أنباء عن قرب محادثات إنهاء الوجود العسكري الأمريكي بالعراق


قالت أربعة مصادر اليوم الأربعاء (24 يناير/ كانون الثاني 2024) إن الولايات المتحدة والعراق بصدد بدء محادثات تهدف لإنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وكيفية استبداله بعلاقات ثنائية، وهي خطوة في عملية توقفت بسبب الحرب في قطاع غزة.

وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق وذلك في إطار مكافحة تنظيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014. وتقدم القوات الأمريكية حاليا المشورة والمساعدة للقوات العراقية لمنع ظهور تنظيم “داعش” مجددا بعدما سيطر على مساحات شاسعة من البلاد في عام 2014 قبل أن يهزمه الجيش العراقي.

وقالت ثلاثة مصادر إن الولايات المتحدة أسقطت بهذه الخطوة شروطا مسبقة بأن توقف فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران الهجمات عليها أولا. وقال مصدران إن الولايات المتحدة نقلت استعدادها لبدء المحادثات إلى الحكومة العراقية في رسالة سلمتها السفيرة الأمريكية بالعراق آلينا رومانوسكي لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم الأربعاء. وذكرت الوزارة في بيان أنها استلمت “رسالة مهمة” وأن رئيس الوزراء سيدرسها بعناية.

ومن المتوقع أن تستغرق المحادثات عدة أشهر إن لم يكن أكثر، غير أن نتيجتها ليست واضحة وأن انسحاب القوات الأمريكية ليس وشيكا.

تقدم القوات الأمريكية حاليا المشورة والمساعدة للقوات العراقية لمنع ظهور تنظيم “داعش” مجددا بعدما سيطر على مساحات شاسعة من البلاد في عام 2014 قبل أن يهزمه الجيش العراقي.صورة من: UPI Photo/IMAGO

بغداد تستنكر ضربات أمريكية

واستنكرت بغداد اليوم الأربعاء هجمات وجهتها القوات الأميركية في العراق ضد مواقع تسيطر عليها فصائل مسلحة موالية لإيران ردا على هجمات ضد جنود أميركيين في البلاد. ووصفت بغداد الضربات الأميركية بأنها “تصعيد غير مسؤول”.

وبحسب مصادر عراقية، استهدفت الضربات ليلاً كتائب حزب الله، وهو أحد فصائل قوات الحشد الشعبي، في منطقة جرف الصخر الواقعة على بعد حوالى ستين كيلومترا جنوب بغداد، وكذلك في منطقة القائم على الحدود مع سوريا. وأسفرت الضربات التي شهدتها منطقة القائم عن سقوط قتيل وجرح آخرين، بحسب بيان للحشد الشعبي الذي يعد مقاتلوه جزء من القوات النظامية. فيما قال مسؤول في وزارة الداخلية ومصدر في الحشد الشعبي إن شخصين قتلا وآخرين جرحا.

تقوض سنوات من التعاون”

وتأتي الضربات الأميركية مع استمرار التوتر جراء تداعيات الحرب في غزة بين إسرائيل، حليفة واشنطن، وحركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران.

وحذر اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية من أن “هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون..”، كما استنكر المتحدث الضربات وأعتبرها “تجاوزاً لسيادة العراق بشكل سافر”.

ومن جانبه، اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن الضربات الأميركية الأخيرة “لا تساعد على التهدئة” منددا ب “اعتداء صارخ للسيادة العراقية”.

واشنطن: لا نريد تصعيدا في المنطقة

وأعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن الضربات. وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان أنّ القوات الأميركية استهدفت منشآت في العراق تستخدمها فصائل مسلّحة مدعومة من إيران، وذلك ردّاً على هجمات استهدفت عسكريين أميركيين في كلّ من العراق وسوريا. وقال “لا نريد تصعيد الصراع في المنطقة”، مع التحذير بأن واشنطن “مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية” الأفراد الأميركيين. وأضاف الوزير الأميركي أن هذه الضربات هي “رد مباشر” على سلسلة من الهجمات التي نفذتها “ميليشيات ترعاها إيران” ضد الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي المناهض للجهاديين في العراق وسوريا.

ومن جانبها، أشارت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) إلى أن الضربات استهدفت مواقع ومستودعات تستخدمها كتائب حزب الله وكذلك قواعد تدريب تستخدم لإطلاق “الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة”.

وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ القوات الأميركية استهدفت منشآت في العراق تستخدمها فصائل مسلّحة مدعومة من إيران. الصورة لكتائب حزب الله في العراق خلال مراسم دفن أحد قادتها (26/12/2023) صورة من: Hadi Mizban/AP Photo/picture alliance

السوداني في موقف “دقيق”

وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وفقاً للبنتاغون.

وأعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” وهي شبكة من الفصائل المسلحة الموالية لايران، مسؤوليتها عن تلك الهجمات.

ويدفع التوتر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي وصل للسلطة بدعم ائتلاف من أحزاب شيعية موالية لإيران، للتحرك بتوزان دقيق في ظل مساعيه للحفاظ على العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن. وكرر السوداني مرات عدة، دعوته إلى انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق معتبرا أن إنهاء مهمة هذه القوات الأجنبية يشكل “ضرورة لأمن واستقرار” بلاده.

ص.ش/ع.ش (رويترز، أ ف ب)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
Comments (0)
Add Comment