الجماعة لا تزال منفتحة على الدبلوماسية الأمريكية لتجنب خوض حرب شاملة.
ويقود المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين مساع دبلوماسية تهدف إلى إعادة الأمن على الحدود بين لبنان وإسرائيل في وقت تنزلق فيه المنطقة بشكل خطير صوب تصعيد كبير للصراع في إطار تبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة. وأصبحت تلك الجهود أكثر إلحاحا في ظل الهجمات التي ينفذها الحوثيون المتحالفون مع إيران انطلاقا من اليمن على سفن في البحر الأحمر والضربات الأمريكية ردا على ذلك والاشتباكات وأعمال العنف في مناطق أخرى بالشرق الأوسط.
وموقف حزب الله هو مواصلة إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل لحين التوصل لوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة. ولم يرد رفض حزب الله للمقترحات التي قدمها هوكستين في تقارير إخبارية من قبل.
وعلى الرغم من الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها حزب الله دعما لغزة، قال مسؤول لبناني ومصدر أمني إن انفتاح الجماعة على التواصل الدبلوماسي يشير إلى رغبتها في تجنب حرب أوسع حتى بعد وصول ضربة إسرائيلية إلى بيروت نفسها قتل فيها قيادي بارز من حماس في الثاني من يناير/ كانون الثاني.
وقالت إسرائيل أيضا إنها تريد تجنب الحرب لكن الجانبين يقولان إنهما مستعدان للقتال إذا لزم الأمر. وحذرت إسرائيل من أنها سترد بقوة إذا لم يتم التوصل لاتفاق لتأمين منطقة الحدود.
يذكر أن حزب الله هو حزب سياسي شيعي مدعوم من إيران وجماعة مسلحة في لبنان. وتعتبر الولايات المتحدة وألمانيا ودول عربية حزب الله منظمة إرهابية، بينما يصنف الاتحاد الأوروبي جناحه المسلح على أنه جماعة إرهابية.
الوضع الميداني
ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي، أن جنوده قتلوا نحو 60 مسلحا على مدار الـ 24 ساعة الماضية خلال معارك في قطاع غزة، من بينهم 40 في خان يونس وحدها.
وفي مدينة إيلات الساحلية أطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في الوقت الذي ذكرت فيه محطة إذاعية محلية أن دوي انفجار سُمع نتيجة اعتراض تهديد جوي قادم. وسبق أن كانت إيلات الواقعة على البحر الأحمر هدفا لصواريخ بعيدة المدى أطلقها الحوثيون من اليمن تضامنا مع غزة.
فيما أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الخميس ، قتل وجرح 30 جنديا إسرائيليا بعد تفجير منزل جنوب قطاع غزة.
كما أعلنت حماس مقتل 93 شخصا ليلا في غارات إسرائيلية استهدفت خاصة جنوب القطاع حيث يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته. وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24620 قتيلا.
يذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ا.ف/ ص ش (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)