نتنياهو يقر بـ”فشل” محاولات تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة |

0


في ردٍّ على سؤال من شبكة “سي.بي.إس نيوز” الأمريكية عمّا إذا كان قتل إسرائيل لآلاف الفلسطينيين سيغذي الكراهية في جيل جديد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (الخميس 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) إن محاولات إسرائيلللحد من الخسائر في صفوف المدنيين “ليست ناجحة”، مجددا اتهامه لحركة حماس بمنع المدنيين من الانتقال إلى مواقع أكثر أمانا. وأردف نتنياهو قائلا “موت أي مدني مأساة. ولا ينبغي أن يكون لدينا أي قتلى  لأننا نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد المدنيين عن الضرر، بينما تفعل حماس كل ما في وسعها لإبقائهم في طريق الأذى”. وأضاف “لذلك نرسل منشورات ونتصل بهم على هواتفهم المحمولة ونقول لهم: ارحلوا. وقد غادر كثيرون”.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل تقترب من تدمير المنظومة العسكرية لحماس في شمال غزة، وهناك مؤشرات على أن الجيش ينقل حملته إلى أجزاء أخرى من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة. ووزعت إسرائيل منشورات تطالب المدنيين بمغادرة أربع بلدات في جنوب غزة، وهي مناطق قيل لسكان القطاع قبل ذلك إنها ستكون آمنة. 

انتشال جثة رهينة جديدة

وفي تطور جديد أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة العثور على جثة الجندية نوعاه مارسيانو البالغة من العمر 19 عاما والتي كانت رهينة لدى حماس وسبق وأعلن مقتلها الثلاثاء. وقال الجيش في بيان “انتشلت جثة الجندية نوعاه مارسيانو (..) من قبل قوات الجيش الإسرائيلي من مبنى محاذ لمستشفى الشفاء في قطاع غزة ونقلت إلى الأراضي الإسرائيلية”. وأضاف البيان أنه “في المبنى الذي كانت توجد فيه يهوديت، تم العثور أيضا على معدات عسكرية، من بينها بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ”.
وكانت حركة حماس نشرت الاثنين صورة لمارسيانو تظهرها ميتة مشددة على أنها قتلت في قصف إسرائيلي. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتلها في اليوم التالي. وهذه ثاني جثة رهينة يعلن الجيش انتشالها من قطاع غزة في أقل من 24 ساعة.
ومساء الخميس، أعلن الجيش العثور أيضا على جثة الرهينة يهوديت فايس البالغة من العمر 65 عاما. واختطفت الضحية من كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل وفقاً لما أعلن عنه منتدى الرهائن والعائلات المفقودة، بينما اختطفت نوعاه مارسيانو من قاعدة ناحل عوز العسكرية قرب قطاع غزة خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل والذي أوقع 1200 قتيل غالبيتهم من المدنيين وفق السلطات الإسرائيلية. ويفيد الجيش أن حماس اقتادت نحو 242  رهينة مدنية وعسكرية في اليوم نفسه إلى قطاع غزة.

يذكر أن حماس حركة فلسطينية مسلحة، يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى على أنها “إرهابية”. 
 ومنذ ذلك الحين تنفذ إسرائيل هجوما بريّا وجويّاً وبحريّاً على القطاع أدى إلى مقتل أكثر من 11500 شخص حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، غالبيتهم من المدنيين وبينهم أزيد من 4 آلاف وسبعمائة طفل. ومع تنامي أعداد الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين تزداد الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتانياهو لوقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه إسرائيل، مقترحة “هدنا إسانية”. 

مجلس الحكماء يحث بايدن على بلورة “خطة سلام” 

وكان الاتحاد الأوروبي من بين الجهات التي دعت لذلك. وفي أول زيارة لإسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، دعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة. وقال بوريل “أتفهم غضبكم، لكن دعوني أطالبكم بألا يتمكن منكم الغضب”. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن حماس ليست مسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول فقط وإنما كذلك عن محنة الفلسطينيين في غزة حاليا.

