ذكرت السلطات الصحية لحركة حماس الخميس (25 يناير/ كانون الثاني 2024) أنّ 50 فلسطينياً قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية في خان يونس، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قناصة تابعين له قتلوا عدداً من المقاتلين.
ويقول السكان في خان يونس إن المدينة محاصرة الآن بقوات إسرائيلية مدرعة وتتعرض لقصف من البر والجو بلا توقف تقريبا. وتصاعد اليوم الخميس عمود ضخم من الدخان على شكل الفطر فوق المناطق التي يجري فيها الجيش الإسرائيلي عمليات.
وقال مسعفون فلسطينيون إن الدبابات الإسرائيلية عزلت المنطقة وتقصف أهدافا محيطة بمستشفيي ناصر والأمل، اللذين لا يزالان يعملان في المدينة، مما تسبب في حصار فرق طبية ومرضى ونازحين يحتمون بالداخل أو بالقرب منهما.
وتقول إسرائيل إن مسلحي حماس يستخدمون المستشفيات غطاء لإقامة قواعدهم، وهو ما تنفيه الحركة والطواقم الطبية.
وفي تطور لاحق، قال المتحدث باسم السلطات الصحية لحماس أشرف القدرة إن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت بغزة راح ضحيتها 20 شهيدا و150 إصابة”.
ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ سلاح الجو استهدف عناصر من حماس في وسط وشمال قطاع غزة وأن مقاتلين آخرين قتلوا في “معارك مباشرة”.
“حظر تجول في محيط مستشفى الأمل”
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس أن قوات الجيش الإسرائيلي تواصل استهدافها لمستشفى الأمل لليوم الرابع على التوالي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وسط حالة من الرعب والقلق في صفوف النازحين بداخلها.
وأضافت الجمعية، على حسابها في موقع (إكس): “كما يفرض الاحتلال حظر تجوال كامل في محيط المستشفى منذ ظهر الأمس حيث تمنع حركة الطواقم الطبية من وإلى المستشفى”. وشددت على أن “آلاف النازحين يعيشون في حالة من الرعب والقلق المستمر جراء استمرار حصارهم مع تواصل القصف”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “حاصر” خان يونس، ودعا السكان إلى التوجه جنوباً إلى رفح على الحدود مع مصر، لكن المعارك تجعل الانتقال خطيراً إلى هذه المنطقة حيث يحتشد القسم الأكبر من النازحين جراء الحرب وعددهم 1,7 مليون فلسطيني.
بلينكن يدعو مجددا لحماية المدنيين
إلى ذلك أعلن مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة توماس وايت أن قذيفتي دبابة أصابتا الأربعاء مبنى للأمم المتحدة في خان يونس لجأ إليه آلاف النازحين الفلسطينيين. وقال وايت في بيان الخميس “تم تأكيد مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 75 آخرين، 15 منهم في حالة حرجة”.
وبعد ضرب الملجأ، قال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه يجري “مراجعة” للعمليات لكنه “استبعد … ضربة جوية أو مدفعية”، مشيرا إلى “احتمال” أن تكون صواريخ أطلقتها حماس تسببت بالمأساة.
وجدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس دعواته لإسرائيل لحماية المدنيين، بعد القصف الذي أدانته واشنطن. وقال بلينكن خلال زيارته أنغولا، إنّ ملجأ الأمم المتحدة “أساسي ويجب حمايته”. وأضاف “جدّدنا تأكيد ذلك لحكومة إسرائيل، وأفهم أنهم يحققون في هذا الحادث، كما يجب وكما هو مناسب”.
وأعلنت السلطات الصحية لحركة حماس الخميس، ارتفاع حصيلة القتلى في العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 25900 غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأكدت حماس مقتل 200 شخص في الساعات الـ24 الأخيرة، فيما أصيب 64110 أشخاص بجروح منذ بداية الحرب.
سموتريتش يعتبر قطر “مسؤولة” عن الهجوم على بلده
وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة حالياً التوسط للتوصل إلى هدنة جديدة في غزة، تكون أطول من السابقة وتتيح الإفراج عن رهائن ومعتقلين فلسطينيين وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. وتستضيف قطر القيادة السياسية لحركة حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ومن جهته، اتهم وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الخميس قطر التي تشارك في جهود الوساطة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بأنها “مسؤولة” عن الهجوم الإرهابي الذي شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة ردا على الهجوم، الذي تضمن اقتحام بلدات إسرائيلية واحتجاز رهائن ونقلهم إلى القطاع. وكتب الوزير الذي يترأس حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف عبر منصة إكس إن “قطر دولة تدعم الإرهاب وتموله” مضيفا أن الإمارة “عرابة حماس ومسؤولة إلى حد بعيد عن المجازر التي ارتكبتها حماس بحق مواطنين إسرائيليين”.
وتابع “ثمة أمر واضح: قطر لن تشارك بأي شكل من الأشكال في ما سيجري في غزة بعد الحرب”. و صدرت هذه التصريحات بعدما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دور الوساطة القطري “إشكاليا”، وفق تسجيل صوتي حصلت عليه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية. وهو ما استنكرته قطر.
فرنسا ترسل سفينة عسكرية ثالثة الى الشرق الاوسط
وعلى وقع الحرب في غزة تتزايد مخاطر اتساع رقعة النزاع ولا سيما على الحدود اللبنانية التي تشهد تبادل إطلاق نار يومياً بين إسرائيل وحزب الله، وفي البحر الأحمر ومحيط مضيق باب المندب مع هجمات الحوثيين اليمنيين على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل ورد الولايات المتحدة في اليمن لوقف “تهديد الملاحة” الدولية.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ “منظمة إرهابية”.
وأعلن الجيش الفرنسي اليوم الخميس وصول سفينة حربية ثانية إلى منطقة البحر الأحمر في إطار الجهود الرامية إلى ضمان حرية الملاحة. وتباشر سفينة لانجدوك الحربية دوريات بالفعل في مضيق باب المندب منذ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول إلى جانب مهمة دولية بقيادة الولايات المتحدة لحماية السفن من الهجمات.
وقال الجيش الفرنسي في إفادة صحفية أسبوعية إن سفينة ألزاس الحربية عبرت قناة السويس وستواصل مهمتها في البحر الأحمر والمحيط الهندي. وقال مسؤولون فرنسيون إن السفينتين ستبقيان تحت قيادة فرنسية مشيرين إلى أن المهمة الرئيسية هي مرافقة السفن المرتبطة بفرنسا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لم تشارك في الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين لأنها تريد تجنب التصعيد الإقليمي.
ص.ش/ع.ش/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ، رويترز)