تعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لهزيمة قضائية قاسية أمام هيئة محلفين في مانهاتن وأمرته بدفع تعويضات قيمتها 83.3 مليون دولار إلى إي. جين كارول، التي قالت إنه دمر سمعتها كصحفية محل ثقة من خلال إنكاره اغتصابها قبل نحو ثلاثة عقود.
وأمرت هيئة المحلفين ترامب بدفع تعويضات مكافئة قيمتها 18.3 مليون دولار وتعويضات تأديبية بقيمة 65 مليون دولار. والحكم المدني الذي أصدرته هيئة المحلّفين يتجاوز بكثير مبلغ العشرة ملايين الذي طالبت به كارول في دعواها.
وأدين ترامب في أيار/مايو الماضي بتهمة الاعتداء جنسيا على إي جين كارول عام 1996 والتشهير بها عام 2022 وأُلزم بدفع تعويض سابق لها بقيمة خمسة ملايين دولار. ورغم إدانة محكمة في نيويورك بالإجماع في أيار/مايو 2023 ترامب، واصل الرئيس السابق تشويه سمعة الكاتبة ووصفها بالكاذبة و”المجنونة”، وبأنها “امرأة زائفة” تشيع “رواية زائفة”.
ولم يستغرق الأمر سوى أقل من ثلاث ساعات كي تتوصل هيئة المحلفين المؤلفة من سبعة رجال وامرأتين إلى الحكم. وتتجاوز التعويضات بكثير الحد الأدنى الذي كانت تسعى إليه كارول بقيمة عشرة ملايين دولار.
وأصبحت القضية مصدر إزعاج في حملة ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني. وترامب هو المرشح الأبرز لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لمنافسة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني. وكان بايدن قد فاز على ترامب في انتخابات 2020.
وحضر ترامب معظم جلسات المحاكمة لكنه لم يكن حاضراً في قاعة المحكمة لسماع الحكم. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الحكم “سخيف” وأنه سيستأنف القرار، زاعماً أن كلّ جلسة هي جزء من محاولة للديموقراطيّين لمنع عودته إلى البيت الأبيض.
وفاز ترامب بسهولة في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشر على منافسته الوحيدة المتبقية نيكي هيلي، وهو يقترب من أن يصبح المرشّح الجمهوري لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسيّة ضدّ بايدن.
ولم ترد كارول (80 عاماً) على أي أسئلة لدى مغادرتها قاعة المحكمة بينما كانت تستند إلى اثنين من محاميها. وكانت قد رفعت دعوى قضائية على ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بسبب إنكاره قبل خمسة أشهر من ذلك التاريخ اغتصابها في منتصف تسعينيات القرن الماضي في غرفة تبديل ملابس بمتجر تابع لشركة بيرغدورف غودمان في مانهاتن بولاية نيويورك.
وكان ترامب قد وجّه إلى كارول إهانات بعد ادّعائها أنّه اعتدى عليها جنسيا. ويقول ترامب (77 عاما) إنه لم يسمع قط عن كارول وإنها اختلقت القصة لتعزيز مبيعات مذكراتها، إلا أنه عُرضت على المحلفين إفادة أدلى بها ترامب في تشرين الاول/اكتوبر 2022 خلط خلالها بين صورة كارول وزوجته السابقة مارلا مابلز، ما شكك في ادعائه أن كارول ليست “نوعه المفضل” حسبما قال.
ع.ح/ف.ي (رويترز ، أ ف ب)