قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اليوم الاثنين (29 يناير/كانون الثاني 2024) في برلين: “عندما تتعرض ديمقراطيتنا للهجوم، فإن هذا يعني تجاوزا للحدود توضع عنده الخلافات جانبا. في هذه الحالة يجب على الوسط الديمقراطي، الذي يمثل الأغلبية الكبيرة في مجتمعنا، أن يتخذ موقفا”، مشيرا إلى أنه يجب أن يصبح واضحا عبر قطاع الأعمال والثقافة والمجتمع “إننا لن ندع /صائدي الفئران/ المتطرفين ليدمروا هذا البلد”.
وأضاف شتاينماير أن” الأخبار حول خطط تجريد الجنسية التي يسعى من خلالها يمينيون متطرفون إلى طرد ملايين الأشخاص، بما فيهم مواطنون ألمان، هزت بلادنا” مشيرا إلى أن مظاهرات الأسابيع الماضية قدمت مثالا يحتذى به.
والتقى الرئيس الألماني في برلين ممثلين عن نقابات وروابط اقتصادية ومجالس عمال، وقال شتاينماير إنه دائما عندما يصبح الأمر جديا، فإن التعاون بين الشركاء الاجتماعيين يساعد في التغلب على الأزمات.
ورأى شتاينماير أن تشكيل تحالف ضد التطرف وحده لا يمكنه أن يحدث الفرق، وقال إن “المظاهرات وتحالفات الشركاء الاجتماعيين لا تحل محل السياسة. نحتاج إلى حكومات ومعارضة، تؤدي عملها بشكل جيد”. لكنه أضاف أنه يمكن أن إظهار تحمل المسؤولية بشكل مشترك من شأنه أن يكون مشجعا.
من جانبه أنتقد “حزب البديل من أجل ألمانيا” شتاينماير، وقال تينو كروبالا، زعيم الحزب ورئيس كتلته البرلمانية، إنه يود ألا يتصرف الرئيس الاتحادي كعضو سابق في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ينحاز إلى أحد الجانبين، بل “يجب أن يحاول توحيد هذا البلد والتصدي لهذا الانقسام الذي أراه حاليا والذي يقلقني أيضا”.
وشهدت ألمانيا مظاهرات مناهضة لليمين المتطرف في كل أنحاء البلاد ، وكثيرا ما كان يزيد عدد المشاركين في هذه المظاهرات عن المتوقع. كما تظاهر أمس الأول الخميس عشرات آلاف الأشخاص في العديد من المدن الألمانية للإعراب عن الاحتجاج على التطرف اليميني.
لكن بيرند باومان، الرئيس التنفيذي للكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا ، يرى بأن الاحتجاجات على سياسة الحزب بمثابة “المحاولة الأخيرة أو المجهود الأخير لكسب نقاط بطريقة أو بأخرى في الانتخابات المقبلة” المزمع إجراؤها في العام الحالي. ورأى باومان أن الذين خرجوا إلى الشوارع هم “بضع مئات الآلاف” لكن حزب البديل لديه 10 مليون ناخب، حسب زعمه.
وجاءت هذه الاحتجاجات كرد فعل بعد أن كشفت منصة “كوريكتيف” الإعلامية أن عدة مسؤولين كبار في “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي التقوا في مدينة بوتسدام شرقي ألمانيا في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع شخصيات يمينية متطرفة من بينها النمساوي مارتن زيلنر، الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية المتطرفة التي تعارض بشدة هجرة المسلمين إلى أوروبا.
وكان زيلنر كشف أنه تحدث في اجتماع بوتسدام عن خطة لـ”إعادة التهجير” ، وهذه عبارة يستخدمها المتطرفون اليمينيون للتعبير عن ضرورة ترحيل عدد كبير من الأشخاص من ذوي الأصول أجنبية ، حتى وإن كان هذا بالقوة.
ع.ج.م/ع.ش (د ب أ)