ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
تعتزم الحكومة الألمانية استئناف تعاونها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في قطاع غزة قريبا، حسبما أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الاقتصادي ووزارة التنمية الألمانيتين اليوم الأربعاء (24 نيسان/أبريل 2024).
وبحسب بيان الوزارتين، يأتي القرار على خلفية التوصيات الأخيرة التي وردت في تقرير صادر عن المجموعة التي شكلتها الأمم المتحدة برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا. وأشار البيان إلى أن احتياجات الأونروا المالية قصيرة المدى في غزة تتم تغطيتها حاليا من الأموال الموجودة.
وتصدرت الأونروا عناوين الأخبار في كانون الثاني/يناير الماضي بعد أن زعمت إسرائيل أن 12 موظفا فيها شاركوا في هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأن المنظمة برمتها مخترقة من حماس.
ويذكر أن حماس التي شنت هجوما مباغثا على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقامت بعض أهم الجهات المانحة، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، بتعليق مدفوعاتها مؤقتا للمنظمة. وفي تقرير كولونا الذي تم تقديمه هذا الأسبوع في نيويورك، خلص خبراء مستقلون إلى أن الأونروا أنشأت عددا من الآليات “القوية” لضمان احترام مبدأ الحياد، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هناك حاجة لتحسين هذه الآليات.
وجاء في بيان الوزارتين: “من خلال استئناف التعاون المُلح، فإننا ندعم دور الأونروا الحيوي والذي لا يمكن استبداله حاليا في إعاشة المواطنين في غزة، لأن منظمات الإغاثة الدولية الأخرى تعتمد أيضا حاليا على الهياكل التشغيلية للأونروا في غزة”. وبحسب بيانات واردة من برلين، استأنفت أستراليا وكندا والسويد واليابان مؤخرا تعاونها مع الأونروا.
وجمدت ألمانيا تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة منذ نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، ومع ذلك استمرت الأموال في التدفق من أجل عمل المنظمة في مناطق أخرى: ففي نهاية آذار/مارس الماضي خصصت الحكومة الألمانية 45 مليون يورو للأونروا للعمل في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية.
وجاء في البيان أن الحكومة الألمانيةتفاعلت بشكل مكثف مع الادعاءات التي قدمتها إسرائيل ضد الأونروا وناقشت هذا الأمر عن كثب مع الحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة وجهات دولية مانحة أخرى، وأنها سوف تنسق بشكل وثيق مع أقرب شركائها الدوليين لصرف المزيد من الأموال.
ونظرا للوضع الكارثي الذي يعيشه السكان في قطاع غزة، فقد تكررت في الآونة الأخيرة دعوات لمواصلة دعم المنظمة.
وبحسب البيان، طالبت ألمانيا أيضا بضرورة تنفيذ توصيات تقرير كولونا على الفور، والتي من بينها إيلاء أهمية خاصة لتعزيز التدقيق الداخلي في الأونروا، وتزويدها بموظفين دوليين تابعين للأمم المتحدة، وتحسين الإشراف الخارجي على إدارة المشاريع، ومواصلة المقارنة لقوائم موظفي الأونروا مع السلطات الأمنية الإسرائيلية وتوسيع التدريب الداخلي.
خ.س/ح.ز (د ب أ، رويترز)