إلى ذلك، حضّ مجلس الحُكماء الخميس الرئيس الأميركي جو بايدن على اغتنام “الفرصة التاريخيّة” من أجل صياغة خطّة لسلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيّين تُقوّض المتطرّفين من كلا الجانبين. وفي رسالة مفتوحة، دعت المجموعة التي أسّسها نيلسون مانديلا عام 2007 وتضمّ مسؤولين كبارا وناشطين في مجال السلام ومدافعين عن حقوق الإنسان، الرئيس الأميركي إلى تحديد “رؤية للسلام”.
ويجب أن تستند هذه الخطّة إلى حلٍّ قائم على وجود دولتَين وأن “تعترف بحقوق متساوية للفلسطينيّين والإسرائيليّين”، حسبما كتب الموقّعون وبينهم ماري روبنسون رئيسة المجموعة والرئيسة السابقة لايرلندا، إضافة إلى اثنين من الفائزين بجائزة نوبل للسلام. كما يجب أن “ترتكز الخطّة إلى القانون الدولي، وأن تُحدّد مَن سيسيطر على غزّة، وأن تعالج المخاوف الأمنيّة المشروعة لإسرائيل، وأن تُنهي ضمّ إسرائيل المتسارع للأراضي الفلسطينيّة”، وفق الرسالة.
وتابعت الرسالة “مع تعمّق الاستقطاب، يحتاج العالم إليكم لرسم رؤية للسلام. هذه الرؤية يجب أن تعطي الأمل لمن يرفضون التطرّف ويريدون توقّف العنف”. وأقرّ الحكماء بأنّ إيجاد خطّة للسلام سيستغرق وقتا و”كثيرا من الشجاعة السياسيّة”.
وندّد الموقّعون بـ”هجمات حماس الفظيعة في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر”، لكنّهم اعتبروا أنّ “تدمير غزّة وقتل مدنيّين لا يجعل الإسرائيليّين في أمان”. وقالوا إنّ هذه الأعمال ستؤدّي إلى “مزيد من الإرهاب في المنطقة وخارجها”، مشدّدين على أنّ “لا حلّ عسكريا لهذا النزاع”. 
وخلصت الرسالة إلى أنّ “التاريخ لن ينسى أبدا” عهد بايدن إذا ما تمكّن من تشكيل “تحالف من الشركاء الذين يسعون إلى تسوية عادلة ويكونون قادرين على إنتاج مشروع قابل للحياة”. 

انقطاع الاتصالات في غزة

قالت شركتا الاتصالات في قطاع غزةإن كل الخدمات انقطعت بسبب نفاد كافة مصادر الطاقة. وترفض إسرائيل دخول الوقود إلى القطاع وتقول إن حماس قد تستخدمه في أغراض عسكرية. وفي ظل انقطاع الاتصالات وعدم توفر الوقود، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن تنسيق قوافل المساعدات الإنسانية بات مستحيلا.

وذكر فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا “إذا لم يصل الوقود، سيموت الناس بسبب نقص الوقود. لا أعرف متى بالضبط. ولكن ذلك سيحدث عاجلا أم آجلا”. وبحلول مساء أمس الخميس لم تصدر أي تصريحات أخرى عن شركتي بالتل وجوال وظلت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة وخطوط الهاتف الأرضية الثابتة متوقفة.

ويتحمل المدنيون الفلسطينيون العبء الأكبر لحملة إسرائيلالعسكرية المستمرة منذ أسابيع ردا على هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتقول إسرائيل إنه قتل 1.200 أغلبهم مدنيون. وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، في بيانات تقول الأمم المتحدة إنها موثوقة، إن 11.500 على الأقل تأكد مقتلهم في الضربات الإسرائيلية والتوغل البري للقوات الإسرائيلية أكثر من 4.700 منهم من الأطفال. ويذكر ان حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

ح.ز/ و.ب (رويترز/ د.ب.أ)

 



(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.