شنّت الولايات المتحدة ضربات جديدة على أهداف تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن السبت (20 كانون الثاني/يناير 2024)، على ما أعلن الجيش الأمريكي، مستهدفة صاروخا مضادا للسفن كان “جاهزًا للإطلاق”.
وتسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكريّة للحوثيّين المدعومين من إيران. لكن بعد أسبوع على ضربات مكثّفة ضد أهداف تابعة لهم، لا يزال هؤلاء يُشكّلون تهديدًا وقد تعهّدوا مواصلة استهداف السفن التجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن.
قرابة الرابعة فجر السبت بتوقيت عدن (01,00 بتوقيت غرينتش)، نفذت “القوات الأميركية غارات جوية على صاروخ حوثي مضاد للسفن كان سيستهدف خليج عدن وكان جاهزًا للإطلاق”، حسبما قالت القيادة العسكريّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان السبت.
وأضاف البيان “حددت القوات الأميركية أن الصاروخ يمثل تهديدًا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وبعد ذلك ضربت الصاروخ ودمرته دفاعًا عن النفس”. وتابع “سيجعل هذا الإجراء المياه الدولية أكثر أمنًا وأمانًا للبحرية الأميركية والسفن التجارية”.
منذ تشرين الثاني/نوفمبر، يشن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران والذين يسيطرون على أنحاء واسعة من اليمن هجمات على سفن يعتبرون أنها على صلة بإسرائيل، واضعين ذلك في إطار دعم الفلسطينيين في قطاع غزة.
ودفعت هجمات الحوثيين الكثير من شركات الشحن البحري، من بينها “ميرسك” الدنماركية، إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.
ويمرّ نحو 12% من التجارة البحرية العالمية عادة عبر مضيق باب المندب المؤدّي إلى جنوب البحر الأحمر، لكنّ عدد الحاويات التي تمرّ في هذا الممر المائي انخفض بنسبة 70% منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، وفق خبراء.
ودفعت هجمات الحوثيين الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر إلى تشكيل تحالف بحري دولي يسيّر دوريات في البحر الأحمر لحماية حركة الملاحة من هجمات الحوثيين.
ووجّه التحالف ضربات استهدفت الحوثيّين في اليمن للمرّة الأولى في 12 كانون الثاني/يناير، طالت رادارات وبنية تحتيّة لصواريخ ومسيّرات.
ومذّاك، نفّذت الولايات المتحدة سلسلة ضربات أخرى استهدفت خصوصا منصّات إطلاق صواريخ. وتُمثّل الضربات التي شنتها واشنطن السبت السلسلة الخامسة من الضربات الأميركية على الحوثيين في الأسابيع الأخيرة.
وتسعى الولايات المتحدة في الوقت نفسه إلى ممارسة ضغوط دبلوماسيّة وماليّة على الحوثيّين، بعدما صنّفتهم مجددا على أنّهم “تنظيم إرهابي”. ومن المقرّر أن تدخل هذه العقوبة حيّز التنفيذ في 16 شباط/فبراير.
واليمن أفقر دولة في شبه الجزيرة العربيّة، وقد دمّره نزاع عمره نحو عقد تسبّب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانيّة في العالم. ولا يشكّل اليمن سوى جزء من صراع أوسع نطاقا، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الرابع.
خ.س/ع.أ ج (أ ف ب، د ب أ)