قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين ( 22 يناير/كانون الثاني 2024) إن الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي تفرض إسرائيل حصارا مطبقا عليه حاليا ضمن حربها على حركة (حماس)، “لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك”.
وقال بوريل للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “من الآن فصاعدا لن أتحدث عن عملية السلام، ولكنني أريد عملية حل الدولتين”.
وفي اليوم الـ108 من الحرب، يبقى الوضع الإنساني والصحي حرجا بحسب الأمم المتحدة في القطاع حيث نزح ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص يمثلون أكثر من 80% من السكان هربا من القصف والمعارك.
اجتماعات أوروبية-إسرائيلية
يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة الاثنين مع نظيريهما الإسرائيلي والفلسطيني لبحث آفاق تحقيق سلام دائم بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الدعوات لحل الدولتين.
وقبيل بدء المناقشات، فرض الاتحاد الأوروبي الجمعة عقوبات على ستة أشخاص لتمويلهم حماس. وأدرج الاتحاد الأوروبي الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار على قائمة “الإرهاب” على خلفية الهجوم الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في 7تشرين الأول/أكتوبر.
وفرضت دول الاتحاد الأوروبي أيضا عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين “المتطرفين” في الضفة الغربية.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وجازف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة بإثارة غضب إسرائيل عندما اتهمها بأنها “أنشأت” و”مولت” حركة حماس بهدف تقويض احتمال قيام دولة فلسطينية. وأكد بوريل أن الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في المنطقة هي في “فرض حل الدولتين من الخارج”.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ال27 أولا مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ولاحقا وبشكل منفصل مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي. لكن من غير المتوقع عقد لقاء بين كاتس والمالكي. كما سيجتمع الوزراء الأوروبيون أيضا إلى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى توحيد موقفه بشأن النزاع في غزة في ظل رفض داعمين أقوياء لإسرائيل مثل ألمانيا مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار الذي تقدمت به دول مثل إسبانيا وأيرلندا.
ووضع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شروطا عامة “لليوم التالي” لانتهاء الحرب الحالية في غزة، رافضين أي احتلال اسرائيلي طويل الأمد وداعين إلى إنهاء حكم حماس وإعطاء دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
قصف إسرائيلي على خان يونس
ميدانياً، قصف الجيش الإسرائيلي الإثنين خان يونس، كبرى مدن شمال قطاع غزة والتي باتت مركزاً للقتال بحسب ما أفاد شهود عيان، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين جنود ومقاتلين من حماس.
وأكدت حركة حماس في وثيقة طويلة بعنوان “هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى” نشرتها الأحد، أن الهجوم على إسرائيل كان “خطوة ضرورية واستجابة طبيعية” لمواجهة “الاحتلال الإسرائيلي”.
وطالبت بـ”وقف العدوان الإسرائيلي فورا” على قطاع غزة، حسب ادعائها في الوثيقة والعمل على فتح المعابر وفك الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات.
ومع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها الرابع، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن الاستخبارات الأميركية أن إسرائيل قتلت “حوالى 20 إلى 30%” من عناصر حماس ولا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها المعلن بـ”القضاء” على الحركة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وقطر ومصر، الدول التي لعبت دور الوساطة في التوصل إلى هدنة في تشرين الثاني/نوفمبر، تسعى لإقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على خطة تسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيل من القطاع.
واشتباكات على حدود لبنان
وفي شمال إسرائيل، على الحدود مع لبنان التي تشهد تبادل إطلاق نار يومياً مع حزب الله المتحالف مع حركة حماس، دوت صفارات الإنذار خلال الليل بحسب ما أورد الجيش الإسرائيلي.
وأسفرت غارة نسبت إلى إسرائيل الأحد عن مقتل عنصر في حزب الله في جنوب لبنان، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عدة غارات في المنطقة.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.
عائلات الرهائن تتظاهر في إسرائيل
دعت عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى حماس للتوصل إلى اتفاق مع الحركة لإطلاق سراح ذويهم. وتجمع أقرباء للرهائن وداعمين لهم خلال الليل قرب مقر نتانياهو الرسمي في القدس للمطالبة باتفاق يفضي إلى إطلاق سراحهم.
وقال جلعاد كورنبلوم الذي لا يزال ابنه محتجزاً في غزة “نريد بحث (اقتراح) من الولايات المتحدة وقطر ومصر. نريد من حكومتنا أن تنصت وتجلس إلى طاولة المفاوضات وتقرر القبول بهذا الاتفاق أو بأي اتفاق آخر يناسب إسرائيل”.
وأعلن جون بولين والد أحد الرهائن “لدينا جميعا كمواطنين عقداً مع البلد، نخدم البلد وندفع ضرائبنا ونرسل أولادنا لخدمة البلد. لقاء هذه الخدمة وهذه الضرائب، نتوقع من الحكومة أن تضمن أمننا”.
ع.ح/ح.ز (رويترز، أ.ف.ب)